الرأي

هوشة نساء!

جمال لعلامي
  • 1291
  • 9
ح.م

لنقف عند “هوشة النساء” بين رئيسة حزب “البيان” نعيمة صالحي، ووزيرة التربية، نورية بن غبريط، فبعد حكاية الاستفتاء بشأن تدريس اللغة الأمازيغية، وما أثارته “النائبة” من جدال وسجال، ها هي نفس “النائبة” تتوعّد الوزيرة عبر الفايسبوك بمطاردتها في البرلمان وتحويلها إلى قضيتها، ما لم تقرّر الاستقالة والرحيل من وزارة التربية!
تـُرى: هل الهوشة حقيقية وصادقة؟ هل هي تمثيل و”تمهبيل”؟ هل هي فبركة نيابية وسياسية من باب الخدع السينمائية؟ وهل فعلا صالحي غاضبة من “إصلاحات” بن غبريط؟ وما الذي يجعلها تكشف خطتها لـ”عدوّتها” عبر الفايسبوك وتمنحها فرصة للدفاع عن نفسها واتقاء شرّها، بدل أن تباغتها في برّ-لمان الذي يبرع أغلب نوابه في التمثيل على المواطن بدل تمثيله؟
نفس الفيلم، مع اختلاف في طريقة الإخراج وكتابة السيناريو ومكان العرض وأسماء الأبطال، حصل قبل أشهر بين زعيمة حزب العمال لويزة حنون، ووزيرة الثقافة آنذاك، نادية لعبيدي، لتنتهي القصة الاستعراضية بنهاية غير تلك النهاية التي خادع بها الجنيريك المتفرّجين!
لا داعي للمزيد من النماذج المقتبسة من المعارك النسوية، وحروب “النائبات” مع الوزيرات، لتُسدل الستار في آخر المطاف، بلا غالبة ولا مغلوبة، وتنطفئ فجأة الحريقة بعد الدخان الكثيف الذي أثارته وأعطت الانطباع بأن نيرانا كبيرة اندلعت، ليتمخّض الجبل فيلد فأرا!
قد يكون البحث عن بطولة أو التسلّق إلى واجهة الأحداث واختطاف الأنظار وانتباه المتابعين، هو أصل وفصل “الهوشة” والهزة المرعوشة والخصومة المفروشة بين “النائبة” والوزيرة، سابقا وحاليا ولاحقا، ولا علاقة للمظلومة التربوية، ولا هم يحزنون بفلكلور “سوق النسا”!
جميل أن يُدافع النائب، ذكرا كان أم أنثى، رجلا أم امرأة، عن الملفات الكبرى والقضايا المصيرية، ومصالح البلاد ومصلحة العباد، لكن أن تتحوّل “العركة” إلى مجرّد “علكة” تمضغها الألسن والأسنان بطريقة فردية وانفرادية، فمن البديهي أن تنتهي بضربة موجعة على الرأس!
ظاهر هذه الخصومات “النسوية” يكون في الغالب معلوم التفاصيل و”الماكياج”، لكن باطنه يبقى مستترا وأحيانا مبني للمجهول، وتغيب النقاط على الحروف، فتصعب القراءة، ويستحيل الإملاء، وتتوقف عندها الكتابة بالحبر السرّي، ويضيع المعنى، وبعدها يصبح حوار الطرشان حتما مقضيا!
لن تفيد هذه المشاحنات والاشتباكات والملاسنات، إذا كانت “مبنية على الخدع”، وعلى أسس مستمدّة من تصفية حسابات قديمة أو جديدة، أو أحقاد مدفونة، أو حتى حسد، والأهمّ في المهمّ أن يستفيد “الضحايا” المتشاحن بسببهم وباسمهم، من هذه الوغى التي لا تسمن ولا تغني من جوع سوى أطرافها!

مقالات ذات صلة