وفاة إمام مسجد على المنبر بالمسيلة

ترجل الشيخ مصطفى قادري، معتمد الشؤون الدينية والأوقاف بدائرة جبل امساعد جنوب المسيلة، الجمعة، إلى جوار ربه من على منبر المسجد، أمام أنظار جموع المصلين الذين شهدوا له اللحظات الأخيرة من حياته داخل بيت من بيوت الله.

وحسب ما علمته الشروق من جهات محلية، فإن الراحل في العقد الخامس من العمر، يعد إماما لمسجد أبي بكر الصديق بذات المدينة، من تلامذة الشيخ حمزة لعرابي في بوسعادة، اشتغل في التعليم القرآني لسنوات، ثم إمامة الناس وصولا إلى معتمد الشؤون الدينية بالدائرة، يشهد له الكل بالأخلاق الحميدة والمساهمة في الأعمال الخيرية والتقريب بين الناس والمتخاصمين، وتعليم كتاب الله وسنة نبيه، ومعروف بالمساهمة في الحقل الدعوي وترك بصمة وأثراً حسب شهادات سكان المنطقة، في تشجيع أهل القرآن الكريم وعلومه والسعي الدائم في توجيه وإرشاد الشباب منذ تسعينيات القرن الماضي، بعد التحاقه بسلك الشؤون الدينية.

وذكرت ذات الجهات، بأن الراحل باغته الأجل، في نهاية الدرس الذي يسبق الخطبتين، أثناء قيامه بالدعاء للراحل ارفيس البشير أحد رواد المسجد الذي فارق الحياة قبل أيام قليلة بالرحمة والمغفرة والتذكير بخصاله الحميدة، سرعان ما سقط مغشيا عليه على رأسه على المكتب، وسط ذهول المصلين الذين كانوا يؤمنون خلفه ويرفعون أياديهم إلى السماء، خاصة في الصفوف الأولى الذين هرعوا لإسعافه، إلا أن الأجل كان أقرب وانتقل إلى مثواه الأخير في مشهد مؤثر لدى المصلين الذين لم يتمالكوا أنفسهم وهم يرون إمامهم وقدوتهم وأحد أبرز أعيان المنطقة، يودعهم ويفارق الحياة الدنيا، في يوم الجمعة، صائما من على منبر رسول الله في أفضل الأماكن وأطهرها وفي الثلث الأخير من شهر رمضان وما أفضلها من حسن الخاتمة .