الجزائر
جمعية العلماء المسلمين ووزارة الشؤون الدينية وجها لوجه

هل يجوز إقحام المسجد في اللعبة الإنتخابية؟

الشروق أونلاين
  • 7395
  • 53

دخلت دعوة وزير الشؤون الدينية، للائمة بتجنيد المواطنين في تشريعيات العاشر ماي المقبل، ما يعتبره مراقبون، مرحلة النزاع الفكري والديني، بين من يرى أن الإمام بمثابة معيار للتوازن الاجتماعي والديني والأخلاقي في المجتمع، وبالتالي فهو أرقى من الدعوة إلى المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها. في حين يرى آخرون أن المسجد يجمع ولا يفرق ومن واجب الإمام الاستجابة لنداء الوطن، والتأكيد على إسقاط صفة المواطنة عمن يقاطع الانتخابات.

 

رئيس   جمعية العلماء المسلمين، الدكتور عبد الرزاق قسّوم:

الإمام كالطبيب وليس من مهامه أن يقول.. انتخبوا أو لا تنتخبوا

كيف ترى جمعية العلماء المسلمين قضية تحزب الإمام؟

نحن نعتقد أن الإمام كالطبيب يعالج الجميع، فهو يقبل على معالجة كل ما يصيب الإنسان والمجتمع من آفات، ولكن المعالجة تختلف من حيث الأسلوب والمنهج، ولا نقبل أن يتحزب المسجد أو الإمام مهما كانت صفة ومكانة هذا الحزب.

فالحزبية تدل على انغلاق داخل اتجاه معين والإمام يجب أن يكون فوق الانغلاق والحزبية لأنه في مسجده يقصد بخطابه أصحاب الأحزاب والمسلمين، ولذلك على الإمام أن يأخذ كل الفئات التي تؤم المسجد.

 

وهل يُمكن لدور الإمام أن يتأثر بدعوات السلطة للانتخاب؟

الأكيد هو أنه لا يجب على الإمام أن يسقط في الحيادية السلبية وأن يبتعد عن كل ما يعيشه المجتمع، ولا يتحدث عما يعنيه المسلم في قطره وفي العالم عامة، غير أننا ندعو الإمام في معالجته للقضايا أن يستخدم الأسلوب العام، كقول المولى عز وجل “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها”، وفي طياتها كلمة شاملة وعامة تشمل الأمانة، حيث أن الأمانة تختلف من حيث أمانة معنوية أو مادية وأمانة للأمة لما تقوم به.

 

وزارة الشؤون الدينية وجهت تعليمات للأئمة بضرورة إقناع المواطنين بالانتخاب، ما رأيكم؟

على الأئمة استخدام الأسلوب العام والوعي بضرورة التوعية، والأصل هو أن لا يقول انتخبوا أو لا تنتخبوا، والإدلاء بالصوت من حق المواطن فإذا تنازل لا تطالبه – بصفتك إماما – بأن يؤديه بالقوة، وإذا أداه لا تطالبه أن يتنازل عنه بالقوة، فأنت تقول له بأن هذا الصوت في الانتخابات أمانة، فأنت مطالب بتأديته، فإن شئت قلت نعم أو لا فمن حقه ذلك، ومن دون جهوية أو غيرها، ويبقى الأساس هو أن المسلم واع، إن أقدم أو أمسك فعن وعي، دون اتباع أو تقليد، ونعتبر أن الدعوة إلى التصويت صادر عن حزبية عندما تقول يحب أن تصوت، ويجب ترك المواطن في استقلالية.

 

 

المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية، عدة فلاحي:

لا لتحزيب المسجد لكن على الإمام إنجاح الانتخابات

ما سر تركيز وزير الشؤون الدينية على تجنيد الأئمة للعملية الانتخابية؟

الأمر ليس بجديد، فآخر مرة كانت في الاستحقاقات الرئاسية، والوزير تكلم في تصريحاته ومع مسؤولين في السلك الديني والمديرين والأئمة، ووجه تعليمات شفهية وليست مكتوبة، تفيد أن المطلوب من السلك الديني جعل المواطن تجاوبه ايجابيا، وأن يكون مع أبناء بلده دون أن يوجهه سواء بالتصريح أو التلميح.

 

وماذا عن الأئمة المتخلفين عن الدعوة للانتخاب؟

قال الوزير إن الإمام من حقه المشاركة دستوريا، ولأن السياسة جزء من الدين ولكن لا يتحزب داخل المسجد حيث يكون وطنيا، وهناك عبارة شدد عليها الوزير وفرق بين المقيم والمواطن، ونعتبر أن من يشارك في الانتخابات مواطن، أما من لا يشارك فهو مقيم وليس مواطن، والفرق بين المقيم والمواطن هو المشاركة في أفراح وأحزان البلد، والمشارك في الاستحقاق هو مواطن والممتنع هو مقيم.

ولما يؤكد الوزير على الإمام بأن يدعو للانتخاب، فليس معنى ذلك لحزب الوزير (الأرندي)، والتعليمات صريحة حيث أن أية دعوة لحزب معين لا يمكن السكوت عنها.

 

وهل سيُعاقب كل إمام يتورط في التحزب؟

آخر مرة، كان فيها الوزير أكثر شدة في تصريحه، بدعوته لعدم تشخيص الدعوة أو جعلها لتشكيلة معينة لأنه إذا ثبت ذلك في حق شخص معين، سيعرض الإمام على المجلس العلمي وليس التأديبي، هذا الأخير، التأديبي عقابي وإنما المجلس العلمي، لمناقشة الإمام في تصريحه ومحاورته، لمعرفة ما القصد من تصريحه ويتم تنبيهه ومراجعته بعد مناقشته وليس عقابه، وهذا للرفع من قيمته وشأنه وليس إنقاصا من شأ، ولن تتم الإحالة على المجلس التأديبي لأنه صاحب رسالة، وأكد الوزير أن العقاب ليس حلا، وحتى إذا كانت الدعوة لحزب معين ضمنيا يناقش الإمام، لأن المسجد يجمع ولا يفرق لأنه يضم كامل الأطياف ومصلحة الوطن تدعو للوحدة وليس التفرقة، والمشاركة في الانتخابات من الشريعة الإسلامية، والإمام يدعو للانتخاب في المنابر في إطار معاني الوحدة.

 

مقالات ذات صلة