جواهر

يتعاملن معهن بقسوة وتكبر.. فتيات يشتكين نرجسية الأمهات!

سمية سعادة
  • 1249
  • 0

تتصرف وكأنها امرأة فوق العادة، وأنها فلتة من فلتات الزمن، وأنها أهم شخص يجب أن تتجه إليه الأنظار وتتعلق به الأفئدة.

إنها الأم النرجسية، التي تحول علاقتها بأبنائها وزوجها إلى علاقة سامة تقضي على كل المشاعر الطيبة التي يُفترض أن تكون بين أفراد الأسرة الواحدة.

ولعل أكثر من يتحمل هذه العقد النفسية الني تعاني منها الأم، هي الابنة بحكم ملازمتها لها في البيت، ولكونها تنتمي إلى جنسها، حيث تعتبرها في بعض الأحيان منافسة لها أو مهددة لعرشها.

(سلمى. ق) فتاة في الـ 23 من عمرها، هي واحدة من ضحايا الأمهات النرجسيات، حيث تقول عن أمها إنها “نرجسية” ومصابة بوسواس غير طبيعي منذ أن كانت في ريعان شبابها.

وتتذكر سلمى بكل حسرة ما كانت تفعله أمها بها وبإخوتها، حيث كانت تحرقهم بالنار وتعتدي عليهم بالضرب وتعاملهم وكأنهم “حثالة”أمام الناس وتحاول أن تظهر بمظهر الأم المثالية ذات الرأي الصواب.

وعن نفسها، تقول هذه الفتاة، إنها كلما أرادت أن تشارك الضيوف حديثهم، تدخلت أمها واستفزتها أمامهم، وفرضت رأيها عليها، مع أنها تحاول أن تظهر بمظهر الأم التي تشجع أبناءها على تحقيق طموحاتهم وفي الحقيقة هي غير ذلك، إذ بمجرد أن تظهر فرصة عمل تلاحق أبناءها بالظنون والوساوس حتى يتوقف كل شيء.

ومن بين المواقف التي لم تنساها سلمى، أن والدها أخبرها بأنه سيشتري لها سيارة فمنعته من ذلك، وقالت له إنها هي من يجب أن تقود هذه السيارة، وتتابع قائلة: “إنها تدفعني لطلب الصفح دون أن أفعل شيء، إنها تتلاعب بمشاعري حين تخاصمني بدون أي سبب يذكر”.

وبحزن شديد، تتحدث فتاة أخرى تحفظت على ذكر اسمها، ما جرى لها مع أمها “النرجسية” التي تقول إنه بسببها فقدت كل علاقتها وأصدقائها منذ الطفولة، حيث كانت تتفنن في إذلالها وإهانتها ومقارنتها مع الأخريين، تتابع: “لقد غرست فيّ أفكارا عنصرية لأنني سمراء البشرة وأختي بيضاء، حيث تعتبرها أجمل مني، لذلك تعاملها أحسن مني وعندما أعبر عن استيائي تصفني بالغيورة”، تضيف” تحملت 19 سنة من الذل والحرمان والإقصاء لدرجة أنها استولت على كل ما أملكه من نقود، وأرغمتني على إعطائها رقم هاتف المشرفة على دفعة تخصصي”.

خلال هذه السنوات، تقول هذه الفتاة إنها لم تعد تملك مشاعر، وأصبحت وكأنها جسد بلا روح.
وعن معاناتها مع أم مصابة بالنرجسية، تقول شروق، إنها دفعتها للانتحار ولولا ستر الله لكانت في عداد الأموات، لأنها تعاملها بقسوة وجفاء وتضغط عليها وتصفها بأبشع الصفات وتؤذي مشاعرها بقبيح الكلام، خاصة وأنها لم تتزوج حتى الآن بينما تزوجت أخواتها الأصغر منها.

مشكلة الأمهات النرجسيات أنهن يعتقدن أنهن يتمتعن بشخصية قوية وفريدة من نوعها ويستبعدن إصابتهن باضطراب يجعلهن يتصرفن على هذا النحو.

والتعامل مع هؤلاء الأمهات يحتاج إلى خبرة نفسية من الأشخاص المحيطين بها، سيما أولادها وزوجها الذين ينبغي عليهم عدم الدخول معها في صراع لأن ردود أفعالها عادة لا تكون متوقعة، وأفضل طريقة للتخفيف من حدة اضطرابها هي إقناعها بزيارة طبيب نفساني ويكون ذلك في لحظات هدوئها واعتدال مزاجها.

مقالات ذات صلة