الرأي

هو أو لا أحد!!

رشيد ولد بوسيافة
  • 3039
  • 9

قبل أشهر كان من الصعب أن تجد من يتحدث عن العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، وكان الجميع يفضّل الصمت والانتظار إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ليحدد موقفه من الرئاسيات المقبلة، بل إن البعض كان يجزم أن أيام الرجل في منصب رئاسية الجمهورية، أصبحت محدودة لسبب أو لآخر.

لكن الوضع تغيّر رأسا على عقب بعد التغييرات الجذرية التي أجراها الرئيس في الجيش والحكومة والإدارة، معطيا إشارة الانطلاق لحملات “التزلّف” التي اندمج فيها وزراء وشخصيات سياسية ورؤساء أحزاب، فقيل الكثير في تعداد خصائل الرئيس بوتفليقة، وكيف أنه قادر على تسيير شؤون البلاد لعقود قادمة، رافعين شعار “هو أو لا أحد”. والكارثة أن أمثال هؤلاء يعتقدون أنهم يقدمون خدمة جليلة للرئيس بوتفليقة، في وقت يسود شبه إجماع على أن “المطبّلين” للعهدة الرابعة كلهم تجتمع فيهم صفة واحدة هي غياب المصداقية، والقدرة على التلون سياسيا و”قلب الفيستة” حسبما تمليه ظروف المرحلة!!

هذا النوع من السياسيين لا يمكن أن يعول عليه في ترسيخ ثقافة ديمقراطية في المجتمع الجزائري، لأنه ينطلق من مصلحة شخصية ويقدم موقفا سياسيا لا يستند إلى معطيات موضوعية تجعل من القول بأن الرئيس، قادر على تسيير البلاد مستقبلا طرحا مقبولا منطقيا، بل ويبالغون في ذم كل من يعترض على هذا الطرح، ويقول بأن الرئيس بوتفليقة، قام بواجبه قبل الثورة وبعد الاستقلال وبعد العشرية الحمراء، وأخرج البلاد من الأزمة، ولا بد أن يستريح الآن ويترك مقاليد الحكم لمن هو أقدر على إدارة شؤون البلاد.

 

لعل هؤلاء الذين يقولون موقفهم بصراحة ويرفعون البطاقة الحمراء في وجوه الداعين للعهدة الرابعة أكثر صدقا مع أنفسهم ومع الرئيس، وأكثر حرصا على الجزائر من أولئك “المتزلّفين” الذين يبدعون في إرضاء الجهات التي تحركهم مع كل موعد انتخابي، ولو تطلب ذلك إلغاء عقولهم، لا يمكن أن نبني الجزائر بسياسيين يصمتون بإيعاز وينطقون بإيعاز، حالهم كحال عرائس “الڤاراڤوز” التي لا فائدة فيها سوى إمتاع الجمهور عبر مهازل سياسية تعود إلى الواجهة مع كل موعد انتخابي!!!!

مقالات ذات صلة