هل يتحول إلى صراع جيلين بعد الزواج؟
يطرح الكثير من الناس، خاصة الشباب منهم، موضوع فارق السن في الزواج، وتأثيره على العلاقة بين الزوجين مستقبلا، وهذا انطلاقا من عدة معايير، وكذا الاحتكام إلى الأمثلة في المجتمع، التي تختلف بين الأشخاص، فلا يمكن بحال من الأحوال، الحكم على هذا الزواج سواء بالسلب أم الإيجاب، بشكل دقيق، في ظل اختلاف النتائج.. غير أن الحديث عن هذا الاختلاف في السن، لا يطرح من زاوية وصول العلاقة إلى الطلاق، بل الحياة بين الزوجين، من حيث التفاهم والانسجام، فربما هما ليس كذلك، لكنها لم ينفصلا لعدة اعتبارات أخرى سواء أسرية أم اجتماعية.
يظهر هذا الاختلاف بين الزوجين، في طريقة التفكير والنظر إلى الحياة من كلا الطرفين، والحديث عن فارق السن ليس الفرق عامين أو اثنين فقط، بل الحديث عن عشر سنوات أو أكثر، وهو موضوع حديثنا، لأن الفرق عندما يصل إلى عشرية كاملة فما أكثر، هنا يتحول الحديث عن جيلين مختلفين، أي يمكن أن تكون هناك العديد من نقاط الاختلاف في الكثير من الأشياء، هذا ما يؤدي حتما في بعض الحالات، إلا تصادم الأفكار وطريقة العيش بين الشخصين تحت سقف واحد، قد توصل في بعض الأحيان، إلى الطلاق والانفصال، لاستحالة التناغم بين الطرفين، لأن كل طرف يعتقد أنه على صواب في طريقة التعامل مع الطرف الآخر، بحكم معطيات جيله، أو ربما ينتقلان إلى التعايش على مضض، رغم هذا الاختلاف الذي يورث الكآبة وعدم التفاهم، لذا يصبح السمة الغالبة في هذه العلاقة، التي تظهر ملامح تصدعها في الكثير من محطات الحياة، رغم استمرارها.
لا يمكن التقدم في مثل الموضوع إن لم تكن لدينا عينات من أجل إثرائه وتوثيق حقائقه، سواء ممن هم في علاقة زوجية، أم استطلاع رأي بعض الأشخاص في هذا الموضوع، حيث تعتقد “سامية”، وهي طالبة جامعية، أن فارق السن بين الزوجين، لا يظهر ضرره على الرجل بل على المرأة، وهي الخاسرة في مثل هذه العلاقة، فالرجل دائما يعتقد في نفسه، أنه لا يزال شابا حتى ولو تجاوز مرحلة الشباب، فتصبح المرأة مرتبطة معه في علاقة زوجية غير متكافئة، لأن الكثير منهن ضحين بالكثير من الأشياء، من أجل خلق التوازن مع شخص ليس من جيلها، فلا يمكن بحال من الأحوال، الوصول إلى علاقة منسجمة حتى ولو لم تنته إلى الطلاق. في المقابل، يرى “فريد” وهو عامل، أن الرجل الناضج هو الأصلح للفتاة، حتى ولو لم يكن من جيلها، أي يتجاوزها بعشر سنوات أو أكثر، وهذا يظهر في طريقة معاملتها، لأن الكثير من الفتيات اليوم، لا يحبذن الارتباط بشاب من جيلهن، لأنهن يعتقدن أنه غير ناضج، أي غير مسؤول، إذ لا يمكن العيش معه تحت سقف واحد، فلم الذهاب معه في علاقة خاسرة من البداية؟ أما “نادية”، فتعتقد أن الزواج برجل أكبر سنا هو الأصلح للفتاة، في ظل الكثير من المعطيات، لأن الملاحظ في المجتمع اليوم، يرى أن المسؤولية أصبحت منعدمة عند الشباب اليوم، فهم لا يزالون يعيشون مراهقة متقدمة، سواء في التعاملات أم الحديث أم النظرة ككل إلى الحياة.. لذا، ففارق السن حتى ولو كان مضرا للفتاة، سوف تكون إيجابياته أكثر من سلبياته، مقارنة بالزواج من شاب يقربها في السن.
بين هذا وذاك، تبقى كل علاقة زوجية بخصوصياتها، فلا يمكن تعميم النتائج، لأن المعطيات تختلف، وتركيبة الشخصية ليست واحدة بين الأشخاص.