وول ستريت جورنال: السعودية قد تستخدم ورقة 100 مليار دولار ضد واشنطن

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن السعودية قد تتخلص من سندات الخزانة الأمريكية، التي تقدر قيمتها بأكثر من 100 مليار دولار، إذا ذهب الكونغرس الأمريكي إلى إقرار تشريع ضد منظمة “أوبك”.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن مسؤولين سعوديين تحدثوا عن إمكانية بيع سندات الخزانة الأمريكية التي تحتفظ بها الرياض، إذا أقر الكونغرس تشريعا مناهضا ضد منظمة “أوبك”، على خلفية قرار تخفيض إنتاج النفط.

ووفقا للصحيفة، فإن هذه الورقة هي أحد الخيارات الجذرية المطروحة على الطاولة فيما يتعلق بإعادة تقييم العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة.

كما ذكرت الصحيفة أن مسؤولين من الرياض التقوا بمراكز الفكر والمسؤولين الأمريكيين، وقالوا إن واشنطن قللت من تقدير مدى مساعدة السعودية لأوكرانيا، وفوجئوا برد الفعل الأمريكي على قرار “أوبك+”.

واشنطن: دول أبلغتنا سرا بضغط السعودية لخفض إنتاج أوبك

وفي 14 أكتوبر 2022، قال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الولايات المتحدة قدمت للسعودية تحليلا يُظهر أنه لا يوجد أساس فرضته السوق لخفض إنتاج النفط قبل قرار أوبك بلاس خفض الإنتاج، مشيرا إلى أن دولا أخرى في أوبك أبلغت واشنطن سرا أنها “شعرت بأنها مجبرة على دعم اتجاه السعودية”.

وفي تصريح صحفي، الخميس، قال كيربي: “يمكن لوزارة الخارجية السعودية أن تحاول اللف والدوران. لكن الحقائق بسيطة“.

وكانت “أوبك +”، التي تشكل السعودية الزعيم الفعلي فيها، قررت منذ أيام خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا، الأمر الذي لاقى انتقادات أميركية حادة.

وأضاف “طللبنا من السعوديين أن يتريثوا حتى الاجتماع المقبل لأوبك ليروا كيف ستسير الأمور”.

من جهته، ​أعرب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية عن استنكار ورفض الامين العام أحمد ابوالغيط لما يمكن تسميته بالحملة السلبية من التصريحات الاعلامية ضد المملكة العربية السعودية في أعقاب صدور قرار “أوبك +” بتخفيض جزئي لانتاج النفط بالدول الاعضاء في المجموعة.

وقال المتحدث أن تلك التصريحات تبتعد عن الحقائق ولا تتأسس سوي علي تسييس كامل لقرارات اقتصادية بحتة يعلم الجميع انها ضرورية من أجل استقرار الاقتصاد العالمي في ظل التحديات الخطيرة التي يواجهها.

وأشاد المتحدث بالنهج السعودي المتوازن والمشهود له في استقرار أسواق النفط والمواقف الثابتة والمبدئية للمملكة السعودية ازاء القضايا السياسية الاقليمية والدولية.​

السعودية تردّ على بايدن: “لا نقبل الإملاءات”

ردّا على تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن، قال فيها إن السعودية تنحاز لروسيا، بعد صدور قرار مجموعة أوبك+ بخفض إنتاج النفط، قال مسؤول في خارجية الرياض، الخميس، إنّ المملكة ترفض “بشكل تامّ” هذه التصريحات.

وحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية في السعودية، عن مصدر مسؤول في الخارجية، فقد “اطلعت المملكة على التصريحات الصادرة تجاهها، عقب صدور قرار أوبك+، والتي تضمنت وصف القرار بأنه بمثابة انحياز للمملكة في صراعات دولية”.

‏وأعرب المسؤول الذي لم تذكر هويته عن “رفض السعودية التامّ لهذه التصريحات، التي لا تستند إلى الحقائق، وتعتمد في أساسها على محاولة تصوير قرار أوبك+ خارج إطاره الاقتصادي البحت”.

وأضاف المتحدث بأن حكومة المملكة “أوضحت من خلال تشاورها المستمر مع الإدارة الأمريكية، أن جميع التحليلات الاقتصادية تشير إلى أن تأجيل اتخاذ القرار لمدة شهر حسب ما تم اقتراحه سيكون له تبعات اقتصادية سلبية”.

وأضاف يقول:”إن محاولة طمس الحقائق فيما يتعلق بموقف المملكة من الأزمة الأوكرانية، هو أمر مؤسف”.

مؤكدا أن السعودية “إذ تؤكد على متانة علاقاتها مع كافة الدول الصديقة، فإنها تؤكد في الوقت ذاته أنها لاتقبل الإملاءات”.

قبل أن يختم بالقول إن “المملكة تنظر لعلاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، من منظور استراتيجي يخدم المصالح المشتركة للبلدين”.

كيربي: بايدن يفكّر في إعادة النظر في علاقات واشنطن مع السعودية

يحضّر الرئيس الأمريكي جو بايدن لإعادة تقييم علاقات واشنطن مع السعودية، بعد قرار خفض إنتاج النفط في إطار “أوبك+”، حسب ما أعلنه متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي.

وفي مقابلة مع “سي إن إن”، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي يوم الثلاثاء، إن بايدن “يرغب في العمل مع الكونغرس بخصوص مستقبل العلاقات مع السعودية”.

وأضاف كيربي يقول:”أعتقد أن الرئيس كان واضحا جدا بخصوص مواصلة إعادة تقييم العلاقة مع السعودية، وأننا بحاجة لأن نكون مستعدين لإعادة النظر فيها”.

متابعا:”على خلفية قرار أوبك، بايدن على استعداد للعمل مع الكونغرس للتفكير فيما يجب أن تكون عليه هذه العلاقة”.

وأعلن تحالف “أوبك+” الذي يضمّ منتجين من داخل أوبك كالسعودية، وخارجها مثل روسيا، عن خفض جديد لإنتاج أعضائه من النفط الخام بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر المقبل.