الرأي

‭.. ‬في‮ ‬خدمة‮ “‬الإضارة‮”!‬

عمار يزلي
  • 3006
  • 3

تخلف‮ “‬الإضارة‮” ‬الجزائرية عن ركب التاريخ،‮ ‬ونكوصها بعد محاولة إصلاحها قبل نحو‮ ‬20‮ ‬سنة،‮ ‬جعل المواطن‮ ‬يشعر أنه في‮ ‬قبضة‮ “‬الإضارة‮”‬،‮ ‬متهما دوما بالاحتيال والالتفاف على قوانينها‮. ‬فالمواطن متهم إلى أن تثبت براءته‮! ‬هذه هي‮ ‬القاعدة التي‮ ‬تسير عليها بيروقراطية‮ “‬إضارتنا‮”‬،‮ ‬مما‮ ‬يضخم من الملفات ويجعل كل وثيقة من الملف مرتبطة باستخراج ملف كامل لإثبات صدقية الوثيقة‮! ‬وكل ورقة أصلية،‮ ‬مطالب أنت كمواطن أن تصادق عليها مصالح البلدية لتصدق أنها كذبت وأنك من الصادقين‮. ‬

ونحن نمر مرور الكرام على ذكرى الفاتح من نوفمبر‮ ‬54‮ ‬ويوم عاشوراء،‮ ‬نتساءل‮: ‬ماذا قدمنا حتى نقدم الزكاة عنده‮: ‬هل من نصاب مع كل هذا النصب؟ وماذا ضيعنا حتى نقدم تعويض ثمنه؟

وجدت نفسي‮ ‬إزاء هذا التساؤل أنام‮ ‬غير قرير العين على قرار إلغاء شبابيك المصادقة على النسخ طبق الأصل التي‮ ‬كثيرا ما أثقلت كاهل المواطن وملأت جيوب أصحاب الأكشاك المجاورة‮! ‬لأجد نفسي‮ “‬ميرا‮” ‬برتبة‮ “‬أمير‮” ‬على إحدى البلديات‮! ‬أسير بلديتي‮ ‬بما تهوى نفسي‮! ‬قلت لهم‮: ‬لا أقبل أن أوقع على ملف أو وثيقة من دون أن أتأكد من صحتها ولو كنت أنا من وقعها‮! ‬لهذا،‮ ‬ومع منع طلب نسخة طبق الأصل،‮ ‬سأعمل على إدخال‮ “‬القسم‮” ‬عند استخراج أي‮ ‬وثيقة‮: ‬قسم مثلث‮! ‬بالقرعان،‮ ‬بسيدي‮ ‬بن ضبيعة،‮ ‬وبراس بويا أو راس أما العزيزة أو راس ولدي‮ ‬أو بنتي‮ (‬فلانة‮). ‬هكذا،‮ ‬جعلت أمام كل شباك وموظف ثلاث حاجات‮: ‬مصحف ومجسم صغير لضريح سيدي‮ ‬بن ضبيعة،‮ ‬ووثن لرأس امرأة وآخر لرأس رجل‮ (‬هذه هي‮ ‬الروح‮ “‬الوثنية‮”!). ‬وعلى كل مستخرج لأي‮ ‬وثيقة،‮ ‬أن‮ ‬يقسم ثلاثا‮: ‬بالقرآن قائلا بهذه الصيغة‮: ‬حق هذا‮ “‬القرعان العظيم ما راني‮ ‬نكذب ولا نزور ولا نخدع باش نسرق وإلا باش نطرافيكي‮”. ‬نفس الشيء في‮ ‬القسم الثاني‮: “‬حق سيدي‮ ‬بن ضبيعة ماراني‮ ‬نكذب‮… ‬إلخ‮”. ‬ثم‮ ‬يستخرج دفتره العائلي‮ ‬ويقسم‮ “‬برأس‮” ‬أحد أفراد عائلته الأحياء،‮ ‬وعليه أن‮ ‬يقدم الدليل والإثبات على أن المقسوم به حي‮ ‬يرزق‮ (‬حتى ولو كان لا‮ ‬يرزق‮!). ‬عندها‮ ‬يقول له الموظف‮: ‬وكلت عليك ربي‮. ‬الله لا‮ ‬يربحك إذا كنت تكذب‮! ‬ثم‮ ‬يعطيه الوثيقة المطلوبة‮.‬

هكذا،‮ ‬حاولت أن أعمم هذه الطريقة في‮ ‬محاربة الغش والتدليس بعد أن طلبت من الإدارة العليا التخفيف من الإجراءات البيروقراطية والتوقف عن طلب نسخة طبق الأصل لكل وثيقة‮ ‬غير صادرة عن البلدية‮. ‬قمت بنشر هذا الإجراء،‮ ‬بالتفاهم مع الأميار المجاورين،‮ ‬ثم بعدها بأشهر عمم على مستوى الدائرة،‮ ‬وبعد سنة شمل هذا‮ “‬الإصلاح‮” ‬كامل التراب الولائي،‮ ‬والآن نأمل أن‮ ‬يعمم على المستوى الوطني‮.‬

وأفيق من نومي‮ ‬وأنا أقول واليوم عاشوراء‮: ‬عليها بقات بلادنا عشور‮!‬

مقالات ذات صلة