-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
محكمة الجنايات بعنابة أدانته بـ10 سنوات سجنا

يقتل زوج أمه لأنه حاول الاستيلاء على منحة والده المتوفى

نادية طلحي  
  • 1309
  • 0
يقتل زوج أمه لأنه حاول الاستيلاء على منحة والده المتوفى
أرشيف

أدانت محكمة الجنايات الاستئنافية بعنابة مؤخرا، شابا في العشرينات من العمر، بعقوبة بـ10 سنوات سجنا، بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، بعدما كانت قد أدانته سابقا بعقوبة المؤبّد، قبل الطعن في الحكم وإعادة جدولة المحاكمة في محكمة الجنايات الاستئنافية.
قضية الحال تعود إلى السابع والعشرين من شهر نوفمبر من سنة 2022، حين قام شاب في العشرينات من العمر، يشتغل كعون في الحماية المدنية بعنابة، على قتل زوج والدته، بعد أن غرس خنجرا من الحجم الكبير في صدره، ثم غرسه على مستوى ظهره، ليتسبب في إزهاق روحه وحدثت هذه المأساة في قلب مقهى يقع في حي جبانة ليهود الشعبي.
المتهم الشاب المسمى “ب.ع”، قال خلال المحاكمة معترفا بجريمته، بأنه لم يندم على فعلته، لأن ما قام به هو “دفاع عن الشرف وعن أمه”، لأن زوج والدته لم ينقل زواجه منها من العرفي، إلى القانوني لدى الحالة المدنية، وأكثر من ذلك، فإنه طمع في منحة والده بالكامل وهو شرطي توفي منذ أشهر قليلة، وكان صديقا للضحية، وقام هذا الأخير بالتقدم من زوجة صديقه أي أم الجاني، وبعد أن تزوج منها عرفيا، راح يطلب أموال الزوج السابق المتوفى، مهددا زوجته بالطلاق ونشر تفاصيل العلاقة الحميمية التي جمعتهما في عش الزوجية، على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى يحطم حياتها وحياة أبنائها.
كل شيء حدث في الـ27 من نوفمبر من سنة 2022، على الساعة العاشرة والنصف صباحا، حيث أبرق مستشفى بن رشد الجامعي بعنابة لمصالح الضبطية القضائية خبرا عاجلا، مفاده تعرّض كهل لاعتداء بالسلاح الأبيض داخل مقهى يقع بحي واد الذهب الثاني بجبانة ليهود بعنابة، وعند وصولهم إلى عين المكان، تبيّن بأن الضحية قد تعرّض لثلاث طعنات غائرة بواسطة خنجر كبير على مستوى الصدر، وعلى مستوى الظهر، كما نزف كمية كبيرة من الدماء، وبدت حالته في منتهى الخطورة، وبسبب حالته الحرجة، تم نقله إلى مصلحة الاستعجالات الطبية التابعة للمستشفى الجامعي ابن رشد، على متن سيارة إسعاف ذات المستشفى، ولكنه توفي متأثرا بإصابته، وبسبب النزيف الحاد الذي تعرض له، وهذا بعد ساعتين من حادثة طعنه من ربيبه، وبعد تحقيق أولي اتضح بأن المتوفى هو “ب.د.ط” ومرتكب الجريمة هو ابن زوجته المدعو “ب.ع” الذي يعمل عونا بالحماية المدنية.
ما إن بلغ خبر وفاة الضحية حتى اختفى الجاني من مدينة عنابة ورمى الخنجر الذي ارتكب به الجريمة في حاوية لرمي القاذورات بينما أكد الشهود ومنهم صاحب المقهى تورطه لوحده في جريمة قتل بثلاث طعنات، وتم ربط الجريمة بشجار طويل يتكرر، ما بين الطرفين، على خلفية ما تمّ اعتباره قضية شرف، حيث رفض الجاني أن تبقى علاقة أمه بالضحية مجرد زواج عرفي من دون توثيق لدى الهيئات المدنية، بينما يصرّ الضحية على أن تمنحه الزوجة، منحة زوجها المتوفى مع مباشرته لنشر شائعات عن سيرتها بين الناس وأهل الحي الذي تقطن فيه. وبينت المعاينة لجثة الضحية بأنه قد تلقى ثلاث طعنات حادة، أودت بحياته مما يعني وجود الإصرار والترصد لدى الفاعل، كما تم الحصول على السكين كبير الحجم، الذي رماه الجاني في حاوية القمامة الموجودة في المكان المعروف في مدينة عنابة بسوق الليل الخاص بالخضر والفواكه.
الشاهد الوحيد وهو صاحب المقهى قال بأن الضحية كان يجلس وحيدا في المقهى كعادته يرتشف فنجانه في هدوء، عندما تقدم منه الجاني وتجاذبا الحديث في هدوء تام، ثم غادر الشاب المكان في هدوء أيضا، ولم يكن الأمر يوحي حتى بسوء تفاهم، وبعد لحظات، شاهده يعود وهو يحمل سكينا من الحجم الكبير، قاصدا الضحية مباشرة، وما إن تحرك صاحب المقهى الشاهد، من مكانه، لمنع الجريمة المحتملة، حتى كان الجاني قد غرس السكين في صدر الضحية، وأكمل جريمته طعنا إلى أن تأكد من سقوط الضحية أرضا.
أما الشاهدة الثانية وهي المدعوة “ل.و” والدة الجاني، التي تبلغ من العمر 55 سنة، وهي فقد روت علاقة الضحية بالعائلة، حيث كان صديق زوجها المتوفى في حادث مرور، وهو الذي تكفل بجنازة زوجها بعد وفاته، وبقي يزور العائلة، إلى أن عرض عليها زواجا يبدأ بقراءة فاتحة الكتاب، في المسجد، بوجود شهود، إلى أن يوثق لاحقا في البلدية.
وفي شهادتها قالت والدة الجاني، إن تحصلها على المنحة الخاصة بزوجها المتوفى، هي التي ألهبت الصراع بينها وبين زوجها الجديد، وبينه وبين ابنها، حيث تحصل على ما أنفقه في مراسيم عزاء زوجها بالكامل، والتي قاربت قيمتها 13 مليون سنتيم، وراح يشترط الحصول على كامل المنحة ليكمل حياته معها، ثم راح يتحدث عن حميمياته معها لأناس غرباء، وهو ما أثار ابنها الجاني الذي هدّده بالقتل، إذا لم يعقد رباط الزوجية على أمه في مقر البلدية، وإن لم يتوقف عن ذكر سيرتها أمام الناس، خاصة أن زواج الفاتحة ما بينهما لم يدم أكثر من أربعين يوما، ليتم فسخه نظرا للمعاملة السيّئة التي كانت تتلقاها من الضحية، كما قالت السيدة في شهادتها، وصار ابنها الجاني يدخل في شجارات لا تنتهي معه، إلى أن تقدم منه وأنذره لآخر مرة، ثم صار يفكر في تصفيته جسديا، وكل هذه الشهادات من الأم أقرّها ابنها الجاني، معترفا بأنه نوى منذ فترة ليست بالقصيرة، قتل الضحية وهو من نفذ الجريمة مع سبق إصرار وترصد، لأنه أراد حماية أمه وحماية شرف والده المتوفى، وكرر عدة مرات أمام القاضي بأنه غير نادم على فعلته، لأن ضحيته خان عهد صديقه أي والده، وبعد أن استنفد كل الحلول الممكنة لأجل التهدئة وإبعاد الضحية عن حياة أمه وحياته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!