-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

‬الحالة‭ ‬فالسو‭! ‬

جمال لعلامي
  • 5177
  • 0
‬الحالة‭ ‬فالسو‭!  ‬

من حقّ الأحزاب الجديدة أن تحتفل وتفرح وتحيي المآدب و”الزرد”، وبالمقابل من واجب “مشاريع” الأحزاب التي لم تـُعتمد، ولو مؤقتا، أن تحزن وتقيم المنادب، وبين النوعين، هناك عشرات الأحزاب المعتمدة منذ التسعينيات، دون أن يظهر لها أثر أو منفعة، ومنها من قضى نحبه ومنها‭ ‬من‭ ‬ينتظر‭ ‬وما‭ ‬بدلت‭ ‬تبديلا‮!‬

باعتماد أو الترخيص لعشرة أحزاب جديدة، ستطرأ على الخارطة الحزبية في البلاد، تغييرات وتنقيحات، قد تكون نافعة وقد تكون ضارة، وهو ما ستكشفه الانتخابات المقبلة، كما تتوزع الآن الساحة السياسية على ثلاثة أنواع من الأحزاب:
أولا: أحزاب أصابها الهرم والشيخوخة، وقد أخذت ولم تعط، وهي معتمدة منذ التسعين، بعضها دخل البرلمان والحكومة والمجالس المحلية، البلدية والولائية، وقد حافظت بهذه البرتوكولات على “شبابها” بماكياج المناصب والمكاسب، رغم الانشقاقات والصراعات التي قصمت ظهرها وفرقت دمها‭ ‬بين‭ ‬القبائل‭ ‬المهارشة‭ ‬على‭ ‬العرش‭!‬
ثانيا: أحزاب يفوق عدد إطاراتها وقياداتها، عدد المناضلين فيها والمتعاطفين معها، وهي أحزاب بلا قواعد، لم تقدّم شيئا لا للشعب ولا الدولة، فلا هي نجحت في الانتخابات المختلفة، ومنها ما عجز حتى في العثور على مترشحين للعمليات الانتخابية!
ثالثا‭: ‬أحزاب‭ ‬جديدة،‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬مبيض‭ ‬الأحزاب‭ ‬القديمة،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬العدم،‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬ستحدد‭ ‬أسهم‭ ‬كلّ‭ ‬تشكيلة‭ ‬في‭ ‬بورصة‭ ‬البرلمان‭ ‬وبعده‭ ‬المجالس‭ ‬المحلية‭.‬
هذه الأحزاب الكثيرة العدد، القليلة التأثير والقدرة على التغيير، أغلبها فاقد للأهلية، وبعضها أصابه الخبل والهبل، وبعضها الآخر لا وجود إلاّ بالأوراق والمستندات، والبعض الآخر “ياكل الغلة ويسبّ الملة”، وبعض منها “ما يحكّ ما يصكّ ما يفك”، والبعض الآخر “راح في الكرعين‮”‬،‭ ‬وبعض‭ ‬آخر‭ ‬يفوز‭ ‬بتشابه‭ ‬الأسماء‭ ‬وآخرون‭ ‬بضربات‭ ‬الحظ‭ ‬و‮”‬البوزهرون‮”‬‭ ‬وأحيانا‭ ‬بالزمياطي‭!  ‬
الآن، وقد تمّ الترخيص لعشرة أحزاب جديدة بعقد مؤتمراتها التأسيسية، تتوسّع قائمة الأحزاب التي تعرض بضاعتها على المواطنين، لتبقى الانتخابات ترمومتر قياس درجة حرارة تفاعل واستجابة الناخبين مع هذه التشكيلات، التي ستكون مجبرة على تقديم حصيلتها المادية والمعنية، بعد‭ ‬ظهور‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬ستضع‭ ‬كلّ‭ ‬حزب‭ ‬في‭ ‬حجمه‭ ‬الحقيقي‭ ‬وترفع‭ ‬الغطاء‭ ‬عن‭ ‬الأحزاب‭ ‬والحزيبات‭ ‬التي‭ ‬تدّعي‭ ‬زورا‭ ‬وبهتانا‭ ‬تمثيلها‭ ‬للأغلبية‭ ‬المسحوقة‭!‬
العديد من الأحزاب المريضة بداء العظمة، هي التي فرشت البساط الأحمر، لغلاة “تمثيل الشعب” بتبنـّي المقاطعين والمتغيبين والمتخلفين وحتى الموتى، وحتى إن كانت الملايين الغائبة عن الانتخابات السابقة، لا هي موالية للتيار الإسلامي ولا الديمقراطي ولا الشيوعي ولا الرأسمالي‭ ‬ولا‭ ‬الاشتراكي،‭ ‬فإن‭ ‬كلّ‭ ‬طرف‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬وأولئك،‭ ‬يخرجون‭ ‬بعد‭ ‬كلّ‭ ‬اقتراع‭ ‬يزعمون‭ ‬أن‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬ينتخبوا‭ ‬هم‭ “‬ملك‭” ‬و‭”‬إرث‭” ‬لهم‭.‬
لقد‭ ‬قالها‭ ‬أحد‭ ‬المواطنين‭ ‬بالفمّ‭ ‬المليان‭: ‬انتخبنا‭ ‬الإسلامي‭ ‬والديمقراطي‭ ‬والوطني‭ ‬و‮”‬بولحية‮”‬‭ ‬و‮”‬السوكارجي‮”‬‭ ‬والمصليّ‭ ‬وتارك‭ ‬الصلاة‭ ‬والشيخ‭ ‬والشاب،‭ ‬والمبتدئ‭ ‬والمحترف،‭ ‬لكن‭ ‬النتيجة‭ ‬كانت‭ ‬واحدة‭: ‬فالـسو‭! ‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!