الجزائر
المغرب يرفض الوسطاء لحل مشاكله مع "الجار الشرقي" ويعلن:

يد الملك ممدودة للجزائر وإرادته صادقة

عبد السلام سكية
  • 10299
  • 28
أرشيف
الملك محمد السادس

جدد المغرب الاتهامات الزائفة للجزائر، ومنها أنها سهلت مهام عناصر من حزب الله لتأطير وتدريب أفراد من جبهة البوليزاريو، بالتنسيق مع السفارة الإيرانية بالجزائر، وهي الذريعة التي اتخذتها الرباط مطيّة لقطع علاقتها الدبلوماسية مع طهران، وبالمقابل أعلن المغرب “أن يد الملك محمد السادس ممدودة للجزائر”.

زاوج المغرب على لسان وزيره للخارجية ناصر بوريطة، في التعامل مع الجزائر، فمرة يكيل لها الاتهامات، ومن ذلك أنها مسؤولة عن استهداف “قضيته الوطنية”، في إشارة منها إلى احتلاله للصحراء الغربية، لكنه حرص على بعث رسائل “ود وغزل”.

وعاد مسؤول الدبلوماسية المغربية، بوريطة، في حوار لقناة الجزيرة القطرية، بُث مساء الأربعاء، عن دوافع بلاده قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وزعم “بعد الدعم الإعلامي للبوليزاريو، لمسنا أمورا خطيرة مضرة، من خلال حزب الله ودعوة أفراد من البوليزاريو، وتوفير الدعم اللوجيستي والتدريبات العسكرية، وكل هذا عبر سفارة إيران بالجزائر”.

وفي كل مرة، يعيد ويكرر المغرب تلك “الاسطوانة” دون تقديم أدلة على ادعاءاته، وسبق لجبهة البوليزاريو أن كذبت الإتهامات المغربية، والأمر نفسه مع حزب الله والسلطات الإيرانية، فيما اتجهت كل القراءات حول دوافع الخطوة المغربية، أنه كان “خاضعا لضغوط خليجية وتحديدا سعودية”، وهي المقاربة التي قدمتها حتى بعض النخب المغربية والتي ساءتها خطوة بلادها.

وبخصوص الدعوة التي أطلقها الملك محمد السادس، في 6 نوفمبر الماضي، تزامنا وذكرى احتلال بلاده للصحراء الغربية (المغرب يسميها المسيرة الخضراء)، لإنهاء الخلافات الثنائية بين البلدين، بحسبه، قال بوريطة بكثير من التفاؤل “دعوة الملك نابعة من إرادة صادقة، ويد الملك ممدودة، والشعبان لهما إرادة صادقة”.

وشرح المتحدث مقاربة ملكه “لم نحدد سقفا أو حدودا في مبادرتنا، ما نطرحه هو فضاء للحوار الثنائي.. لدينا دائما طموح في أن الجزائر تتجاوب بشكل من الأشكال مع المبادرة، ولها هامش واسع للتعامل معها بالشكل الذي تريده”، ليؤكد “لا نريد وسطاء لحل مشاكلنا”.

ولم ترد الجزائر على المبادرة المغربية، والتي سبقت اللقاء الذي رعته الأمم المتحدة وقاده المبعوث الأممي هورست كوهلر، في جنيف السويسرية، وجمع طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو، والجزائر وموريتانيا باعتبارهما دولتين ملاحظتين، واعتبرت الجزائر الخطوة المغربية مناورة لتوريطها، لتدعو لعقد قمة مغاربية، وهو المقترح الذي نال إشادة إقليمية ودولية، واكتفى الوزير المغربي، يقول عن الرد الجزائري، وإن كان رفضا من قبلها “الجزائر لم ترفض، فإقامة علاقات ثنائية لا يمنع من إقامة وبناء المغرب العربي”.

مقالات ذات صلة