جواهر

هَكَـــذَا خُلِقَـــتْ

جواهر الشروق
  • 3533
  • 0
ح.م

المرأة هي شقيقة الرجل، وشِقّه الغريب الذي يتوجس خيفة منه، فيعكف على دراسة شخصيتها ومعرفة أسرارها قبل التقرب منها، ومن الرّجال من يغالي في ذلك فينشد فيها الكمال، ويفني دهرا على تلك الحال، حتى يفوته القطار، وينتهي إلى أن صفة الكمال فيها أسطورة من أساطير شهرزاد مع شهريار، وهذا ما اِهتدى إليه أهل الحكمة والدراية، يلخصها هذا المقتطف من كتاب طبائع النساء للعلّامة ابن عبد ربّه:

يقول ابن عبد ربّه الأندلسي عن حوّاء:

 هكذا خلقت، نعايشها ولا نكاد في حياتنا نستغنى عنها، الصلة بيننا وبينها وثيقة، فهي أمّ وأخت وزوجة وبنت وشقيقة.. ومنّا من ينعم بقربها ومنا من يحترق بلهيب نارها.

ويحار فيها الفكر أحيانا، فيصرخ الرجل؛ لقد ضاع من قدمي الطريق يال شقائي إنّني لا استطيع العيش معها ولا استطيع العيش دونها فكيف السبيل؟ وأين الطريق؟

قال عنها الفلاسفة والشعراء ما قالوا، وأطلقوا العنان لتصوراتهم وتخيلاتهم في وصف طبيعتها كما بدت لهم فقالوا عنها:

فيها من القمر اِستدارته

ومن البحر عمقه

ومن النجوم لمعانها

ومن شعاع البحر تقلباتها وعدم ثباتها

ومن النبات اِرتجافه وارتعاشه

ومن الورد لونه وعطره

ومن الأزهار مخملها

ومن الأوراق خفّتها

ومن الأغصان تمايلها

ومن حفيف الأشجار حنينها وأنينها

ومن النسيم لطفه ورقته

ومن العسل طعمه وشهده

ومن الذهب شعاعه

ومن الماس قساوته

ومن الحية حكمتها

ومن الحرباء تلونها

ومن الظبي شروده

ومن المها عيونها

ومن اليمامة نغمتها

ومن العقرب لدغته ومن الببغاء بيذرته 

مقالات ذات صلة