الشروق العربي
موضة إطلاق اللحية عند الشباب

يرفضون اتباع الرسول (ص) ويقبلون التشبه بفناني الغرب!

الشروق أونلاين
  • 14113
  • 0

من طبيعة الإنسان البحث دائما عن التغيير، سواء في المظهر أو الشكل أو حتى في السلوكات اليومية، لذا نرى اليوم العديد من المظاهر تغزو المجتمعات وتخص كل جوانب الشخصية، سواء كانت تجديدا أو إبداعا، ولعل الملفت للانتباه مؤخرا في أوساط الشباب هو ترك شعر اللحية ينمو عند أغلبهم، هذه الأخيرة بقيت عبر الأزمنة في الكثير من الأحيان بين مد وجزر من حيث طبيعتها والمتخذين لها، بين من اتخذها على أساس ديني من اتخذها على أساس دنيوي، لكنها تختلف اليوم عن سابقتها، فقد أصبحت تؤخذ بكل عناية، حالها كحال كل وسائل الأناقة الخاصة بالرجال، تصفف وتحلق بأشكال مختلفة حسب خصوصية الوجه وتحولت إلى سر للأناقة.

  لا نذهب بعيدا في البحث عن جذورها في تاريخ البشرية، لأنها مرت عبر كل العصور وبقيت محل اختلاف إلى حد الساعة بين الرفض والقبول في الكثير من المؤسسات ومجالات الحياة عامة، غير أننا نقف عند فترات زمنية معينة ومعروفة ببن الأجيال في الجزائر أو في كل الأوطان الأخرى خاصة العربية منها، حيث كانت تقتصر فقط على الأئمة والعلماء الذين يدرسون العلوم الدينية، وكذا الشيوخ الطاعنين في السن كرمز للوقار، لكن ونتيجة للتطور الملحوظ في عالم اليوم جاءت فترة أخرى جديدة جعلت من اللحية موضة بين كل الأفراد دون تمييز، وقد كانت في فترة معينة هذه اللحية مرتبطة أساسا بمن هو ملتزم أو سلفي وغيرها من الأسماء التي أطلقت على الكثير من الأفراد الذين اتخذوها كتمييز عن غيرهم، ولعل هذا ما جعل الكثير من الأشخاص ينكرونها فيما بعد، حيث أصبحت شبهة في العديد من الأحيان لما ارتبطت بفترة معينة في تاريخ الجزائر، وأصبح كل ملتح يقع في مغبة السؤال عن ماهيتها والهدف منها، لأن الملتحي أصبح مذموما في المجتمع بل صنف ضمن قائمة الإرهاب، فانتقلت بذلك اللحية إلى فترة أخرى من رمز للوقار إلى رمز للعنف والهمجية.

من شبهة لأصحابها إلى موضة وزينة لهم

 وبعد فترة وجيزة تحولت هذه اللحية إلى موضة بين الشباب، وقد كانت بالأمس شبهة لأصحابها وتحولت إلى زينة لهم، وانتقلت بذلك من النقيض إلى النقيض، غير أن الاختلاف الذي يظهر عليها بين الأمس واليوم هو العناية في الحلق والطريقة، فلم تبق تلك اللحية الفوضوية التي تعلو الأوجه وتفسد المحيى لدى العديد من الأفراد، حتى وصف العديد ممن  يتخذونها بهذه الشكل بالرجل المخيف، لكن لحية على طريقة الفنانين واللاعبين هي ما نعيشه اليوم، وهي التقليد الذي ينجر وراءه الكثير منا، وهو ما استحسنه العديد من الشباب وأصبحت جرعة إضافية تضاف للأناقة، فلا ينصرف الشاب إلى العمل أو الدراسة إلا يعطيها الشكل الذي يريده ويحلقها على طريقته أو بالتشبه بلاعب أو فنان أو ممثل.

هي الظاهرة المنتشرة اليوم بين الشباب، وأصبحت آخر صيحة لهم، بل لا تكتمل الأناقة إلا بها، وأصبح من يحلقها كليا اليوم أقل أناقة، وتحولت بذلك النظرة السلبية التي كانت تتبع كل من يتركها بالماضي إلى نظرة إيجابية اليوم، والأمر شتان بين شكلها في الماضي وشكلها في الحاضر، وما نخلص إليه من خلال تناولنا لهذا الموضوع هو أن إطلاق شعر اللحية اليوم هو أن الكثير من شبابنا اتخذها تشبها وليس سنة أو لارتباط ديني، لذا صحت “مقولة زينة الرجل في لحيته”.  

مقالات ذات صلة