الرأي

واش ربحتو؟

جمال لعلامي
  • 3058
  • 11

وزارة التربية “خسرت” المعركة، والنقابات “خسرت” أيضا حربها، بعد ما ضيّعا التلاميذ لعدّة أسابيع، وكادا يتسببان في كارثة على المدرسة والمستوى والنتائج والامتحانات وشهادات البكالوريا و”البيام” و”السانكيام”!

لسان حال التلاميذ والأولياء وحتى الأساتذة، ومعهم الرأي العام، يردّد بلا تردّد مخاطبا الوزارة والوزيرة وإطاراتها، وكذا النقابات وقيادييها: “واش ربحتو؟”.. وهل كان يجب أن تمرّ الأسابيع حتى تعودوا جميعا “صاغرين” خاسرين، وكلكم لم يجن ما كنتم تنتظرونه وتصبون إليه، فلا الوزارة “تهنات” من المضربين بالعزل النهائي وكسبت ودّ التلاميذ، ولا النقابات قطفت ما كانت تريده، فكان فشلهما معا حتما مقضيا!

المطلوب الآن، أن تعتذر الوزارة ومعها النقابات، للتلاميذ وأوليائهم، وإلى الأساتذة “ضحايا” الجانبين، وعليهما أيضا أن يعتذرا لوزارات أخرى، عاشت القلق والفوبيا بسبب إضراب التربية وخروج التلاميذ إلى الشارع، كما عليهما كذلك أن يعتذرا إلى مصالح الأمن، التي وجدت نفسها في مواجهة خطر داهم اسمه “احتجاج الأطفال”!

لقد أثبت مسؤولو وزارة التربية، وقياديون في النقابات، أنهم تورطوا في “تسخين البندير” واللعب بالنار، وتحريض الأساتذة والتلاميذ على الاحتجاج، ونشر الفتنة بين المعلمين والمتمدرسين، كما تسبّبوا في إجبار آلاف العائلات الجزائرية، على القلق والخوف، وعيّشوهم على أعصابهم لمدة طويلة، وكادوا أن ينتجوا سنة بيضاء وموسما دراسيا بلا دراسة!

اعتذروا أيها المتخاصمون، لأنكم تصارعتم، وزعم كلّ طرف منكم، بأنه صاحب حقّ، وبأنه مظلوم من الآخر، وركبتم رؤوسكم ولعبتم وتلاعبتم بمصير آلاف التلاميذ، ثم “تنازلتم” وتراجعتم، وكأنّ شيئا لم يكن، بعد ما جاءكم “القزول من فوق”، فتوقفتم وأوقفتم نطح الجدران وضرب الريح بالعصا!

..”واش ربحتو” الآن وقد “استويتم” وتساويتم و”تساومتم”، وعدتم إلى الحوار الذي رفضتموه في البداية، وفضلتم “التغنانت” ومنطق “معزة ولو طارت”، ولم “تحشموا” أمام الوسطاء من العقلاء والحكماء، واستخدمتم “الذراري” كدروع بشرية في محاولة من كل طرف هزيمة خصمه بالضربة القاضية!

انتهى الإضراب، وعادت الوزارة والنقابات إلى جادة الصواب، بعد ما عاش كذلك الأساتذة وعائلاتهم رعبا حقيقيا بسبب العزل وهاجس “التجويع”، وهرب التلاميذ من المدارس إلى الشارع في احتجاجات كانت مفتوحة على كلّ الاحتمالات، أفلا تعتذروا بعد ما فشلتم جميعا في تسوية مشاكلكم بالتي هي أحسن، ولم ترجعوا وتتراجعوا و”تخزو الشيطان” إلاّ بعد ما جاءكم “الدقّ”، فعدتم وزارة ونقابات والتزمتم الهدوء والسكينة بعد ما تحوّلتم إلى خطر على النظام العام!

مقالات ذات صلة