الرأي

ولا تقفُ ما ليس لك به علم

أبو جرة سلطاني
  • 1573
  • 2

دخلت البشرية منذ عشريتين في مأزق متعدد الأسباب، غايته إنهاك العالم تمهيدا لتغيير خرائطه السياسية والأمنية والاقتصادية، والديموغرافية أيضا (نظرية المليار الذهبي). والخاسر الأكبر في هذا الخضّ العنيف هم المفصولون عن أسرهم وأرحامهم.. والأخسر منهم المفصولون عن ربهم -جل جلاله-. وبمفهوم المخالفة فالرابحون هم الذين ينعمون بدفء العائلة وبحرارة الأرحام وبثقتهم في ربهم. لأن الماسكين بناصية القرار أرادوا للبشرية أن تتفكك أسرها ويعيش كل فرد أنانيته الخاصة في “منفاه الاختياري” حتى يأتيه أجله.

الحمد لله الذي هدانا للإسلام وجعلنا جسدا واحدا، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، هو ما تابعناه في محنة حرائق الغابات وما نجم عنها من ضحايا وخسائر ومن تداعيات مؤلمة!! قد نعود إلى قراءتها بعد خمود نيرانها وتبين خيطها الأبيض من خيطها الأسود! وليس ربنا -جل جلاله- بغافل عما يعمل الظالمون.

أما في هذه العجالة فحديثي عن الإنسان مطلقا بوصفه “المضغة” التي إذا صلحت صلح المجتمع كله، وإذا فسدت فسد المجتمع كله وتهلهل نسيج الدولة نفسها. وإني أرى في سماء أمتي دخَنا كثيرا، جعل قلوب بعض أفرادها كالحجارة أو أشد قسوة. والأسباب كثيرة، لكن أظهرها سببان.

أولهما: تخلي الأسرة عن رعاية أطفالها

وثانيهما: استخفاف الدولة بتربية الأجيال، من الروضة إلى ملاعب كرة القدم مرورا بالمدرسة والإعلام والبيئة الثقافية والاجتماعية والمجتمعية… والله يقول: ((عليكم أنفسكم لا يضركم من ظل إذا اهتديتم)) (المائدة: 105).

  1. إذا اضطرتك ظروف الحياة إلى الخلوة مع نفسك فسيطر على غرائزك بيقين أن الله يراك.
  2. إذا وجدت نفسك بحاجة إلى كتابة كلمة ونشرها في الناس، فغربل أفكارك واختر كلماتك، فالملائكة تدون ما تكتب، وتحفظ ما تنشر، وسوف تُسأل.
  3. وإذا كنت متكلما فراقب لسانك، فمِن كلامك يعرف الناس مقامك.
  4. إذا وقعت في ورطة فتماسك وسيطر على مشاعرك؛ فليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب.
  5. عندما تكون في قمة النجاح سيطر على غرورك، فكثير من المحظوظين يبلغون قمة الهرم، لكن القليل من يستقر على ذؤابتها.. والسبب الغرور.
  6. عندما تكون في حضيض الفشل سيطر على يأسك؛ فالفشل خطوة نحو النجاح عند من يرى الفشل فرصة، ويحسن تحييد أسبابه.
  7. عندما تكون في مجلس علم الزم الصمت؛ فكم من ساكت وقور، فإذا تكلم مدّ أبو حنيفة رجله في وجهه.
  8. عندما تُمتحن في دينك استخدم سلاحي الصبر والصلاة، فلا شيء أجدى للمبتلى من الاستعانة على البلوى بالصبر، وعلى السلوى بالصلاة.
  9. إذا غضبت فسيطر على جوارحك وتوضأ، فالجمر تحت الرماد يخمده الماء، فإذا تعرى نفخت فيه الرياح فتأجج.
  10. أما إذا ساءت نيتك فراجع علاقتك بالله -جل جلاله-، وإلا فأنت من الأخسرين أعمالا. فالنية أبلغ من العمل، ولكن كثير من الناس تبهرهم المظاهر، فلا تكن ضحية ما ترى ولا عبد ما تسمع: ((ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)) (الإسراء: 36).
  1. الابتلاء بالخير يظهر جوهر معدنك.
  2. والابتلاء بالشر يكشف حقيقة إيمانك.
  3. وتخلي الناس عنك اختبار لعلاقتك بالله؛ فكم من الناس ابتعدنا عنهم لنراهم بوضوح فاكتشفنا أنهم من الصنف الذي إذا أعطيته كل شيء ظن أنك لا شيء، فإذا سلبته ما كان منك اكتشف أنه بدونك لا يساوي شيئا؛ فلا تشغل نفسك بمن قلاك فسوف يسوق الله لك من يشغل مكانه فيريحك من شرّ كنت تظنه خيرا: ((والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين)) (يوسف: 64).
مقالات ذات صلة