ورطتي مع “الشّوربة”
كان يوما قائضا من أيام شهر رمضان المبارك، استيقظت متأخرة لأنني نمت بعد صلاة الفجر، استيقظت ولكن النعاس ظل يغريني بالنوم مجددا، ولكن ماذا أفعل إذا كنت المكلفة بإعداد وجبة الإفطار كل يوم، نظرت إلى الساعة فوجدتها الثالثة مساء، لقد تأخرت كثيرا عن المعتاد، ذهبت إلى المطبخ وبدأت أعدّ طبق الشّربة، وكنت بين الحين والآخر أتثاءب، وقبل أن أضع القدر فوق النار تذكرت أنني نسيت الملح، هذه هي أكبر مشكلة تواجهني في رمضان، لطالما نسيت الملح، وإلاّ فإنني أضع كمية كبيرة منه حتى يصبح الطبق غير قابل للأكل، ولعلكم تعرفون ما يتبع ذلك من كلام يكسر الخاطر.
ولكن في هذا اليوم تذكرت الملح في آخر لحظة ووضعت كمية مناسبة للمواد التي وضعتها في القدر، وبعد أنهيت إعداد الطبق الثاني، كان عليّ أن أعدّ” الفلان”، وياليتي ما أعددته، فبدل أن أضعه في أطباقه الصغيرة، قمت بسكبه في قدر الشّربة، والغريب أنني لم أنتبه لهذه”المصيبة” إلاّبعد لحظات، وكأنني كنت نائمة عندما سكبته، وعندما أنتبهت كنت سأضرب نفسي، وأشدّ شعري، فكيف لي أن أعد طبقا جديدا من الشّربة ولم يبق على آذان المغرب إلاّ ساعتين، وإن حاولت أن أعد طبقا جديدا فلن يتسنى لي لأن الدجاج متجمد في الثلاجة..
لم أجد حلا لهاته المشكلة إلاّ عندما ناديت على جارتي وطلبت مشورتها، وإذ بها تنقذني من هذه الورطة، حيث أعطتني الشّربة التي تبقت لها من الأمس، وأخبرتني أنها كانت ستتخلص منها لأنها لم تجد أين تضع المواد التي تحتاج إلى التخزين في الثلاجة، شكرت جارتي العزيزة التي أنقذتني من حرب كلامية كنت سأتعرض لها، وقرّرت أن أبقى في يقظة كاملة وأنا أعدّ الفطور حتى لا أرتكب خطأ مثل هذا الخطأ، حينها لن أجد من يخلصني من ورطتي.
السيدة ليلى ر- سطيف