وردة لكل امرأة

لسنا هنا لنوزع الورود، ونحكم على الناس، بأن هذا صالح والآخر غير ذلك.. لكن الحال والمقام، يوجب علينا أن نرفع القبعة للمرأة، التي حمت صغارها من البرد القارس، وزوجها عنها غائب يكابد الليل الطويل، حراسة للحدود أو عملا ليليا، من أجل لقمة العيش، والظهور بمظهر المكافح حلالا طيبا..

نعم.. تحية لهذه الفئة من النساء، اللائي يتعرضن للسع واللفع، من قبل القريب والبعيد.. إنه الجهاد بعينه.. كما نرفع القبعة للنساء اللائي جاهدن خلال الاستعمار الفرنسي لأرضنا، بجانب الرجل. فهناك من حملت السلاح وقاتلت حتى قتلت واستشهدت.. وهناك من أسعفت الجرحى من المجاهدين الجزائريين، الذين أصيبوا في المعركة.. كما نعرج على طائفة من النساء المعلمات، اللاتي أسهمن في تعليم الصغار والكبار، مرورا بكل مراحل التعليم الدراسي، بدءا بالتحضيري والابتدائي، مرورا بالمتوسط والثانوي، ووقوفا عند التعليم العالي والبحث العلمي في جامعاتنا ومعاهدنا الكبرى..

ظلت هذه المحطات كلها ببصمات نساء جزائريات، أثبتن قوتهن وأحقيتهن في مناصب الشغل.

دون أن ننسى قطاع العدالة..

فالمرأة أصبحت قاضية ومحامية ووكيل جمهورية، ونائبا بمجلس الشعب ومجلس القضاء..

ولا يمكن أن نذكر هنا المرأة الجزائرية، ونعدد القطاعات التي تعمل بها، دون أن نقف وقفة إجلال وإكبار للصحفية، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، سواء في الجريدة أم المجلة أم الإذاعة أم المواقع والمنتديات أم التلفزيون.. بحق، نرفع لهن قبعة الاحترام والتقدير، وبخاصة عاملات مجمع الشروق، كل واحدة نهديها وردة أمل.. وكل أيامكن ورود.