الرأي

يفرقون حتى بين الأموات!

قادة بن عمار
  • 3506
  • 20
ح.م
الراحل جمال علام

رغم أن الموت علينا حق، ولا فرق فيه بين غني وفقير ولا بين مشهور ومجهول، إلا أن عددا من المسؤولين عندنا أثبتوا أنهم متفوقون جدا في التفريق بين الموتى كما التفريق بين الأحياء أيضا؟!

من شاهد الجنازة شبه الرسمية التي تم تنظيمها بالأمس للفنان المحترم جمال علام، رحمه الله، وشاهد قبلها كيف تم التعامل مع الفنان رشيد طه، سيحتار، بل وسيطرح السؤال المسكوت عنه، لماذا تم احترام موت الأول وتجاهل الثاني؟!

جمال علام، كان إنسانا محترما قبل أن يكون فنانا مبدعا، وقد استحق ما تم تنظيمه له بالأمس من توديع كبير، بداية بإلقاء نظرة أخيرة عليه، ومشاركة بعض الوزراء وأيضا مرافقة الجثمان من فرنسا إلى الجزائر، ثم بجاية، لكن لماذا لم يتم التعامل بالمثل مع رشيد طه من فرنسا الى مدينته سيق بمعسكر؟ ولماذا تم تجاهله بذلك الشكل المخزي والمريب؟ حيث لا أحد اهتم لوفاته، ولم تتم مرافقة جثمانه كما لم يحضر أي مسؤول جنازته ولا ودعه، بل تم وضعه داخل مستودع دون إلقاء نظرة تكريمية له من طرف زملائه!

حتى وزير الثقافة عز الدين ميهوبي تعامل مع الأمر بازدواجية مقيتة، لا نعرف سببها، ولا نجد لها تفسيرا مقنعا، لكن ومع نقدنا للسلوك الرسمي فإن الإعلام أيضا “العمومي والخاص” تغافل عن رحيل صاحب أغنية (يا الرايح)، وتعامل بنكران شديد مع رشيد طه في حين تم تخصيص بث مباشر وبرامج كاملة لجمال علام!

والواقع أن التفريق بين الأموات عندنا، ليس جديدا، بل شهدت الجزائر رحيل العديد من الأسماء المحترمة، في الثقافة والعلوم وفي الرياضة والسياسة، لكن التعامل معها خضع لمنطق آخر غير منطق احترام ذاكرة الناس ولا احترام رحيلهم!

نقول هذا الكلام ونستغفر الله لنا ولكم ونترحم على جمال علام ورشيد طه وعلى كل أموات المسلمين.

مقالات ذات صلة