-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وللحقيقة‭ ‬وجه‭ ‬آخر

صالح عوض
  • 4962
  • 0
وللحقيقة‭ ‬وجه‭ ‬آخر

احيانا يصاب المرء بدوافع العجز والاحباط وهو يرى حجم العنف والخبث الصهيوني من جهة وحجم العجز العربي والفشل الفلسطيني الرسمي.. ويصاب المتابع المهموم بقرف وهو يرى وجوه القادة يتشدقون بكلمات عن المفاوضات والشروط المبتذلة.. ولكن كما يقولون فإن للحقيقة وجها اخر.. ففي تقارير نشرتها مراكز الإحصاء الإسرائيلية مؤخرا اشارة الى وجه اخر للصورة التي تحاول ان تروجها اسرائيل على انها حقيقة.. فلقد افادت التقارير بأن اليهود يشكلون 75 بالمائة من سكان اسرائيل، وان العرب يمثلون النسبة الباقية بالإضافة لبعض المهاجرين غير اليهود في‭ ‬اشارة‭ ‬للروس‭ ‬المسيحيين‭.‬

  • وتقول التقارير ان عشرة آلاف مهاجر يهودي جديد يقابلهم تسعة آلف يهودي مغادر الى الابد دولة اسرائيل.. وتتحدث التقارير عن نسبة تزايد في العرب داخل حدود الكيان الصهيوني تفوق مثيلتها في اليهود.. ويقدر عدد اليهود بأكثر قليلا من أربعة ملايين يهودي..
  • في الضفة الغربية يتزايد عدد الفلسطينيين ليبلغوا مليونين ونصف واكثر قليلا وفي غزة يصل عدد العرب الفلسطينيين قريبا إلى مليوني نسمة وتسجل.. وفي خارج فلسطين يزيد عدد الفلسطينيين عن خمسة ملايين وهم في غالبيتهم يسكنون الجوار العربي في دول الطوق.
  • الملفت‭ ‬للانتباه‭ ‬ان‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬زاد‭ ‬اثناء‭ ‬الحصار‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثة‭ ‬سنوات‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬الف‭ ‬طفل،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬كل‭ ‬زيادة‭ ‬مواليد‭ ‬اليهود‭ ‬الى‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭..‬
  • نتذكر جميعا المقولة الصهيونية التي وجدت رواجها في الاعلام الغربي المصاحب للمشروع الصهيوني.. وهي ارض بلاشعب لشعب بلا ارض.. واذا بهم يرون الآن ان الشعب الفلسطيني ملأ السمع والبصر.. وان هذا الشعب الذي لم يتجاوز تعداده المليون عشية النكبة اصبح حاليا يتجاوز11 مليونا،‭ ‬اي‭ ‬بواقع‭ ‬يقارب‭ ‬كل‭ ‬يهود‭ ‬العالم‭..‬‮ ‬وان‭ ‬المتواجد‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬ارض‭ ‬فلسطين‭ ‬الآن‭ ‬اكثر‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬اليهود‭ ‬المغتصبين‭ ‬الصهاينة‭..‬
  • هذه هي الديمغرافيا المنتصرة .. وهذا هو السلاح الذي لم يتمكن العدو من تدميره وهو السلاح الاهم والاكثر فاعلية في صراع الوجود على ارض فلسطين.. ومن هنا لابد من اعادة النظر في ادوات المقاومة والتحرير.
  • لقد اخطأ الفلسطينيون الرسميون عندما استجابوا للخدعة الغربية باحتمال قيام دولة للفلسطينيين على جزء من ارض فلسطين بجوار دولة صهيونية على ارض فلسطين .. لقد اخطأوا ليس فقط لأنهم تنازلوا عن حق معلوم وانما ايضا لانهم اسقطوا من ايديهم اخطر الاسلحة واهمها، الا وهو الانسان والشعب الفلسطيني.. اسقطوا سلاح العودة وقبلوا بالمقايضة بين العودة والدولة فقبلوا الدولة، وهم لايدركون انهم يفقدون احتمال الدولة بعد ان فقدوا حق العودة.. فيما تكون الدولة تحصيل حاصل لو حققنا العودة..
  • انها‭ ‬الديمغرافيا‭ ‬المنتصرة‭ ‬التي‭ ‬تظل‭ ‬سلاحا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬لحركة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬رغم‭ ‬فقدان‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الاسلحة‭.‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!