-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يزورها في سياق الملف الصحراوي وتداعيات الحرب في أوروبا

هل ينجح بلينكن في إقناع الجزائر حيث فشلت نائبه؟

محمد مسلم
  • 4188
  • 0
هل ينجح بلينكن في إقناع الجزائر حيث فشلت نائبه؟
أرشيف

يحل هذا الأربعاء بالجزائر كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية، أنطوني بلينكن، في زيارة عمل إلى الجزائر قادما من المملكة المغربية، ضمن جولة شرق أوسطية قادته إلى عدد من الدول، من بينها الكيان الصهيوني، وعلى رأس أجندته مساعي واشنطن الرامية إلى الحد من تبعية دول القارة العجوز إلى الطاقة الروسية.

وينتظر أن يستقبل المسؤول الأمريكي من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، ووزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، وهي الزيارة التي تأتي في ظل ظروف مقلقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ومحاولة الولايات المتحدة الأمريكية الحد من تداعياتها على حلفائها في أوروبا، لاسيما فيما يتعلق بالطاقة التي التهبت أسعارها.

وتأتي زيارة بلينكن إلى الجزائر بعد نحو ثلاثة أسابيع من زيارة نائبه، ويندي شيرمن، وهي الزيارة التي لم تحقق ما كان مأمولا منها، وفق قراءات بعض المراقبين، لاسيما ما تعلق منه بالغاز، وهو ما استدعى برمجة زيارة ثانية أعلى مستوى من الأولى، يقودها رئيس الدبلوماسية الأمريكية شخصيا، وذلك بعد تلك التي قادت جون كيري في عام 2014.

ويتساءل مراقبون عما سيحمله المسؤول الأمريكي في جعبته في هذه الزيارة، فهو يدرك أن البضاعة التي جاءت بها نائبه إلى الجزائر، لم تلق التجاوب المطلوب، وهو ما يحتم عليه شحن بضاعة أكثر جذبا للطرف الجزائري، الذي ينتظر من واشنطن تحمل مسؤوليتها كاملة باعتبارها قوة عظمى، في العديد من المسائل العالقة وفي مقدمتها قضية الصحراء الغربية، التي تحولت إلى ملف من شأنه أن يسمم العلاقات الثنائية إذا لم يسارع الطرف الأمريكي في معالجة هذه القضية وفق مقررات الأمم المتحدة، التي تنص على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

وإن لم تقدم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على أية خطوة من شأنها أن تغضب الجزائر، بل جنحت إلى التعقل من خلال تجاهلها لـ”تغريدة” الرئيس السابق دونالد ترامنب، الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، إلا أنها لا تزال مطالبة بتبني موقف واضح وصريح بشأن هذه القضية، وذلك من خلال الإعلان الرسمي عن إسقاط قرار ترامب، والالتزام بدعم القرار الأممي المتعلق بتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية.

بيان الخارجية الأمريكية الذي أعلن عن زيارة بلينكن الشرق أوسطية، كان قد أشار إلى بعض الملفات التي سيحملها المسؤول الأمريكي في حقيبته خلال هذه الزيارة، على غرار تداعيات الحرب الروسية والأوكرانية على أسعار الطاقة، وخفض منسوب التوتر بين الجزائر والمغرب، فضلا عن ملفات أخرى، من بينها ملف حقوق الإنسان، في محاولة لوضع الدولة المستضيفة تحت الضغط، ومن ثم “المساومة” حول بعض الملفات التي يريد تمريرها.

بعض المتابعين لهذه الزيارة تساءلوا حول ما إذا كان بلينكن قد فتح ملف حقوق الإنسان والتضييق على حرية التعبير في الجارة الغربية، التي تحولت إلى قلعة للتنكيل بالمعارضين وتكميم أفواه رجال الإعلام وإسكات أقلامهم، وذلك من خلال ترهيبهم للصحافيين بالمحاكمات القضائية الجائرة، والإشارة هنا إلى الصحافي توفيق بوعشرين مدير جريدة “اليوم 24″، ورئيس تحرير الجريدة ذاتها، سليمان الريسوني، اللذان يقضيان عقوبة 15 سنة وخمس سنوات على التوالي بسبب كتابات الجريدة المنتقدة لنظام المخزن، فضلا عن الصحفي عمر الراضي الذي يقضي عقوبة بست سنوات سجنا، في غفلة من يقظة الغرب المدافع عن قيم الحرية.

ووفق مصادر دبلوماسية فإن الطرف الجزائري لا ينتظر تلقي أية املاءات من أية جهة كانت، وأنه سيتعاطى مع قضايا الساعة بمسؤولية وبما يحمي المصالح العليا للبلاد، وهو الموقف ذاته الذي كانت قد تلقته ويندي شيرمن خلال زيارتها الأخيرة إلى الجزائر، ولاسيما ما تعلق بإعادة تشغيل أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإسبانيا عبر التراب المغربي.

غير أنه ومع ذلك يبقى الموقف الجزائري مرتبطا بما سيحمله المسؤول الأمريكي من محفزات، من قبيل تعزيز الشراكة في المجال الاقتصادي والتعاون في المجالين السياسي والأمني، فضلا عن الملف الأكثر حساسية بالنسبة للجزائر والمتمثل في القضية الصحراوية، إذ ترى الجزائر أن من مصلحة العلاقات مع واشنطن أن تمارس هذه الأخيرة مزيدا من الضغوط على نظام المخزن ومعه إسبانيا من أجل حملهما على الانصياع لقرارات الأمم المتحدة بهذا الخصوص.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!