الجزائر
ممثلو النقابات والأمن والأئمة والأولياء ونفسانيون ومنتخبون في‮ ‬ندوة‮ "‬الشروق‮":‬

‭.. ‬المدارس لم تعد آمنة‮!‬

الشروق أونلاين
  • 12130
  • 2
جعفر سعادة
جانب من الندوة

أخذت ظاهرة العنف داخل المؤسسات التربوية،‮ ‬أو في‮ ‬محيطها،‮ ‬منعرجا خطيرا،‮ ‬وصل درجة ممارسة أفعال مخلة على تلاميذ الابتدائي،‮ ‬كما جرى بمدرسة أبي‮ ‬ذر الغفاري‮ ‬بباب الوادي‮ ‬بالعاصمة،‮ ‬أين مارس حارس المدرسة المسبوق قضائيا شذوذه على أطفال صغار،‮ ‬فيما تعرضت تلميذات،‮ ‬يدرسن بثانوية السبالة الجديدة بالدرارية،‮ ‬للاحتجاز داخل قسم بعد تسلل شباب‮ ‬غرباء إلى المدرسة‮.. ‬ثم عراك بالسكاكين أبطاله تلاميذ من متوسطة ابن خلدون وسط مدينة حجوط،‮ ‬أسفر عن سقوط جرحى‮.. ‬وقصص كثيرة أخرى،‮ ‬آخرها مقتل تلميذ أمام مدرسة بالسويدانية‮.‬

‮”‬الشروق‮”‬،‮ ‬حاولت تشريح أسباب استفحال العنف بمختلف أشكاله داخل الوسط التربوي،‮ ‬وطرح حلول واقتراحات الفاعلين في‮ ‬الميدان،‮ ‬من نقابات التربية وأولياء التلاميذ‮. ‬مصالح الأمن من شرطة ودرك،‮ ‬ومختصون نفسانيين ورجال دين،‮ ‬إضافة إلى منتخبين محليين،‮ ‬ناقشوا الظاهرة بإسهاب خلال ندوة‮ “‬الشروق‮”.‬

العنف بين التلاميذ وضدهم‮.. ‬إلى أين؟

‭ ‬أجمع ضيوف ندوة‮ “‬الشروق‮” ‬أن العنف اتخذ أساليب أكثر تطرفا وخطورة في‮ ‬الوسط التربوي،‮ ‬ما جعل المدرسة مكانا‮ ‬غير آمن،‮ ‬قد‮ ‬يهدد بتخريج جيل‮ “‬هجين‮” ‬فاقد للهوية والقيم‮. ‬فنقابات التربية الأدرى بواقع القطاع اعتبرت أن العنف المدرسي‮ ‬بمختلف أنواعه،‮ ‬سواء العنف بين التلميذ وأستاذه،‮ ‬أم العنف بين التلاميذ فيما بينهم،‮ ‬أم العنف على التلميذ من‮ ‬غرباء‮.. “‬فرّخته‮” ‬أسباب بيداغوجية عديدة،‮ ‬فيما حمل أولياء التلاميذ السلطات المحلية ومصالح الأمن مسؤولية حماية التلميذ‮. ‬ورأى المختصون النفسانيون أن المجتمع بكامله‮ ‬يفتقد ثقافة القدوة المثالية واحترام الغير،‮ ‬وسياسة شراء السلم الاجتماعي‮ ‬والرجل المناسب في‮ ‬غير المكان المناسب هي‮ ‬السبب الرئيسي‮ ‬للعنف،‮ ‬حسب قول المنتخبين المحليين‮. ‬فيما‮ ‬يرى رجال الدين أن العنف طال أماكن أكثر قداسة مثل المساجد قبل المدارس،‮ ‬وتأسف رجال الأمن لتكتم مديري‮ ‬المدارس عن حالات عنف بمدارسهم خوفا من عقاب الوصاية‮.‬

الناطق باسم‮ “‬الكناباست‮”.. ‬مسعود بوديبة‮:‬

هذه أسباب القلق والإحباط في‮ ‬نفوس التلاميذ والمعلمين

المدرسة تتأثر وتؤثر،‮ ‬حسب الناطق باسم الكناباست‮. ‬فهي‮ ‬تتحمل مشاكل المجتمع،‮ ‬لتتحول مؤخرا إلى بيئة‮ ‬غير آمنة،‮ ‬وصلت حد قتل تلميذ على‮ ‬يد زميله‮. ‬ومن أسباب انتشار ظاهرة العنف لدى التلاميذ حسب بوديبة،‮ ‬نمط بناء المدارس،‮ ‬الذي‮ ‬يساهم في‮ ‬زرع الاكتئاب في‮ ‬النفوس ويزيد التوتر،‮ ‬بسبب‮ ‬غياب معايير البناء،‮ ‬ووجود المدارس‮  ‬داخل تجمعات سكانية تضم الأسواق والفوضى والصراخ،‮ “‬أو نجدها في‮ ‬أماكن جد معزولة،‮ ‬وأيضا ممارسة العنف من المواطنين أمام الأطفال‮ ‬يحفزهم على التقليد‮”. ‬كما تسبب الاكتظاظ ـ أكثر من‮ ‬50‮ ‬تلميذا في‮ ‬القسم ـ في‮ ‬احتكاكات بين التلاميذ وتوتر الأستاذ،‮ ‬ونقص التأطير التربوي‮. ‬فنجد مثلا‮ ‬3‮ ‬مشرفين تربويين‮ ‬يحرسون‮ ‬800‮ ‬تلميذ‮. ‬والتوظيف في‮ ‬القطاع‮ ‬يفتقد معايير بيداغوجية‮. ‬وحسب محدثنا،‮ ‬فأهم سبب للتوتر‮ ‬غياب النشاطات الثقافية بالمدارس من موسيقى ورسم ورحلات،‮ ‬وجهل الأستاذ بقواعد نمو الطفل،‮ ‬وزيادة عدد المراهقين في‮ ‬المجتمع‮.‬

والحل في‮ ‬القضاء على العنف،‮ ‬حسب ممثل الكناباست،‮ ‬هو في‮ ‬تضافر جهود الجميع،‮ ‬من رد الاعتبار للأستاذ،‮ ‬وتكوينه القبلي‮ ‬والبعدي‮ ‬في‮ ‬المعاهد المتخصصة،‮ ‬التركيز على الدور المهم لمستشاري‮ ‬التربية والتوجيه،‮ ‬وتطوير مهاراتهم،‮ ‬مع اعتماد برامج منوعة للتلاميذ،‮ ‬ومكافأة التلاميذ النجباء والخلوقين وتشجيع الإنجاز الدراسي‮.  ‬

 

‭ ‬الأمين العام لنقابة‮ “‬أينباف‮”.. ‬الصادق دزيري‮:‬

الثقافات الغرْبية الخالية من القيم مع‮ ‬غياب الحياء‮.. ‬هي‮ ‬السبب

ترى نقابة‮ (‬أينباف‮) ‬أن العنف تغلغل في‮ ‬سلوك المجتمع الجزائري‮ ‬وأخلاقه،‮ ‬بسبب‮ ‬غياب صفة‮ (‬الحياء‮)‬،‮ ‬مع ضعف المنظومة القيمية،‮ ‬وتدني‮ ‬قيمة العلم بسبب تغلب النظرة المادية‮. ‬وحسب دزيري،‮ “‬فالمدرسة حمّلناها أكثر من طاقتها‮. ‬في‮ ‬التسعينيات اتهمناها بتخريج الإرهاب،‮ ‬ونتهمها الآن بالعنف‮..” ‬وحسبه،‮ ‬فأولياء التلاميذ تخلوا عن مسؤوليتهم في‮ ‬التنشئة الصحيحة لأبنائهم،‮ ‬ما جعل العنف‮ ‬يتحول من حالة نادرة إلى ظاهرة معيشة،‮ ‬كما‮ ‬غاب التكوين المتخصص للأساتذة،‮ ‬مع‮ ‬غياب المختصين النفسانيين الذين‮ ‬يراقبون الحالة النفسية للتلاميذ‮.‬

وأضاف المتحدث‮: “‬المضامين التي‮ ‬تدرّس للتلميذ خالية من القيم الأخلاقية،‮ ‬وغالبيتها نصوص مترجمة من ثقافات دخيلة مثل الصينية،‮ ‬فخرّجت جيلا متخبطا في‮ ‬الهوية‮..” ‬وهو ما‮ ‬يجعلنا نركز على الجانب الأخلاقي‮ ‬في‮ ‬التمدرس والمعاملة بالرفق،‮ ‬وتنمية الشخصية الوطنية،‮ ‬على‮ ‬غرار التربية بالقدوة،‮ ‬فيكون لدينا الأستاذ الكفء والتلميذ المتخلق،‮ ‬مضيفا‮: “‬العقاب لا بد من وجوده في‮ ‬المدرسة،‮ ‬ولكن بضوابط،‮ ‬مع وجود التحفيز وتشجيع الكفاءات‮. ‬وعلى الأستاذ أن‮ ‬يكون محبا لمهنته ليقدم الجيد،‮ ‬والتحكم في‮ ‬التسيير الإداري،‮ ‬والابتعاد عن سياسة الفكر الواحد وفتح الباب للنقاش بين جميع الفاعلين في‮ ‬المدرسة من مدير ومعلم وولي‮ ‬أمر وتلميذ‮”. ‬

 

الأمين العام لنقابة‮ “‬الأسانتيو‮”.. ‬عبد الكريم بوجناح‮:‬

الاختلاط وانتشار ظاهرة الطلاق زاد عنف الأطفال‮.. ‬ورد الاعتبار لمجالس التأديب هو الحلّ

اعتبر‭ ‬الأمين العام لنقابة‮ “‬الأسانتيو‮”‬،‮ ‬عبد الكريم بوجناح،‮ ‬أن العنف انتقل من الأسرة والشارع إلى المدرسة‮. ‬وقال‮: “‬التلميذ‮ ‬يتأثر بضرب الأب للأم،‮ ‬وبالعنف بين الإخوة،‮ ‬والعنف في‮ ‬الملاعب،‮ ‬وعائلته لا تتحاور معه فيكبر مليئا بمكبوتات‮ ‬يخرجها بالعنف‮”. ‬ومن أكبر المخاطر،‮ ‬حسب محدثنا،‮ ‬وجود محلات لبيع المخدرات وطاولات للسكاكين عند مدخل المدارس‮. ‬وأكد بوجناح أنه من خلال تجربته الطويلة مديرا لمدرسة،‮ ‬اكتشف أن تلاميذ الطور المتوسط أكثر عنفا وقابلية للاستدراج من تلاميذ الثانوي،‮ “‬شاهدتُ‮ ‬أمورا مخلة تحدث بمراحيض المتوسطات لا‮ ‬يصدقها عاقل،‮ ‬بسبب بداية مرحلة المراهقة ولسياسة وزارة التربية بإنجاح جميع تلاميذ الابتدائي‮ ‬من دون استثناء في‮ ‬شهادة‮ “‬السيزيام‮”‬،‮ ‬ما‮ ‬يتسبب في‮ ‬اختلاط النجيب مع المشاغب مع المريض نفسيا‮”. ‬وحسب بوجناح،‮ ‬ساهم انتشار ظاهرتي‮ ‬الطلاق في‮ ‬المجتمع وغلاء المعيشة في‮ ‬تدهور نفسية التلميذ‮. ‬والدخول في‮ ‬سن صغيرة إلى المدارس‮ ‬يؤثر في‮ ‬نفسية الطفل‮: “‬أيُعقل أن نستقبل تلاميذ بالحفاظات؟؟‮”‬

ولإبعاد المدرسة عن ظاهرة العنف،‮ ‬اقترح بوجناح تفعيل دور مجالس التأديب،‮ ‬التي‮ ‬لها مهمتان‮: ‬العقاب وتثمين الإنجازات،‮ ‬يقول‮: “‬أقصى عقوبة للتلميذ المشاغب حاليا تحويله من مؤسسة إلى أخرى،‮ ‬والنتيجة نقله لعنفه إلى المدرسة الجديدة‮”.‬

‭‬وبخصوص حراس المدارس،‮ ‬اعتبر محدثنا أنه لا‮ ‬يجب إقصاء فئة المسبوقين قضائيا‮: “‬لا بد من إدماجهم بالمجتمع عن طريق التوظيف،‮ ‬ولكن نوظفهم في‮ ‬أماكن بعيدة عن الاحتكاك بالأطفال‮”. ‬كما حمّل الأمين العام لـ‮ “‬الأسانتيو‮” ‬الأولياء مسؤولية مراقبة أبنائهم وأن‮ ‬يكونوا القدوة لهم في‮ ‬الأخلاق،‮ ‬مع نشر ثقافة التسامح بين الأطفال‮. ‬وأكبر مسبب للعنف،‮ ‬حسبه،‮ ‬هو اختلاط الأقسام بين الذكور والإناث‮: “‬التلميذ الذي‮ ‬يُضرب أو‮ ‬يُهان أمام أنظار زميلته،‮ ‬سيصاب بإحراج ويسعى إلى الانتقام من أستاذه وزملائه‮”. ‬واقترح بوجناح إلغاء العراقيل الإدارية التي‮ ‬تمنع تدخل مصالح الأمن في‮ ‬شأن المدارس‮: “‬على الشرطي‮ ‬والدركي‮ ‬تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية داخل المدارس بحضور الأولياء،‮ ‬مع‮ ‬غرس فكرة العمل الجماعي‮ ‬والتطوعي‮ ‬لدى التلميذ،‮ ‬مثل القيام بحملة تنظيف للمدرسة أو القسم مرة في‮ ‬الأسبوع،‮ ‬ما‮ ‬يحول دون تخريب التلميذ لمدرسته التي‮ ‬تعب في‮ ‬تنظيفها‮”.‬

 

رئيس مكتب الاتصال بمديرية الأمن الوطني‮..‬رابح زواوي‮:‬

العشرية السوداء ولدت صدمات نفسية‮.. ‬والرسوب المدرسي‮ ‬سبب العنف في‮ ‬المدارس

‭ ‬141‭ ‬حالة عنف خلال السداسي‮ ‬الأول و114‮ ‬اعتداء جسدي

أكد،‮ ‬محافظ شرطة ورئيس مكتب الاتصال والعلاقات العامة بمديرية الأمن الوطني،‮ ‬زواوي‮ ‬رابح،‮ ‬أن ظاهرة العنف والاعتداءات في‮ ‬المدراس،‮ ‬تعد من الظواهر الاجتماعية التي‮ ‬تتطلب تضافر جهود الجميع كل في‮ ‬مجال اختصاصه وفي‮ ‬حدود صلاحياته،‮ ‬مؤكدا على ضرورة تحليل البيئة الاجتماعية وتشريحها للوقوف عند المسببات الرئيسية للتمسك بالقيم وأخلاقيات المجتمع الجزائري‮.‬

كشف زواوي،‮ ‬لدى نزوله ضيفا على ندوة‮ “‬الشروق‮” ‬عن آخر الإحصائيات المتعلقة بالعنف المدرسي‮ ‬خلال السداسي‮ ‬الأول من سنة‮ ‬2015،‮ ‬حيث تم إحصاء‮ ‬131مؤسسة تربوية شهدت عنفا مدرسيا من بينها‮ ‬35‮ ‬ابتدائية و56‮ ‬متوسطة و40‮ ‬ثانوية،‮ ‬في‮ ‬حين تم تسجيل‮ ‬141حالة عنف في‮ ‬الأطوار الثلاثة من بينها‮ ‬114حالة عنف جسدي‮ ‬أي‮ ‬ما‮ ‬يعادل80‭.‬85‮ ‬بالمائة،‮ ‬و22‮ ‬حالة عنف لفظي‮ ‬ما‮ ‬يعادل‮ ‬15‭.‬60‮ ‬بالمائة،‮ ‬و5‮ ‬حالات عنف أخلاقي‮ ‬بمعدل‮ ‬3‭.‬54بالمائة،‮ ‬كما أحصى ذات المتحدث‮ ‬138‮ ‬ضحية عنف مدرسي‮ ‬من بينهم‮ ‬106‮ ‬تلميذ،‮ ‬23‮ ‬أستاذا،‮ ‬6‮ ‬مراقبين،‮ ‬مدير وولي‮ ‬تلميذ،‮ ‬فيما بلغ‮ ‬عدد المتورطين في‮ ‬العنف المدرسي157‮ ‬متورط من بينهم‮ ‬75تلميذا و41أستاذا،‮ ‬12مديرا،‮ ‬و11مراقبا و6‮ ‬من أولياء التلاميذ،‮ ‬و12‮ ‬أجنبيا عن الوسط المدرسي،‮ ‬مؤكدا أن هذه الاعتداءات منها من وصلت إلى الجهات القضائية ومنها من تم معالجتها عن طريق التراضي،‮ ‬في‮ ‬حين تبقى‮ ‬غالبية القضايا بدون حلول بسبب التكتم عن الظاهرة‮.‬

دعا زواوي‮ ‬أولياء التلاميذ والمسؤولين بالمؤسسات التربوية إلى تبليغ‮ ‬الجهات الأمنية عن العنف والاعتداءات وعدم التكتم عن التجاوزات الحاصلة داخل الحرم المدرسي،‮ ‬خاصة إذا تعدى الأمر العنف،‮ ‬مؤكدا أن مصالح الشرطة تلعب دورا فعالا من خلال التركيز على الجانب الوقائي‮ ‬الميداني‮ ‬والردعي‮ ‬والتركيز على محاربة آفة العنف في‮ ‬المدارس،‮ ‬ملحا على ضرورة إدراج التربية المرورية في‮ ‬البرامج وكذا التربية الدينية،‮ ‬وأشار زواوي‮ ‬إلى أن من بين مسببات العنف المدرسي‮ ‬الاعتداءات الجسدية أو العاطفية والمقصود بها التحقير والسخرية بين التلاميذ والإدارة،‮ ‬وكذا الإهمال الذي‮ ‬يعاني‮ ‬منه التلميذ داخل الأسرة،‮ ‬وظاهرة الدروس الخصوصية،‮ ‬فضلا عن نقص التكوين بالنسبة للأساتذة والمؤطرين فحسب المتحدث‮ “‬فاقد الشيء لا‮ ‬يعطيه‮”‬،‮ ‬مضيفا أن مخلفات العشرية السوداء ولدت العنف المدرسي‮ ‬كونها تركت أثارا سلبية منها الصدمات النفسية،‮ ‬وبالأخص طريقة التعامل التي‮ ‬تكون‮ ‬غالبا عنيفة بين التلاميذ والأساتذة بسبب‮ ‬غياب لغة الحوار والتواصل،‮ ‬وكذا الرسوب المدرسي‮ ‬الذي‮ ‬يكون دافعا وراء العنف المدرسي‮ ‬بسبب عدم نيل العلامة التي‮ ‬كان‮ ‬يطمح إليها التلميذ،‮ ‬هذا إلى جانب العوامل الأسرية كالطلاق وعدم الاستقرار الاجتماعي‮ ‬والفقر والتهميش‮.‬

أشار زواوي‮ ‬إلى المبادرات التي‮ ‬تقوم بها المديرية العامة للأمن على المستوى الوطني،‮ ‬حيث تم تقديم‮ ‬1031‮ ‬درس نظري‮ ‬بالمؤسسات التربوية،‮ ‬1374درس تطبيقي‮ ‬و167365‮ ‬نشاط توعوي‮ ‬وتحسيسي‮.‬

اقترح المتحدث جملة من الحلول لتفادي‮ ‬العنف داخل الحرم المدرسي،‮ ‬مركزا على ضرورة معالجة قضايا العنف كسولوكيات وتحديد معنى المصطلحات على أساس التهذيب،‮ ‬وزرع الثقافة المدرسية،‮ ‬مركزا على وجوب تكوين المتخصص قبل إشرافه على تكوين الأخر،‮ ‬سواء تعلق الأمر بالأساتذة أو المؤطرين،‮ ‬وكذا تنشيط أيام تحسيسية داخل المدارس مع القيام بالدوريات الراكبة والراجلة وتقديم دروس على‮ ‬غرار حوادث المرور وآفة المخدرات،‮ ‬فضلا عن التعليم والتربية والأخلاق لترقى إلى ثقافة مرورية،‮ ‬ونشر لغة الحوار مع تفعيل نشاط جمعية أولياء التلاميذ والتحاور المدرسي،‮ ‬وكذا توفير المرافق الترفيهية لإفراغ‮ ‬الطاقة الكامنة لامتصاص ظواهر العنف‮.‬

‭ 

قائد فرقة حماية الأحداث للدرك الوطني‮.. ‬بداني‮ ‬جيلالي‮:‬

ينبغي‮ ‬الترخيص للدركي‮ ‬بدوريات داخل الحرم المدرسي

63 حملة تحسيسية داخل المؤسسات التربوية‮.. ‬و374‮ ‬دورية بالأماكن المجاورة

63 حملة تحسيسية داخل المؤسسات التربوية‮.. ‬و374‮ ‬دورية بالأماكن المجاورةأكد قائد فرقة حماية الأحداث للدرك الوطني،‮ ‬بداني‮ ‬جيلالي،‮ ‬أن ظاهرة العنف في‮ ‬المدارس استفحلت في‮ ‬الآونة الأخيرة،‮ ‬بمختلف المؤسسات التربوية،‮ ‬بسبب عدة عوامل منها الاكتظاظ ونقص الوسائل والمؤطرين،‮ ‬وغياب تام للنشاطات الثقافية والرياضية،‮ ‬وكثافة البرامج الدراسية،‮ ‬مشيرا أن عدم احترام التلميذ وغياب الاستماع له‮ ‬يوّلد لديه سلوكات عدوانية عنيفة،‮ ‬حيث‮ ‬يعتقد التلميذ أن تخريب ممتلكات المعلمين‮ ‬يساعد على تغيير معاملة المعلمين له،‮ ‬وأشار بداني‮ ‬إلى الإحباط لفترات طويلة ومشكل الفوارق الاجتماعية وتأثير وسائل الإعلام على سلوكيات التلميذ من أنترنت وألعاب إلكترونية وأفلام رعب،‮ ‬فضلا عن تشجيع بعض الأسر لمبدأ‮ “‬من ضربك فاضربه‮”.‬

كشف بداني،‮ ‬في‮ ‬ندوة‮ “‬الشروق‮” ‬عن طبيعة التدخل الذي‮ ‬تقوم به فرق الدرك الوطني،‮ ‬من خلال الإحصائيات المتعلقة بالسداسي‮ ‬الأول من سنة‮ ‬2015،‮ ‬حيث قامت الفرق المختصة بـ374‮ ‬دورية بمختلف الأماكن التي‮ ‬يتردد عليها الأحداث،‮ ‬والقيام بـ‮ ‬63‮ ‬حملة تحسيسية داخل المؤسسات التربوية ومراكز تكوين الأحداث في‮ ‬أسرهم،‮ ‬الإشراف على‮ ‬17‮ ‬تحقيقا شاركت فيه أفراد الفرقة مع الفرق وتتعلق بالأحداث،‮ ‬9حالات لإعادة إدماج‮  ‬الأحداث في‮ ‬أسرهم باتباع المقابلة الجماعية والعلاج العائلي،‮ ‬كما تم تسجيل‮ ‬6‮ ‬حالات طلب‮ ‬يد المساعدة والعون،‮ ‬سواء من قبل الأولاد أو الأولياء،‮ ‬و10‮ ‬مشاركات في‮ ‬الأبواب المفتوحة والفضاءات،‮ ‬7‮ ‬حالات للمشاركة في‮ ‬الحصص الإذاعية التي‮ ‬تناقش الآفات الاجتماعية وكذا المشاركة في‮ ‬مخطط دلفين عبر الشواطئ والمخيمات الصيفية‮.‬

وعن طبيعة الجرائم المرتكبة ضد القصر من الجنسين خلال سنة‮ ‬2015،‮ ‬فقد تم تسجيل حالة واحدة للقتل العمدي،‮ ‬ومحاولة الانتحار مع الهروب من المنزل،‮ ‬4حالات اختطاف وحالة واحدة للفعل المخل بالحياء ضد قاصر،‮ ‬فيما تم تسجيل حالتين لمحاولة أو القيام بالفعل المخل بالحياء بالعنف ضد قاصر من الجنسين،‮ ‬ودعا قائد فرقة حماية الأحداث للدرك الوطني،‮ ‬إلى ضرورة توحيد اللباس المدرسي‮ ‬لجميع الأطوار التربوية،‮ ‬لتفادي‮ ‬الطبقية بين الغني‮ ‬والفقير،‮ ‬مؤكدا على المؤسسات التربوية التقرب من مصالح الدرك الوطني‮ ‬من أجل تخصيص وقت للحملات التوعوية،‮ ‬خاصة في‮ ‬ظل‮ ‬غياب التنسيق بين المؤسسات،‮ ‬مشيرا إلى الصعوبات التي‮ ‬يتلقاها رجال الدرك خاصة فيما تعلق برخصة القيام بدوريات داخل حرم المؤسسات التربوية،‮ ‬وتوظيف المختصين النفسانيين على مستوى كل مؤسسة تربوية،‮ ‬مع إحداث خلايا إصغاء على مستوى المؤسسات التربوية،‮ ‬وتقديم مساعدات للتلاميذ المعوزين بالتنسيق مع رؤساء المجالس الشعبية البلدية ومديرية النشاط الاجتماعي‮ ‬والجمعيات الخيرية،‮ ‬ملحا على عدم إهانة التلميذ بالكلام الجارح من قبل الأساتذة وتحضير التلاميذ نفسيا حول المعدل الفصلي‮ ‬إذا كان المعدل ضعيفا،‮ ‬إدراج مادة علم النفس التربوي‮ ‬في‮ ‬تكوين المكونين،‮ ‬واقترح بداني‮ ‬جيلالي،‮ ‬عدة حلول علاجية ووقائية للتقليل من العنف المدرسي،‮ ‬داعيا إلى تضافر جهود مختلف الوزارات وجمعيات أولياء التلاميذ،‮ ‬ووضع برنامج استراتيجي‮ ‬للتكفل بالظاهرة،‮ ‬مع وجوب إنشاء خلية جوارية مختصة في‮ ‬علم النفس وعلم الاجتماع،‮ ‬هذا إلى جانب التشخيص المبكر للحالات التي‮ ‬هي‮ ‬عرضة للممارسة العنف،‮ ‬مع وضع حد لكل مخالف للتعليمات والنظام الداخلي‮ ‬للمؤسسة،‮ ‬والاعتماد على مخطط تأمين الوسط المدرسي‮ ‬عن طريق إبرام اتفاقيات مع مصالح الأمن،‮ ‬والاعتناء أكثر بالمناطق المحرومة لتقليص الفوارق‮.‬

 

رئيس المجلس الشعبي‮ ‬البلدي‮ ‬لسيدي‮ ‬موسى‮.. ‬بوثلجة علال‮:‬

المشكل في‮ ‬سوء تسيير المدارس‮.. ‬وليس في‮ ‬ميزانية البلديات

‭‬الوظيف العمومي‮ ‬هو المسؤول عن التوظيف بالمؤسسات التربوية

كد رئيس المجلس الشعبي‮ ‬لبلدية سيدي‮ ‬موسى،‮ ‬بوثلجة علال،‮ ‬أن‮  ‬ظاهرة العنف في‮ ‬المدارس من مسبباتها مخلفات العشرية السوداء التي‮ ‬تركت آثارا سلبية وعدوانية لدى البعض،‮ ‬وأن المشكل‮ ‬يكمن في‮ ‬سوء التسيير لا في‮ ‬ميزانية البلدية التي‮ ‬تشرف على ثلاثة أطوار،‮ ‬قائلا‮: “‬العنف‮ ‬يولد بكثرة بسبب رسوب بعض التلاميذ،‮ ‬وعلى الأولياء التقيد بإطار ضبط أولادهم داخل الأسرة‮. ‬وأعطى بوثلجة مثالا عن‮  ‬دور الحضانة التي‮ ‬لها دوران‮: ‬سلبي‮ ‬وإيجابي،‮ ‬خاصة في‮ ‬ظل عمل الوالدين وغياب الرقابة ونقص التكفل الأمثل بالطفل‮”.‬

وعبر بوثلجة،‮ ‬في‮ ‬مداخلته،‮ ‬عن استيائه الشديد نتيجة تفشي‮ ‬العنف اللفظي‮ ‬من قبل بعض أولياء التلاميذ الذين‮ ‬يتحدثون بطرق‮ ‬غير لبقة،‮ ‬سواء مع المديرين أم الأساتذة،‮ ‬خاصة إذا تعلق الأمر برسوب أبنائهم،‮ ‬أو استدعائهم لمعالجة مشاكل أبنائهم أو تصرفاتهم اللاأخلاقية‮. ‬وهذا مرده،‮ ‬حسب ذات المتحدث،‮ ‬إلى‮ ‬غياب القيم الأخلاقية في‮ ‬المجتمع‮. ‬وألح رئيس البلدية إلى ضرورة اتباع الدولة سياسة الردع والتصدي‮ ‬للتهديدات التي‮ ‬يتلقاها المسؤولون،‮ ‬ويتسبب فيها أولياء التلاميذ،‮ ‬خاصة فيما‮ ‬يتعلق بنسب النجاح‮.‬

وعن معايير توظيف حراس المؤسسات التربوية،‮ ‬أكد بوثلجة علال أن التوظيف‮ ‬يكون تحت وصاية الوظيف العمومي‮ ‬الذي‮ ‬يتمتع بكافة الصلاحيات،‮ ‬ووثيقة السوابق العدلية تكون مدرجة بالملفات الموفدة إليهم،‮ ‬التي‮ ‬من المفروض،‮ ‬يضيف،‮ ‬أن الوظيف العمومي‮ ‬اطلع عليها‮.‬

ونفى،‮ ‬في‮ ‬ذات السياق،‮ ‬رئيس المجلس الشعبي‮ ‬البلدي،‮ ‬بوثلجة،‮ ‬وجود حلول سحرية وفورية لمشكل العنف المدرسي،‮ ‬مقترحا ضرورة فرض التواصل بين المؤسسات والبلديات باعتباره مشكلا جوهريا،‮ ‬خاصة في‮ ‬ظل وجود قطيعة،‮ ‬خاصة فيما‮ ‬يتعلق بالشق الابتدائي،‮ ‬وغياب الحوار‮. ‬وعرض بوثلجة في‮ ‬سياق حديثه إدماج المساعدات الاجتماعيات في‮ ‬كل بلدية ولكل طور ابتدائي،‮ ‬التي‮ ‬تلعب دورا فعالا في‮ ‬مرافقة ومراقبة سلوك الطفل منذ الصغر،‮ ‬مثلما هو معمول به في‮ ‬البلدان الأوروبية،‮ ‬مع تنظيم ملتقيات توعوية بداية ونهاية كل فصل،‮ ‬خاصة إذا تم تحضير جوائز تحفيزية‮.‬

 

المنتخب ببلدية براقي‮.. ‬نور الدين مريبعي‮:‬

يجب مراقبة حراس المدارس‮.. ‬وإنشاء ملحقات تربوية لمواجهة الاكتظاظ

أرجع المنتخب ببلدية براقي،‮ ‬مريبعي‮ ‬نور الدين،‮ ‬أسباب العنف المدرسي‮ ‬إلى التقصير الموجود في‮ ‬المحيط الداخلي‮ ‬والخارجي،‮ ‬والنقص الفادح المسجل في‮ ‬التأطير،‮ ‬مطالبا وزارة التربية والتعليم بضرورة إنشاء ملحقات‮  ‬تربوية للتخفيف من الاكتظاظ الذي‮ ‬يولد العنف،‮ ‬مشيرا إلى‮ ‬غياب لغة الحوار ونقص المراقبين على مستوى الأطوار الثلاثة،‮ ‬خاصة في‮ ‬بلدية براقي،‮ ‬مضيفا أن التقارير التي‮ ‬تم إعدادها إلى الجهات الوصية لم تلق أي‮ ‬ردود إيجابية‮.‬

واقترح مريبعي‮ ‬نور الدين مراقبة حراس المدارس وتغييرهم إن اقتضى الأمر،‮ ‬خاصة بعد حادثة اعتداء الحارس على تلاميذ ابتدائية بنواحي‮ ‬منطقة باب الوادي‮ ‬في‮ ‬العاصمة،‮ ‬مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن أي‮ ‬تقصير‮ ‬يتم تسجيله،‮ ‬مع توفير أخصائيين نفسانيين والإكثار من الحملات التحسيسية من طرف الأطراف الفاعلة في‮ ‬المجتمع‮. ‬فضلا عن مراقبة التلميذ في‮ ‬المنزل،‮ ‬وتكوين الأساتذة والمعلمين نفسيا قبل التكوين البيداغوجي‮.‬

 

رئيس جمعية أولياء التلاميذ‮..‬علي‮ ‬بن زينة‮:‬

‮”‬مخطط قديم‮” ‬هو سبب تفشي‮ ‬العنف في‮ ‬المدرسة وجنوح أفراد المجتمع إليه

حمّل رئيس جمعية أولياء التلاميذ علي‮ ‬بن زينة في‮ ‬ندوة‮ “‬الشروق‮” ‬حول موضوع استفحال العنف في‮ ‬المدارس المسؤولية للدولة بخصوص انتشار ظاهرة العنف داخل المؤسسات التربوية،‮ ‬معتبرا بأن العنف كظاهرة هو موجود في‮ ‬الإنسان منذ خلق الله البشرية،‮ ‬لكن تنامي‮ ‬هذه الآفة ساهم فيه عدة عوامل مجتمعة،‮ ‬ورفض بن زينة إلقاء اللوم فقط على الأسرة أو الأستاذ أو حتى الاكتظاظ في‮ ‬الأقسام،‮ ‬والمشاكل الاجتماعية،‮ ‬ليقول”المجتمع بكل مكوناته اتجه نحو العنف‮”.‬

قال رئيس جمعية أولياء التلاميذ بأن التوجه نحو العنف مخطط له منذ زمن،‮ ‬وذكرَ‮ ‬في‮ ‬السياق التخلي‮ ‬عن تدريس مادة التربية الأخلاقية ومحاولة إلغاء مادة التربية الإسلامية من المنهاج،‮ ‬وحتى حذف كل الدروس المهمة التي‮ ‬تتكلم على الأخلاق والتسامح،‮ ‬ليصرح‮ “‬كل هذا مخطط له لإخراج جيل عنيف بهذا الشكل‮” ‬والدليل‮ ‬‭-‬يقول المتحدث‭-‬‮ ‬ما حصل في‮ ‬مؤسسة تربوية بدالي‮ ‬إبراهيم،‮ ‬حيث تم حجز تلميذات باستعمال السلاح دون أي‮ ‬هيبة أو قيمة للمؤسسة التربوية،‮ ‬وتساءل في‮ ‬السياق عن دور وحدات الكشف والمتابعة الذين نصبتهم‮  ‬الدولة إزاء كل هذا العنف،‮ ‬وأضاف‮ “‬هل مدير المدرسة اليوم‮ ‬يقوم بحملات تحسيسية وتوعوية؟‮”.‬

استغرب بن زينة من التصريحات المتناقضة لمفتش وزارة التربية الذي‮ ‬قال بأن هيئته لم تمنع اللباس القصير وقصّ‮ ‬الشعر بالطرق الغريبة في‮ ‬المدارس،‮ ‬ليقول ‮”‬إذا كان المفتش‮ ‬يخلي‮ ‬مسؤوليته ويحرض التلاميذ لفعل ما‮ ‬يريدون فكيف‮ ‬يمكن للمعلم أن‮ ‬يتحكم فيهم؟‮”‬‭.‬

شدَّد بن زينة على ضرورة تكاثف الجهود بين أولياء التلاميذ وكذا مديريات التربية والوزارة للحد من ظاهرة العنف،‮ ‬وطالب في‮ ‬السياق بإعادة النظر في‮ ‬طريقة توظيف الحراس بالمدارس الابتدائية وخاصة المسبوقين منهم‮.‬

‭‭ ‬

ممثل جمعية حماية المستهلك‮.. ‬سمير لقصوري‮:‬

الرسوم المتحركة والأقسام المختلطة وراء استفحال العنف

أكد المكلف بالإعلام بجمعية حماية المستهلك سمير لقصوري‮ ‬على أن ظاهرة العنف في‮ ‬المدارس هي‮ ‬امتداد للعنف في‮ ‬المجتمع،‮ ‬مشيرا إلى أن المسؤول الأول عن التلميذ هي‮ ‬الأسرة،‮ ‬واعتبر بأن الاختلاط في‮ ‬المدارس بين الإناث والذكور هو سبب من أسباب العنف،‮ ‬مطالبا بإعادة النظر في‮ ‬الأقسام المختلطة،‮ ‬ليصرح

‮”‬وزارة التربية للتخفيف من الاكتظاظ في‮ ‬بعض المدارس،‮ ‬قامت بإنشاء ملحقات للمدارس لا تتوفر على أدنى شروط التمدرس على‮ ‬غرار الحراسة والمشرفين التربويين وحتى المراحيض‮ ..”‬،‮ ‬متسائلا‮: “‬كيف‮ ‬يتمدرس أبناؤنا في‮ ‬ظروف مثل هذه‮”‬،‭ ‬واعتبر لقصوري‮ ‬بأن الرسوم المتحركة والألعاب الالكترونية من أهم العوامل لتنامي‮ ‬العنف داخل المدارس،‮ ‬حيث أن الطفل-حسبه‮- ‬يكتسب الجانب العدواني‮ ‬ويتعلم الجريمة عن طريق الرسائل المشفرة التي‮ ‬تحويها الرسوم المتحركة المستوردة من الغرب،‮ ‬على‮ ‬غرار سلسلة‮ “‬توم وجيري‮” ‬وحتى المحقق‮ “‬كونان‮”‬،‮ ‬مضيفا‮ “‬التلاميذ‮ ‬يعرفون أسماء الأسلحة البيضاء أحسن من الكبار‮”‬،‮ ‬وتساءل في‮ ‬السياق”أين هي‮ ‬الرقابة؟ وكيف تباع الأسلحة البيضاء بالقرب من المدارس؟‮”‬،‮ ‬وأرجع المتحدث سبب حوادث العنف المتكررة في‮ ‬المدارس والمتوسطات‮  ‬لاستقالة الإدارة عن دورها،‮ ‬ولعدم تفعيل المجالس التأديبية،‮ ‬مطالبا بضرورة إرجاع الهيبة للأستاذ ومنع الاختلاط ومحاربة الاكتظاظ وتكثيف الأخصائيين النفسانيين في‮ ‬كل مدرسة،‮ ‬ومنع بيع الأسلحة أمام المؤسسات التربوية‮. ‬

 

الأخصائية النفسانية‮.. ‬بوكحولة زهيرة‮:‬

سياسية‮ “‬السوسيال‮” ‬وراء توظيف مجرمين لحراسة الأطفال

دقت الأخصائية النفسانية التابعة لفرقة حماية الأحداث بالدرك الوطني،‮ ‬بوكحولة زهيرة،‮ ‬ناقوس الخطر بسبب استفحال ظاهرة العنف داخل الوسط التربوي‮ ‬في‮ ‬السنوات الأخيرة‮. ‬واعتبرت السبب الرئيسي‮ ‬للظاهرة هو انعدام مرجعية للتلميذ،‮ ‬سواء في‮ ‬شخص والده أم في‮ ‬الأستاذ أم المدير،‮ ‬متسائلة‮: “‬من هو النموذج الآن بالنسبة إلى التلميذ‮.. ‬هو ميسي‮.. ‬رونالدو‮..”‬،‮ ‬مضيفة‮: “‬ماذا نتوقع من تلميذ‮  ‬نموذجه وقدوته ميسي‮ ‬و‮..” ‬وأردفت‮: “‬الأفكار الأوروبية هي‮ ‬التي‮ ‬تتحكم في‮ ‬التلاميذ الآن‮”.‬

وانتقدت بوكحولة سياسة‮ “‬السوسيال‮” ‬المتبعة في‮ ‬توظيف حراس الابتدائيات والمتوسطات،‮ ‬التي‮ ‬انجر عنها،‮ ‬حسبها،‮ ‬المساهمة في‮ ‬زيادة العنف واستفحال الجريمة،‮ ‬وكذا الترويج للمخدرات في‮ ‬الوسط التربوي،‮ ‬لأنه،‮ ‬تقول المتحدثة،‮ ‬ببساطة،‮ ‬الحارس مسبوق قضائيا أو شخص تم توظيفه لأنه معاق أو لأسباب لا تمت بصلة للمعايير التي‮ ‬يجب أن‮ ‬ينتقى بها حارس أو عون أمن بمؤسسة تربوية،‮ ‬لتقول‮: “‬كل هذه العوامل هي‮ ‬التي‮ ‬جعلت حارس مدرسة‮ ‬يتحرش بطفل في‮ ‬الثامنة من عمره والأمثلة كثيرة‮”.‬

ودعت الأخصائية النفسانية وزارة التربية إلى الاستفادة من الأبحاث النفسية التي‮ ‬يقوم بها طلبة الجامعات حول العنف في‮ ‬المدارس،‮ ‬مشيرة إلى أنها تحوي‮ ‬في‮ ‬طياتها عدة حلول نموذجية وأشياء مفيدة لتقويم المدرسة الجزائرية‮. ‬وأكدت بالقول‮: “‬أطفالنا في‮ ‬خطر‮” ‬ويجب تكاثف جهود كل الفاعلين في‮ ‬المجتمع للخروج بحلول واقعية‮  ‬لمحاربة الجريمة في‮ ‬الوسط التربوي‮”.‬

 

إمام مسجد الفتح بالشراقة‮.. ‬ناصري‮ ‬محمد الأمين‮:‬

استقالة الأولياء من مهامهم سبب العنف في‮ ‬الوسط التربوي

يرى إمام مسجد الفتح بالشراقة،‮ ‬ناصري‮ ‬محمد الأمين،‮ ‬أن المسؤولية الأولى لتفشي‮ ‬العنف في‮ ‬الوسط التربوي‮ ‬يتحملها الأولياء،‮ ‬معتبرا أن الوالدين استقالا من مهمتهم‮. ‬وأضاف أن التلاميذ اليوم حائرون في‮ ‬إيجاد نموذج صالح‮ ‬يكون قدوتهم،‮ ‬حيث اعتبر أنه لا الأستاذ أصبح قدوة ولا الوالد ولا المدرسة ككل‮.‬

ورفض ناصري‮ ‬تحميل المسؤولية للأئمة وللمساجد التي‮ ‬تخلت عن دورها في‮ ‬الوعظ وإرشاد المجتمع،‮ ‬حيث ألقى اللوم على الوالدين لإهمالهم‮ ‬‭ ‬أبناءهم،‮ ‬ليصرح‮: “‬إذا أراد الأب أن‮ ‬يكون ابنه صالحا فعليه هو أن‮ ‬يكون صالحا‮”. ‬وواصل كلامه‮: “‬ماذا ننتظر من ابن لم‮ ‬يجلس‮ ‬يوما مع والده ولم‮ ‬يسمعه ولم‮ ‬يعظه؟‮” ‬وأضاف الإمام‮: “‬إذا كانت المقدمات فاسدة فالأكيد أن النتيجة ستكون فاسدة‮”.‬

وأكد ناصري‮ ‬أن الاكتظاظ في‮ ‬المدارس‮ ‬يعتبر سببا مهما في‮ ‬استفحال العنف‮. ‬وتطرق المتحدث إلى مشكل توظيف حراس‮ ‬غير مؤهلين وذوي‮ ‬سوابق أحيانا لحراسة المؤسسات التربوية،‮ ‬حيث طالب وزارة التربية والتعليم بالتكفل بتوظيف وانتقاء الحراس،‮ ‬وعدم ترك هذه المهمة للبلديات،‮ ‬وشدد الإمام على أهمية التربية الروحية لاستعادة هيبة المدرس أو المعلم وكذا لزرع الرحمة والطمأنينة والسلام بين التلاميذ أنفسهم‮.‬

وقال الإمام‮: “‬أولادنا في‮ ‬خطر‮”‬،‮ ‬ليقترح تفعيل لغة الحوار بين الآباء وأبنائهم والتلاميذ ومعلميهم،‮ ‬وكذا تفعيل العقوبات الرادعة في‮ ‬حق مرتكبي‮ ‬الجرائم البشعة،‮ ‬خاصة الاعتداءات الجنسية واللفظية والجسدية على الأطفال داخل الحرم التربوي،‮ ‬كما اقترح تخصيص حملات تحسيسية‮ ‬يقودها الأئمة داخل المدارس لإعادة التربية الروحية والأخلاقية وسط التلاميذ‮. ‬

مقالات ذات صلة