-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مركز الجزيرة للدارسات يرصد الظاهرة

وسائل التواصل الاجتماعي.. منصات للحرية أم للاستبداد؟

وسائل التواصل الاجتماعي.. منصات للحرية أم للاستبداد؟

سلّط مركز  للدراسات، في العدد الثاني عشر لمجلة “لباب”، الضوء على ظاهرة مهمة باتت تمثل جزءًا من سياق الجدل حول وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر دراسة في زاوية متابعات بعنوان “وسائل التواصل الاجتماعي: منصات للحرية أم للاستبداد؟”، رصد الباحث الإعلامي، الدكتور أحمد موفق زيدان، دور وسائل التواالجزيرةصل الاجتماعي وتأثيرها في حركة الشارع خلال ثورات الربيع العربي، وحالة الإعلام الاجتماعي بعد مرور عشر سنوات على الثورات العربية.

وتضمنت الدراسة استطلاع رأي عينة من المبحوثين في الشمال السوري حول دور منصات التواصل الاجتماعي في تحريك الشارع وتعبئته، وكَشَفَ عن الاستخدام المكثف للأنظمة العربية لجيوش إلكترونية، وسطوة مالية ضخمة لتسخير الإعلام الاجتماعي لمصالحها.

وفي دراسة أخرى مشتركة بين كل من الدكتورة أسماء الملكاوي والدكتور مشاري الرويح بعنوان “شبكات الاحتجاج العابرة للحدود: نموذج الفاعلية الإسلامية الجماهيرية المُمَكَّنَة شبكيًّا في البيئة الدولية”، يستكشفان إمكانية تطور فاعلية إسلامية شعبية طويلة المدى وعابرة للحدود في ظل بيئة دولية تتسم بمستويات متزايدة من التعقيد والتقييد على العمل غير الدولتي. وهي محاولة جادة أخرى حول الشبكات الرقمية، وكيف تتعامل احتجاجات الجماهير ذات الطابع الديني من خلالها، ومساراتها المحتملة طويلة المدى في السياسة العالمية المعاصرة، وترى أن النماذج السائدة في أدبيات العلاقات الدولية حول الفاعلية غير الدولتية تنطلق من مقاربات ليبرالية لا تُعبِّر بالضرورة عن منطلقات وأهداف الفاعلية الإسلامية، وأن هذه النماذج بسيطة ومختزلة ولا تُعبِّر عن مستوى تعقيد البيئة الدولية الشبكية. وبالتحليل النقدي واسع المدى للبنى النظرية السائدة، والمراجعات العلمية الانتقائية، والبناء على حالات واقعية للاحتجاجات الشبكية ذات الطابع الديني، مثل حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية على تويتر، تقترح الدراسة نموذجًا نظريًّا لفاعلية جماهيرية لمجتمعات مسلمة مُمَكَّنَة شبكيًّا، وتَتَبُّع مسارات هذا النوع من الفاعلية والقيود المفروضة عليه في البيئة الدولية.

ونقرأ في هذا العدد من “لباب” دراسة نقدية مهمة وممتعة عنوانها “التفكير مع ماكلوهان ضد الماكلوهانية في عصر الميديا الرقمية”، يلج بها الدكتور نصر الدين لعياضي في ثنايا فكر وأطروحات مارشال ماكلوهان، ويدعو لمراجعة أبرز مرتكزات فكر ماكلوهان التي تضمَّنتها منشوراته. لقد حاولت الدراسة تقديم الأسباب التي أدت إلى إعادة اكتشاف “ماكلوهان” في العصر الراهن، ودفعت إلى مساءلة ما يزعمه الكثير من الكُتَّاب والباحثين الذين يرون أن ما تعيشه وسائل الإعلام اليوم من تحولات في البيئة الإعلامية يُثبِت صحة ما تنبَّأ به ماكلوهان في حياته. وتحاول الدراسة أن تُبيِّن أيضًا مكانة ماكلوهان في الدرس الإعلامي العربي بما يخدم تطور البحوث الإعلامية في المنطقة العربية.

من جهة أخرى، وفي دراسة تنشغل بالاقتصاد السياسي، يكتب مجدي عبد الهادي بحثًا مهمًّا عن “العجز الثلاثي.. فجوات التجارة والمالية والنقد في اقتصاد ريعي تابع: مصر نموذجًا”، ويسعى الكاتب باستخدام المنهج البنيوي-التاريخي، وأدوات التحليل الاقتصادي الكلي والإحصاء التاريخي، لفهم الجذور الهيكلية للعجز الثلاثي في مصر كما تجسده الفجوات الثلاثة، التجارية والمالية والنقدية، التي تقود بتراكمها وتفاعلها المتبادل للمديونية المزمنة، والتأزم المتزايد للسياسة النقدية ورصيد النقد الأجنبي كأحد تجلياتها. ورأت الدراسة أن تبنِّي سياسات هيكلية أشمل يساعد في معالجة العجز الثلاثي نفسه بتغيير طابع النمط الاقتصادي الاجتماعي بانتشاله من حالة الريعية والتبعية إلى الإنتاجية والاستقلال.

ويبحث الدكتور هارون باه في دراسة بعنوان “الأبعاد الدينية في الممارسة الدستورية الإفريقية” محتوى الدساتير والقوانين الأساسية والأشكال المختلفة في الصياغة الدستورية لبلدان إفريقية، ويحدِّد صلتها المباشرة والضمنية بالدين والتدين في إطار ضبط الحياة العامة، وتسيير شؤون الدولة وتنظيم المجتمع. كما ترصد الدراسة دور الدستور في تدبير الشأن العام والنهوض بالاجتماع الإفريقي، وتسلُّل آثار النظام الديني إلى القوانين الأساسية، ومدى كفايته في بلورة خيارات دينية متكاملة ومتناسقة. وتستخدم الدراسة تحليل المضمون من بين مناهج أخرى أداةً منهجية لسبر تجليات الأبعاد الدينية في دساتير الدول الإفريقية.

وفي دراسة بعنوان “دور الصحف القطرية في ترتيب أولويات الجمهور تجاه الأزمات” يحلِّل الدكتور حسين أبو حمدان مضمون الصحف القطرية خلال الأزمات الآنية (2020-2021) لتحديد أجندتها الإخبارية في تغطية أزمة كوفيد-19 وتأثيراتها، ورصد اتجاهاتها ومصادرها الإعلامية. وتضمنت الدراسة تحليلًا كمِّيًّا وكيفيًّا لمضمون عينة من ثلاث صحف قطرية.

وفي زاوية “قراءة في كتاب”، راجع الدكتور عبد السلام رزاق كتاب “اتجاهات الرأي العام الأميركي تجاه إسرائيل: من التوافق إلى الانقسام”، ويتضمن دراسة نقدية تقويمية لمجموع العلاقات الممكنة بين توجهات المجتمع الأميركي ودعم إسرائيل، وذلك على مدى أكثر من 70 عامًا. وقد قام صاحبا الكتاب بتحليل البيانات المستخلصة من مئات استطلاعات الرأي التي أُنْجِزت على أساس علمي موضوعي يحاول الابتعاد عن الأهواء والنوازع الشخصية. وخلص الكتاب إلى أن العلاقة انتقلت من حالة الإجماع والتوافق السياسي في الداخل الأميركي إلى حالة من الاختلاف والانقسام بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!