وزير الخارجية السعودي في زيارة تاريخية إلى إيران

حل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان اليوم، السبت 17 جوان، إلى إيران وذلك في زيارة تعد تاريخية. فهي أول زيارة لوزير خارجية سعودي إلى طهران منذ 17 سنة، وذلك تلبية لدعوة من نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

وقد التقى الوزير السعودي بنظيره الإيراني فور وصوله اليوم. وحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السعودية، فقد عقد الطرفان جلسة مباحثات رسمية. مباحثات تباحثا خلالها “سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة تعزيز التنسيق المشترك في العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم”.

هذه الزيارة التاريخية للوزير السعودي إلى إيران تأتي بعد نجاح الحوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيكين شهر مارس لهذا العام، برعاية صينية.

مع اختتام الحوار بين الطرفين، وجه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز دعوة إلى الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي لزيارة المملكة. كما أجرى وزيرا خارجية البلدين مكالمة هاتفية واتفقا على عقد اجتماع في أقرب الآجال، كما قالت المملكة العربية السعودية أنها ستطلق مشاريع استثمارية في إيران.

زيارة ذات أهمية خاصة

في حديث مع موقع العربي “الجديد”، قال رئيس تحرير موقع “الدبلوماسية الإيرانية” أن الأهمية الخاصة لهذه الزيارة تعود لأمرين. أولهما هو كونها الأولى بعد قطيعة طويلة، والثاني هو كون البلدين رئيسيين في الشرق الأوسط، إلى جانب تركيا. ما يجعل كل من إيران والسعودية “أسس المعادلات السياسية في الشرق الأوسط”.

اللقاء هو الثالث من نوعه، بين وزيري خارجية البلدين، عقب استئناف العلاقات الثنائية بينهما. ويأتي بعد مضي 100 يوم من اتفاق بيكين.

وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إيرانية) نقلت عن وزير الخارجية الإيراني قوله أن البلدين قاما بإعادة فتح السفارات لكلا البلدين في كل من العاصمتين الرياض وطهران، والقنصليات العامة في كل من الرياض وجدة ومشهد المقدسة (شرق ايران). إضافة لتعيين سفيري البلدين.

ذات الوكالة نقلت كذلك عن المسؤول الإيراني قوله “انه لمدعاة للسعادة، بان استئناف العلاقات بين إيران والسعودية ساهم في توفير ظروف مناسبة ولائقة لمواطنينا في أداء فرائض الحج داخل الديار المقدسة.” مختتما “نحن نتفق مع السعودية، حول ضرورة دعم الشعب الفلسطيني المظلوم”.

وقد تميزت العلاقات بين كل من إيران والسعودية بالإحتقان والتوتر منذ بدأها وذلك بتوقيع معاهده الصداقة بين البلدين عام 1929. بسبب عديد الخلافات السياسية والعرقية والمذهبية، عرفت هذه العلاقات بين البلدين توترات وانقطاعات في عديد المرات. فانقطعت لأول مرة عام 1943، ثم عام 1987، ومرة أخرى عام 1991، ثم مرة أخرى عام 2016.

ليتم إعادة العلاقات بين البلدين شهر مارس هذا العام بوساطة صينية.