جواهر
حازت على المرتبة الأولى دوليا في حفظ القرآن و تجويده

وهيبة تومي.. الطفلة الجزائرية التي كرّمها أحمد مرسي

جواهر الشروق
  • 9539
  • 0
ح.م

كانت الأسرة متحلّقة حول شاشة التلفاز، تترقب بخوف مرور ابنتهم وهيبة ذات ال 15 سنة أمام لجنة التحكيم التي طلبت منها أن تقرأ آيات من سورتي “القصص”و” السجدة”، وما هي إلا لحظات حتى تحولت لحظات الترقب المشوبة بالخوف والتوتر إلى فرحة عارمة انهمرت لها الدموع، لقد استطاعت وهيبة الصغيرة أن تتفوق على 95 مشاركا من حفظة كتاب الله، وتحرز المرتبة الأولى على المستوى الدولي في الحفظ والتجويد والأحكام، ما جعل الرئيس المصري المعزول محمد مرسي يسلمها جائزة نقدية كبيرة، ولوحة تكريمية مذيلة بتوقيع شيخ الأزهر ووزير الأوقاف المصري.

لم يكن بلوغ وهيبة تومي هذه المنزلة العظيمة صدفة ألقاها القدر في طريقها، بل نتيجة لكفاح استغرق سنوات تكاد تكون بعمرها، فمنذ أن بلغت سن الخامسة تولاها والدها الذي يشتغل معلما للقرآن في أحد المساجد بدائرة “بئر حدادة” بسطيف، برعاية خاصة، كيف لا وقد لاحظ عليها نبوغا وذكاء ليس موجودا عند الأطفال في سنها، فعلّمها القراءة و الكتابة والخط العربي، وفي سن السادسة الذي تزامن مع دخولها إلى المدرسة، قرّر أن يفرد لها أكثر من أربع ساعات يوميا لتحفيظها القرآن في البيت، وما هي إلاّ خمس سنوات حتى استطاعت هذه التلميذة النجيبة أن تحفظ القرآن الكريم كاملا، ولم تقف وهيبة عند هذا الحد، بل دفعها والدها إلى تعلم التجويد وأحكامه في إحدى المدارس القرآنية، الأمر الذي هيأ لها المشاركة سنة 2009 في المسابقة الوطنية للقرآن الكريم فحازت على المرتبة الثانية التي سلمها لها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وتعتبر هذه الجائزة بالذات مصدر فخر لأسرتها التي أنبتتها نباتا حسنا.

هذه الجائزة فتحت شهية وهيبة التي شاركت في سنة 2010 في المسابقة الوطنية لصغار الحفظة وفازت بالمرتبة الأولى، وبعد عام واحد تمكنت من المشاركة في المسابقة الوطنية لكبار حفظة القرآن و عمرها لا يتجاوز 14 سنة، وأبت إلاّ أن تحصد المرتبة الأولى مجددا بصوتها الشجي الندي الذي أبهر الحضور.

اقتطعت لها هاتان المرتبتان تأشيرة المشاركة في المسابقة الدولية لحفظ القرآن و ترتيله بمصر سنة 2012، حيث نالت في التصفيات الأولية المرتبة الثالثة في حفظ القرآن كاملا مع الترتيل و التجويد و الأحكام، أمّا في المسابقة النهائية فقد حققت ابنة ال 15 الفوز المستحق و نالت المرتبة الأولى بمعدل 99.15 بالمائة، وهو معدل لم يحققه أحد من قبل في مسابقات القرآن الكريم، وهو ما جعل الرئيس المعزول محمد مرسي يكرمها بجائزة نقدية قدرها 60 أف جنيه، و لوحة تكريمية عليها توقيع شيخ الأزهر أحمد الطيب، ووزير الأوقاف السابق طلعت عفيفي، وامتزجت فرحتها وهي بمصر، بفرحة عائلتها التي كانت تتابعها على إحدى القنوات المصرية.

عادت وهيبة تومي إلى مسقط رأسها قرية “أولاد حميدة” بدائرة “بئر حدادة” ولاية سطيف، وهي تحمل تكريما ثمينا، وتاجا مرصعا، كيف لا وقد  تقدمت على أكثر من 90 متسابقا قويا قدموا من دول مختلفة وكانوا شهودا على طفلة جزائرية تنتمي إلى عائلة بسيطة تعيش في غرفة واحدة في قرية مغمورة رفعتها وهيبة تومي إلى منزلة القرى التي لن ينساها التاريخ لأنها أنجبت هذه الجوهرة النفيسة، ورفعت رأس عائلتها التي استقبلت الكثير من المهنئين الذين جاؤوا من ولايات مختلفة.

مقالات ذات صلة