“والد بوطرفيف للشروق:”أرجو أن لا يقلّد الشباب ابني.. والمير ربي يهديه
شيعت صباح أمس جنازة الشاب بوطرفيف محسن بمقبرة بلدية بوخضرة بولاية تبسة بحضور المئات من المواطنين وأقاربه وممثلين عن المجتمع المدني وضحايا الإرهاب ورئيس دائرة لعوينات ممثلا لوالي الولاية.
- وقد شهدت مدينة بوخضرة تعزيزات أمنية مكثفة، خاصة منذ انتشار خبر الوفاة، ولحظة وصول الجنازة من مدينة عنابة، حيث كان الضحية يتلقى العلاج بالمستشفى الجامعي بعد إضرام النار بجسده في الـ15 من هذا الشهر. وعلى الرغم من التخوفات التي أبداها الكثير من حصول أعمال شغب، إلا أن الوضع بقي هادئا ولم تسجل أحداث، ولعل هذا بسبب العمل الكبير الذي قام به أعيان المنطقة وإطارات من حزب جبهة التحرير الوطني بالولاية وممثل الجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية والذين لعبوا دورا كبيرا في تهدئة الوضع وتفويت الفرصة على من أراد تحويل بوخضرة إلى بؤرة شغب.
- ومباشرة بعد دفن الشاب محسن بوطرفيف بمقبرة بوخضرة بولاية تبسة في حدود العاشرة صباحا، اتصلت الشروق اليومي بوالد محسن السيد اعمر الذي امتزج رده بكثير من البكاء على ابنه.. السيد اعمر قال أنه سارع في عملية الدفن إكراما للميت وتيمنا بالسنة النبوية الشريفة،
- وقال أن الجنازة سارت في هدوء كما تمناها لأنه رفض استعمال حادثة فقدانه لابنه لمآرب أخرى لاحظ أن أطرافا حاولت أن تجعلها مطية لتحقيق أهدافها، وقال “الله يهدي الشباب حتى لا يكون مصيرهم مثل مصير إبني، عليهم أن يتذكروا أن لهم آباء وإخوة وأبناء وأمامهم ساعات وسنوات بإمكانهم أن يحققوا فيها كل أمانيهم” ثم أجهش بالبكاء وهو يقول “ابني رحل وترك طفلين وزوجة حاولت هي أيضا بعد أن أشعل النار في جسده الانتحار فنجت بفضل مجهودات أطباء مستشفى مرسط حيث نقلناها في حالة خطيرة قبل أن تجرى لها عملية غسل الأمعاء بعد أن تعاطت كمية من الأدوية.. وبعد سماعنا زوال أول أمس خبر وفاة ابني محسن ساءت حالتها خاصة أنها حامل.. إنني لا أستطيع تحمل رؤية طفلي ابني وهما ينظران إليّ!.. ولا يفهمان ما يجري من حولهما”.. ودون أن نسأله راح يقول: “ربي يسامح رئيس البلدية الذي حرّض ابني على حرق نفسه” فسألناه إن كان سيسامحه فقال “لا أستطيع، لأنه ابني والله وحده من يسامح” وأسمعنا تسجيل يقول أنه سيحتفظ به مدى الحياة لرئيس البلدية وهو يقول لابنه “أحرق نفسك وما عندك ما تقضي” أما عن آخر كلمة قالها محسن قبل أن يدخل في غيبوبة بعد حرق نفسه، فكانت “راو قالي احرق روحك والله غير نديرها”.. وتوقف عمي اعمر عن الحديث وأجهش بالبكاء وبقي يردد “ربي يهدينا.. ربي يهدينا”.