-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الرواية والتاريخ تفرض صدارتها في ختام الطبعة 26 من صالون الكتاب

واسيني ومستغانمي والزاوي نجوم المعرض.. ولخضر بورقعة يعود بعد الرحيل

زهية منصر
  • 316
  • 0
واسيني ومستغانمي والزاوي نجوم المعرض.. ولخضر بورقعة يعود بعد الرحيل
ح.م

أسدل الستار، السبت، على الصالون الدولي للكتاب في طبعته 26، بعد عشرة أيام سجل فيها الصالون حضورا قويا للجمهور، خاصة خلال ثلاثة الأيام الأخيرة، التي تزامنت مع عطلة التلاميذ، حيث كرس الصالون مكانته كتظاهرة ثقافية رقم واحد في البلاد.
أجمع المشاركون خلال هذه الطبعة على الإقبال الجيد للزوار، الذين تعددت مشاربهم وفئاتهم العمرية واتجاهاتهم، لكن بقيت الرواية والكتاب التاريخي على رأس المبيعات، فيما سجل أيضا المعرض ظهور اتجاهات جديدة لدى الجيل الجديد، الذي صار يبحث عن القراءة بالإنجليزية، وكذا ظهور تخصصات جديدة في مجال الكتاب الأكاديمي، منها الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الجديدة.
قال حسان بن نعمان، مدير دار الأمة، إن منشوراته هذه السنة قررت دخول مجال جديد هو ميدان الرواية، حيث أصدرت أربع روايات جديدة، كان لها الأثر الطيب عند الجمهور، إضافة إلى الكتاب الفكري الأكاديمي الذي يعتبر تخصص الدار الأول، الذي يبقى، بحسب المتحدث، على رأس المبيعات ضمن منشورات الدار.
وسجل الكتاب الأكاديمي حضوره بصالون الجزائر، من خلال ارتفاع الطلب عليه، خاصة في ظل استحداث فروع تكنولوجيا وتخصصات جديدة في الجامعة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيات المتقدمة.
وأوضح ممثل المطبوعات الجامعية أن كتب الطب هذه السنة كانت على رأس الكتب المطلوبة، فيما تبقي الدار تنتظر اقتراحات الباحثين في مجال الكتب المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المتقدمة بوصفها تخصصات جديدة هي بحاجة إلى مادة بحثية محكمة. وفي السياق ذاته، أوضح صادق بوربيع، مدير منشورات ألفا للوثائق بقسنطينة، أن الدار المتخصصة في الكتاب الأكاديمي شاركت في هذه الدورة بحوالي 100 كتاب جديد كلها في التخصصات الأكاديمية، التي وجدت مكانها بين القراء.
وحافظت الرواية على الصدارة في صالون الكتاب في دورته 26 إلى جانب الكتاب التاريخي، أمام تواصل تراجع حضور الكتاب الديني حيث أوضحت ممثلة منشورات الشهاب أن كتب التاريخ استقطبت القراء بشكل كبير وعلى رأسها مذكرات لخضر بن طوبال وزهيرة ظريف بيطاط وكتاب الولاية الثانية لخلف الله إلى جانب كتاب أحمد بجاوي الأخير. وفي مجال الرواية، قالت ياسمينة بلقاسم، ممثلة دار الشهاب بالصالون، إن كتب كلاسيكيات الأدب بالعربية والفرنسية سجلت أيضا حضورا واستقطبت الجمهور خاصة لدى فئة المراهقين والشباب. في مجال الرواية، وبنفس الدار، سجلت روايات أمال بشيري إقبالا من قراء الرواية إلى جانب رواية نصيرة بلولة الأخيرة “ماذا تبقى من النساء”.
في مجال الرواية دائما، استحوذ واسيني الأعرج على الأضواء ونفذت جميع نسخ روايته “حيزية” في جناح خيال، وكشف ممثل منشورات خيال أن الإقبال مس أيضا كتاب أمين الزاوي “العقل الحافي”، كما حافظ ياسمينة خضرا على جمهوره في الصالون، إذ سجلت روايته الأخيرة “الفضلاء” مبيعات كبيرة لدى منشورات القصبة، رغم غيابه عن طبعة هذه السنة.
وأكد الناشرون الذين تحدثنا إليهم أن القراء أو زوار المعرض اتجاهاتهم مختلفة، حيث أشار ممثل منشورات المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، أن القراء أقبلوا بشكل لافت على كلاسيكيات الأدب العالمي، خاصة مع تخفيضات الأسعار التي قدمتها الدار بمناسبة المعرض، قال المتحدث إن الدار أعادت بمناسبة الطبعة 26 من معرض الكتاب طبع كتاب الطبخ الجزائري لفاطمة الزهراء بوعياد، الذي صدر لأول مرة سنة 1978، وعرفت طبعته الجديدة إقبالا كبيرا من قبل القراء، حتى إن الدار نظمت جلستين للبيع بالتوقيع بحضور الكاتبة.
في دار الحكمة، سجلت مذكرات لخضر بورقعة “شاهد على اغتيال الثورة”، إقبالا من قبل القراء، رغم أن الكتاب صدر منذ سنوات، لكنه لا يزال مطلوبا من قبل الجمهور، إضافة إلى كتاب عبد الحميد بورايو الأخير “حول التراث اللامادي في الجزائر”، وكتاب “تاريخ الجزائر والتحرير الوطني”، فضلا عن سلسلة كتب الأطفال المتمثلة في القصص وهي السلسلة التي عرفت إقبالا كبيرا تقول ممثلة الدار.
وساهمت العمليات الترويجية التي نظمت خلال المعرض في زيادة إقبال الجمهور على بعض العناوين، لأن الصالون يشكل تقريبا المناسبة الوحيدة للجمهور القراء لاقتناء ما يحتاجونه خلال عام، وأوضح ممثل مؤسسة ناجي ميقا بوكستور أن الإقبال كان كبيرا على القواميس والموسوعات وكتب التنمية البشرية، وكذا روايات أحلام مستغانمي التي تتربع على عرش مبيعات الرواية دون منازع، ليس فقط بالنسبة لروايتها الأخيرة، لكن أيضا حتى كتبها القديمة. وأضاف المتحدث أن استغلال الوسائط الاجتماعية ساهم أيضا في الترويج لبعض العناوين واستقطاب القراء خاصة لدى الشباب، والجيل الجديد. نفس الملاحظة أبداها ممثل دار خيال، الذي قال إن المنشورات تستعمل الفابسبوك في الترويج لكتابها فضلا على اعتمادها خدمة التوصيل عن طريق الإنترنت.
وكشفت الطبعة 26 من صالون الكتاب عن تنامي ظاهرة القراءة بالإنجليزية، خاصة لدي المراهقين والشباب، بل هناك من بدأ في تجريب الكتابة بالإنجليزية، كما هي حال الشاب “ثيغرسي ياسين” في روايته “أبيك” الصادرة عن دار الحكمة، التي لقيت إقبالا كبيرا من قبل جمهور المعرض. واعتبر الناشرون أن ظاهرة دخول الإنجليزية على خط القراءة في الجزائر هي نتيجة حتمية لانفتاح الجيل الجديد على التكنولوجيات الحديثة، ويتوقع في المستقبل أن تتنامى هذه الظاهرة، خاصة مع الاتجاه إلى تعميم تدريس الإنجليزية في عدة تخصصات جامعية، بعد أن تم إدراجها في السنة الثالثة ابتدائي.
وسجل الصالون هذه السنة أيضا تزايد الإقبال على الكتاب بالأمازيغية، حيث أوضح ممثل جناح المحافظ السامية للأمازيغية أن القراء يأتون بحثا عن كتب وخاصة القواميس بهذه اللغة وحتى دور النشر تبحث عن عقد شراكة مع المحافظة، خاصة أمام تنامي الطلب على الكتب والقواميس بالأمازيغية، في ظل انتشار التدريس بالأمازيغية في جميع المستويات.
من جهة أخرى، أجمع الناشرون المشاركون في الصالون على أن الطبعة 26 سجلت وجود ما يمكن تسميته “بالقراءة الواعية”، حيث يأتي القارئ بحثا عن كتاب أو عنوان بعينه، وهي فئة بدأت تفرض نفسها بقوة فيما يفضل الآخرون التجوال العشوائي واكتشاف ما يرغبون به لاحقا.
ومهما تعددت أوجه إقبال الجمهور على الكتاب وطريقة تعاطيهم معه، فإنه يبقى المناسبة الوحيدة التي تمكن القارئ من تجديد صلته بخير جليس، حتى وإن أصر البعض على أن الإقبال الجماهيري على المعرض لا يعني وجود مقروئية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!