هل يساهم صادي في التسويق للبطولة الوطنية على طريقة الدوري السعودي؟!

فتحت التصريحات التي أدلى بها مؤخرا الرئيس الجديد لـ”الفاف” وليد صادي الكثير من التفاؤل حول إمكانية التطلع لآفاق جديدة وإيجابية للكرة الجزائرية، وهذا حين تحدث عن الرقمنة والتسويق وغيرها من النقاط التي وعد بتجسيدها على أرض الواقع، وهو الأمر الذي جعل البعض يتساءل حول إمكانية ترقية البطولة الوطنية إلى مصاف بعض البطولات العربية التي تعرف استثمارا نوعيا، على غرار ما هو حاصل في الدوري السعودي والقطري.

يترقب الشارع الكروي الجديد خطوات ميدانية هامة من طرف الرئيس الجديد وليد صادي، وهذا بعد انتخابه بالأغلبية من أطرف أعضاء الجمعية العامة، وهذا موازاة مع التصريحات المطمئنة والطموحة التي كشف عنها في عدة منابر إعلامية وكذلك أمام أعضاء الجمعية العامة مباشرة بعد ترسيم انتخابه على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث يبدو أنه يراهن على رد الاعتبار للكرة الجزائرية على الصعيدين المحلي والوطني، وهذا من خلال وضع النقاط على الحروف حول بعض المسائل الحساس التي لا تزال تثير الكثير من الجدل، خاصة ما يتعلق بطريقة التسيير التي تعرفها الأندية وحتى أعلى هيئة مشرفة على الكرة الجزائرية، مثل الأمانة العامة لـ”الفاف” وكذلك الرابطة الوطنية المحترفة، حين تأسف على عدم تأهيل لاعبي بعض الأندية لأسباب وصفها بغير المقبولة، وتلميحه إلى إمكانية إحداث تغييرات واتخاذ قرارات هامة مباشرة بعد عقد أول اجتماع للمكتب الفدرالي، وهذا في إطار إعادة النظر في بعض القضايا المثيرة للخلاف والتي محل انتقاد، من باب الشروع في تنظيف المحيط أملا في التقليل من الممارسات السلبية التي تسببت في تراجع الكرة الجزائرية فنيا وتسييريا.

ويذهب البعض إلى القول بأن التصريحات التي أدلى بها وليد صادي بخصوص تفعيل آلية التسويق تعد من النقاط الملفتة للانتباه، خاصة وأن البطولة الوطنية تملك الكثير من مقومات النجاح، إلا أنها بقيت حبيس ممارسات تسييرية بعيدة عن تطلعات الجماهير والمتتبعين، ما تسبب في إهدار الملايير من الخزينة العمومية على أمور لم تخدم الكرة الجزائرية، بعد كان وراء تبييض الأموال بسبب تضخيم الفواتير والتلاعب في صفقات انتداب اللاعبين، ناهيك عن بيع وشراء المباريات التي تحولت إلى أمر عادي نهاية كل موسم، ناهيك عن تجاوزات اجتماعية وأخلاقية لا تلتقي مع أخلاقيات كرة القدم والرياضة بشكل عام. وهو الأمر الذي يفرض آليا تنظيف المحيط من مثل هذه الأمراض والممارسات أملا في إحداث نهضة كروية نوعية تساهم في ترقية البطولة الوطنية إلى مصاف البطولات العربية والإقليمية المحترمة، ولم لا السير على خطى الدوري القطري والسعودي الذي يستقطب نجوما كروية عالمية كثيرا ما صنعت الحدث في البطولات الأوروبية، خاصة وأن الجزائر تتوفر على عدة عوامل ومؤهلات ترشحها للنجاح في هذا الجانب، من ذلك وجود نجوم كروية بارزة وملاعب كبيرة وعالمية، بعضها أنجزت حديثا وأخرى خضعت للتهيئة والصيانة، ناهيك عن الحضور الجماهيري الغفير في مختلف المباريات، وكذلك تمتع البطولة الوطنية بمباريات مثيرة من ناحية التنافس والندية والاستقطاب الجماهيري، بناء على توفر عدد هام من الأندية التي تملك شعبية كبيرة.

والواضح، أن الكرة الجزائرية في حاجة إلى خطوات ميدانية تصب في خانة التسويق والترويج وكذلك الاستثمار، من خلال الحرص على النوعية في انتداب اللاعبين والاهتمام بالواهب المروية وفق سياسة تموين واضحة المعالم، إضافة إلى تحفيز الأندية التي تعمل يجد لرفع الراية الجزائرية عاليا قاريا وإقليميا حتى يكون ذلك محفزا لكل من هو قادر على البرهنة ومنح الإضافة.