-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

والهوى في مرّاكش

والهوى في مرّاكش

في يوم الإثنين الماضي أوردت ما قاله الإمام الإبراهيمي عن تونس، وقد أوردته تعقيبا على الفعلة التي فعلها “قيس” الذي استحوذ على كل السلطات، لأنه – أيضا- على مذهب “الأخ عبد القادر مالي” الذي يأبى أن يكون 3/4 رئيس.

أما اليوم فأورد كلمة الإمام الإبراهيمي عن “المرّوك” وهي قوله: “والهوى في مراكش يأمر وينهى”. (البصائر في 16/7/1951. وآثار الإمام الإبراهيمي ج3/ص 483)، وذلك تعقيبا على “خطاب” “أمير المؤمنين” الذي شاق الله – عز وجل- واتخذ بطانة من دون المؤمنين ممن هو أشد عداوة للمؤمنين.. “ومن يشابه أبه فما ظلم” – كما يقول المثل العربي.. و”صنعة بوه لا يغلبوه” كما يقول مثلنا الجزائري.

والهوى هنا هو مسايرة المرء لنفسه الأمارة بالسوء، واستبعاد العقل ؟؟؟ في القول أو في الفعل، وقد لام أناس شخصا “هوى” امرأة ليس فيها ما يدعو إلى حبها، فقال: “وأحبها وتحبّني، ويحب “ناقتها بعيري”.

وقد نهى القرآن الكريم عن اتباع الهوى في قوله: “ولا تتبع الهوى”، وفي قوله: “ولا تتبعوا أهواء قوم…” ولهذا جاء في أقوال العرب “من هوى فقد هوى”.

ليس من عادتي أن أضيع وقتي في الاستماع إلى كلمات أكثر حكام العرب، فأكثرها خال من المعاني الجليلة، وأكثرهم ممن يشوّهون أجمل لغة، وهي اللغة العربية، التي يقول عنها شاعرها في العصر الحديث أحمد شوقي، ويكفيها شرفا ورفعة أنها لغة القرآن، ولسان أشرف مخلوق:
إن الذي ملأ اللغات محاسنا جعل الجمال وسرّه في الضّاد.

ولكنني في هذه المرة “أرغمت” نفسي على الاستماع إلى كلمة “أمير المؤمنين” به، التي ألقاها في الذكرى الثانية والعشرين لتربع “جلالته” على عرش أسلافه..

قال “صاحب الجلالة” إنه يمد يده إلى “أشقائه” في الجزائر، لأنها “توأم” للمغرب، “متعهدا” أن لا يصدر منه ما يسوء الجزائر أو يسيء إليها.. ودندن حول هذه المعاني..

لا أرتاب في أن العلاقة بين الشعبين الجزائري والمغرب علاقة أخوية، متينة دينا، ولسانا، وعرقا، ومصيرا وأدعو الله – عز وجل- بما دعاه أحد الإخوة المغاربة ونحن قادمان من ليبيا في الثمانينيات، لما عرف أنني من الجزائر: “الله يزوّل ديك الضبابة اللي بيناّ. ولكن النظام المغربي التوسعي طامع في أن يقتطع جزءا عزيزا من وطني، ليضمه إلى “امبراطوريته” الممتدة – كما يقول- “من النهر – نهر السنغال- إلى البحر”، ماعدا سبتة ومليلية المستعمرتان منذ بضعة قرون، وهما أقرب إلى الرباط من العيون وشنقيط…

كنت أود أن أصدق كلام “أمير المؤمنين” به، ولكنني رأيت وأرى باستمرار ما يناقض هذا الكلام الذي هو أقرب إلى “تايهوديت” أزولاي، ومن لا نراهم من “الأزولايات”..

لقد استمعت لخطاب “أمير المؤمنين” به بقلبي وعقلي، فأما قلبي فقد استحسن الخطاب، واستملح ما جاء فيه من معسول الكلام، وأما عقلي فردد عليّ قول الشاعر القديم عن أحر “العرقوبيين”:

يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب.
وتحية حارة إلى الإخوة في المغرب ممن أعرف وممن لا أعرف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • عزيز

    الشيخ البشير الابراهيمي رحمه الله له مكانة خاصة عند المغرب لانه هو من اطلق لفظ امير المؤمنين على الملك محمد الخامس

  • الحسين الجزائري

    لافض فوك ياأستاذ الأساتذة.