”التوانسة” يعرضون على الجزائريين تخفيض الأسعار ومجانية الخدمات مقابل العودة إلى تونس
كشف مسؤولون بقطاع السياحة في تونس عن انخفاض عدد السياح الجزائريين في تونس بنسبة 90 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية، وأرجعوا ذلك إلى إشاعات راجت حول اعتداءات جسدية وعمليات اغتصاب تعرض لها جزائريون بالتراب التونسي، نافين “نفيا قاطعا” وقوع مثل هذه الجرائم، مطمئنين السياح الجزائريين بتحسن الأوضاع الأمنية.
-
ووصف وزير السياحة التونسي، مهدي حواص، موسم الاصطياف الجاري “بالأسوإ في تاريخ السياحة التونسية وأن بلوغ نصف نتائج الموسم الماضي فقط يعد نتيجة مرضية”، داعيا إلى “التفاعل بشكل ملائم” مع الإشكاليات المطروحة على القطاع السياحي بإبراز “الوجه الجديد لتونس ما بعد الثورة”، واعتماد ”التجديد ومواكبة تطلعات الزبائن وتوخي سياسات تتميز بالإبداع والابتكار والترويج لتونس كوجهة سياحية غير مكلفة ماديا”.
-
وأبرز عدد من مسؤولي المرافق السياحية بتونس في حديثهم لوكالة الأنباء الجزائرية، الانخفاض الكبير في عدد السياح الجزائريين، حيث قدر أحدهم بمدينة سوسة هذا الانخفاض بنسبة 90 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية، وأشار آخر إلى أن السياح الجزائريين كانوا يحجزون الغرف والمنازل قبل شهور من بدء موسم الاصطياف، لكنهم خلال الموسم الحالي ”لم يتصلوا إطلاقا” بإدارة المنتجع.
-
وفسّر مسؤولون عن جمعيات وهيئات تونسية مختصة في المجال السياحي ذلك التراجع بالاضطرابات الأمنية التي عرفتها تونس خلال الشهور الفارطة، علاوة على تطور الأحداث في ليبيا، محذرين من تداعيات هذه الأزمة التي وصفوها بـ”الكساد السياحي”، مشيرين إلى الأوضاع “الكارثية” التي تمرّ بها بعض المرافق السياحية، حيث أكدوا غلق العديد من الفنادق خاصة بمدينة سوسة مع تسريح مئات العمال، وإيجاد صعوبات في تسديد مرتباتهم، مؤكدين أن الأمر يختلف حاليا حيث تسود البلاد أجواء من السكينة والطمأنينة والاستقرار”، مشيرين إلى اعتماد ثلاثة محاور أساسية ترمي إلى الخروج من هذه الأزمة الخانقة التي تعيشها السياحة التونسية، تتمثل في الترويج والدعاية، وتخفيض الأسعار ومجانية بعض الخدمات، وخلق الرغبة من خلال توفير ما يميل إليه الزبون.
-
ويرى مدير فندق، أن السائح الجزائري يختلف عن السياح الآخرين فهو يتميز بـ “خفة الدم” كما يتميز “بالجود والكرم”، ملاحظا أن فندقه بات يحن إلى “أجواء المتعة والمرح” التي مافتئ يخلقها الجزائريون ناهيك عن تمدنهم وتحضرهم، وأضاف أن أهل وسكان مدينة سوسة تعودوا عليهم وشعروا فعلا بغيابهم هذه السنة رغم حضور سياح من بلدان أخرى، وذلك ليس فقط من أجل ”نفقاتهم التي لا مثيل لها عند باقي الزوار بل بالنظر إلى الروابط الأسرية”.
-
وأكد مسؤول أمني تونسي أن الأوضاع الأمنية ببلاده على “أحسن ما يرام” وأن السياح على مختلف جنسياتهم يظلون محل ترحاب لاسيما السياح الجزائريين، فيما أكد عدد من السياح الجزائريين لوكالة الأنباء الجزائرية أن الأجواء الأمنية متوفرة بشكل ملموس داعيا السياح الجزائريين ”إلى العودة إلى تونس لأنهم في ديارهم وبين أهلهم”.