الرأي

“هُبل” يطاردنا

ح. م

تمكّن بعض المهووسين من أن ينقلوا الرعب إلى عرين وزير الشؤون الدينية، السيد محمد عيسى، الذي صار يطلّ علينا بين الحين والآخر، ليحذرنا من هذا المذهب أو ذاك، فتارة يتحدث عن الصفويين، وتارة عن الملحدين وأخرى عن الأحمديين، حتى يُخيّل للناس أن الجزائريين إما من دون عقل، أو أن فكر الآخرين قوي إلى درجة الإقتناع، بسهولة.هؤلاء “التابعون” سبق أن حوّلوا الشيوعية في زمن الحرب الباردة، إلى طوفان رعب، يبلع الأخضر واليابس، قبل أن يتضح أن بيتها أوهن من بيت العنكبوت، وهم في حالة تخدير، وصار علاجهم، ميئوسا منه، فإن الترهيب والتخويف من كل فكر لا يُقنع حتى باعثيه، قد يضرّ بالمجتمع وبضعيفي الإيمان، الذين صاروا كلما سمعوا عن فرقة قديمة أو حديثة في بلاد الأفغان أو الفرس أو الهند، إلا وأبحروا من باب الفضول لمعرفتها، وقد يغرقون في أمواجها.

سألنا منذ فترة سيدة فرنسية اعتنقت الإسلام، وتعلمت اللغة العربية، وصارت مداومة على أداء صلاة الجمعة في عدد من مساجد قسنطينة، عن رأيها في الخطب المسجدية التي تستمع إليها، فوصفتها بالمتناقضة مع ما تحفظه من كتاب الله، حيث تعتمد على لعن الآخرين والدعاء عليهم بالخسارة، من دون الدعاء لهم بالهداية، والعمل على تقوية شوكة المسلمين.. 

وسألنا مرة شابا من المسيلة عن سبب اعتناقه المسيحية، فربط رِدّته بالتخويف من التنصير الذي كان يحاصره، كلما توجّه إلى المساجد، فجرّه الفضول إلى معرفة النصرانية، فقارن بين أداء أهلها “المسالمين” حسبه، وبين حال المرعوبين، فاختار النصرانية، من دون جهد من “النصرانيين” وإنما بتورّط من بعض “الأئمة”.

عملية التخويف المبالغ فيها من الصفويين ومن الأحمديين ومن الملحدين ومن القرآنيين، قد تؤدي إلى عكس مقصدها، إذا تواصل التنظير لها بنفس اللسان السياسي البائس، أو من طرف من لا يمتلكون الإجابة عن الأسئلة الملغمة، التي يطلقها دعاة هذه المذاهب والأفكار، وفي المقابل يعجزون عن الدفاع عن الحق والحلال البيّن، فيصبح خطرهم أكبر من خطر هذه الفرق، التي يدعو بعضها إلى التقية أو إلى قبر السنة النبوية الشريفة والاعتماد على القرآن الكريم فقط، والبعض الآخر لاعتبار “ميرزا غلام أحمد” رسولا خاتما للأنبياء، وسيصبح التخويف من الوثنية بهذا الأداء “التنظيري والترهيبي” المُقرف، إعلانا عن عودة اللات والعزى ومناة وهُبل؟

مقالات ذات صلة