الشروق العربي
الشروق العربي تحقق في ظاهرة تطاول الجزائريين على الله و رسوله

يسبون أمنا عائشة و يصفون الملائكة ب”الثقال” لإضحاك بعضهم بعضا!

الشروق أونلاين
  • 28061
  • 47

ورثنا الكثير من الألفاظ والعبارات لا ندري حتى من أين مصدرها، أصبحت اليوم ضمن قاموس لهجتنا للتعامل بها فيما بيننا، لكن لو نتأمل في الكثير منها نجد أنها تمس الذات الإلهية والدين وكذا سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما تعدت حتى إلى المساس بالمقام الكريم للصحابة رضوان الله عليهم، يستعملها الكبير والصغير منا والمتعلم وغيره وصارت متداولة بين أفراد العائلة والمجتمع ككل من دون نية سيئة، لكن في مضامينها شتم وسباب لعقيدتنا والمولى عز وجل وإهانة من غير قصد، فإذا كان القانون الوضعي يحتكم إلى مبدأ “لا يعذر الجاهل بجهله”، فإن شريعتنا نبهت إلى هذا في قول النبي الحبيب المصطفى صلاة الله عليه وسلم “… وإن العبد ليتكلم بالكلمة – من سَخَط الله – لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم”.

“عندما تتحول عائشة رضي الله عنها إلى “عيشة راجل” والملائكة الطاهرون إلى “ملائكة ثقال”    

هي إذا كلمات نتفوه بها من غير قصد، للتعبير عن أفكارنا وأحكامنا، أو للمجاملة فيما بيننا، نستعملها لما تستوجبه متطلبات حديثنا اليومي مع الأفراد وكذا الجماعات، لكنها في مضامينها شتم وسب وإهانة لقداسة الدين أو ذات الله عز وجل، ولعل الأمثلة كثيرة في مجتمعنا، فيقول الواحد منا من باب المزاح عن المرأة أو الفتاة التي تسلم “تقبل” كثيرا على الأهل والأقارب وأصبحت عادة لديها على أنها “عيشة البواسة” بالإضافة إلى “عيشة راجل” للدلالة على الشجاعة أو صلابة المرأة، وهذا الاسم هو لأمنا عائشة رضي الله عنها فنحط بذلك بهذه العبارة أو اللقب من مقام سيدة نساء المسلمين. 

وتعدت الإهانة غير المقصودة لمقدساتنا وعقيدتنا عند الكثير من الأفراد حتى إلى المساس وسب أطهر خلق الله وهم الملائكة، فيعبر الكثير من الأفراد عن ملله وعدم تحمله لبقاء فرد معه والضجر منه بالقول عند الإفصاح عن هذا لشخص آخر “فلان ملائكته ثقال..”، وقد رأى الكثير من المشايخ أن هذه العبارات هي مساس بطهارة وصفاء خلق الملائكة.

ومنا من يتلفظ بعبارة “جابلي ربي” وهي دلالة على الريبة،فكيف يأتي زمان على الانسان يربط فيه الشك باسم الخالق الذي انزل على نبيه الوحي بالتواتر.


 ونصل إلى إهانة ذات الرسول الكريم “ص” من العبارات المتداولة بين الأفراد اليوم “صلى النبي على ذيلك” هي عبارة تقشعر لها الأبدان، فهذا خير خلق الله الذي قال الله عز وجل فيه “إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” صدق الله العظيم، أما اليوم فقد أصبح البعض منا يخاطب الآخر حين يترفع عن عمل ما أو لا يلبي له أمرا فيقول له من باب السخرية ” علاش أنت صلى النبي على ذيلك” عبارة تحط من شأن خير الأنام صلى الله عليه وسلم، فقد تعدى شأن المخاطب بهذه العبارة شأن الحبيب المصطفي إلى درجة أنه ينحني لهذا المخلوق ليصلي تحت رجليه، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

ربما يقول قائل هي عبارات متوارثة بين الأفراد وليس القصد منها إهانة لذات الله أو النبي الحبيب المصطفى ولا خدش لكرامة أحد الخلفاء فحاشى لله أن يصل بنا الحال إلى هذا، لكن المتأمل فيها يدرك معناها وما تصبو إليه حتى من باب عدم القصد وهي عبارات صارت متداولة بكثرة بيننا، بل تتعارف عليها الأجيال أبا عن جد من دون السعي إلى الحد منها بطريقة أو أخرى، فليس كل ما نرثه نستهلكه من دون التمعن فيه، فيكفينا أن لغات عديدة شغلت ألسنتنا ونسينا اللغة الأم حتى أصبحت هويتنا مهددة بالإنقراض في زحمة التكنولوجيا الحديثة، فالأمر لم يتعد قانون وضعي أو عرفي أو حتى الإتيان بتقاليد وعادات جديدة، بل تعدت إلى الخوض في ذات الله عز وجل و كل دعائم الدين وشرفه من أشخاص ومعتقدات ونحن مسلمون ونؤمن بها، وفي نفس الوقت نتطاول عليها بكلمات وألفاظ جارحة وخطيرة، والعذر أنها من غير قصد، ونحن ندرك تمام الإدراك أنها تمس كيان أمتنا الإسلامية، لكن العادة أنستنا هذا كله، فليس كل موروث محبوب فيجب أن نجعل مقياس هذا كله المعتقد السليم وهو إسلامنا.

الدكتور “عبد الحميد زبيري” نائب رئيس المجلس العلمي للفتوى بجامع التقوى حي “شراقة”

“يجب إعادة برمجة المنهج الإسلامي للحفاظ على لسان الجزائريين”

عن هذه الظاهرة التي تنتشر بكثرة في أوساط المجتمع الجزائري، يقول الدكتور عبد الحميد زبيري: “أولا، إن العرف ينقسم إلى قسمين، قسم لا يتعارض مع الشريعة، وهو ليس بضار للمجتمع ولا حرج في الحفاظ عليه سواء قولا أو فعلا، والشق الثاني من العرف وهو الذي يتعارض مع القرآن والسنة على غرار هذه الظاهرة التي تأتي في شكل ألفاظ تسيء إلى ذات الله والعقيدة حتى من غير قصد، والسبب في هذا يرجع إلى التنشئة الإجتماعية التي حادت عن أصلها في المجتمع الجزائري، وهي من الأمور التي توارثتها الأجيال وأصبحت ضمن القاموس اللغوي الذي ينطق به الفرد في الجزائر حتى ولو كانت معارضة للشريعة والسنة، لذا يجب محاربة هذه الظاهرة وهذا بإعادة بث الوازع الديني في نفوس الأفراد، حيث يصبح الواحد منا قادرا على التفريق بين ما يضر بمقومات الأمة الإسلامية وما لا يضرها في الكلام والمعاملة وغيرها من أفعال البشر وهذا بعودة المسجد إلى أداء دوره في التربية والأخلاق الخاصة بالأفراد، بالإضافة إلى إعادة برمجة السلم التعليمي وما يتماشى مع أخلاق الطفل والتنشئة الصحيحة ومن بينها مواد التربية الاسلامية لكي نقف على حدود الشرع من قول وفعل وغيره”      

مقالات ذات صلة