”تعهد خطي باحترام العلمانية.. شرط الحصول على الجنسية الفرنسية”
كشف وزير الهجرة والهوية الوطنية الفرنسي، اريك بيسون عن نيته في تقديم مشروع قانون جديد أواخر الشهر المقبل، يفرض على الأجانب “تعهدا خطيا باحترام العلمانية” كشرط للحصول على الجنسية الفرنسية. ويأتي هذا التصريح أياما بعد اقتراح الرئيس نيكولا ساركوزي بسحب الجنسية من ”أي فرنسي من أصول أجنبية يعرض حياة شرطي لخطر..”
- قال بيسون في حديث لصحيفة لوفيغارو صدر أمس السبت إن مشروع القانون الذي ينوي عرضه “يعزز هيبة الحصول على الجنسية الفرنسية”، بحيث يطلب من الأجنبي الذي يصبح فرنسياً “تعهداً خطياً باحترام قوانيننا وقيمنا ومنها العلمانية والمساواة بين الرجل والمرأة”.
- وأوضح الوزير الفرنسي أنه وقع مؤخرا مع رئيس الوزراء، ثلاثة مراسيم ترفض منح الجنسية الفرنسية لرجال صرحوا بأنهم ”لا يقرون بالعلمانية ويفرضون النقاب على زوجاتهم”.
- ومن جهة أخرى، أعرب اريك بيسون عن تأييده للاقتراح الذي أطلقه الرئيس نيكولا ساركوزي مؤخرا والخاص بسحب الجنسية ”من أي فرنسي من أصول أجنبية يعرض حياة شرطي للخطر..”
- وجاء مقترح ساركوزي الذي سيقدم للبرلمان ضمن خطة لمكافحة الإخلال بالأمن في فرنسا، على حد قوله.
- وقال بيسون: “أي شخص حصل على الجنسية الفرنسية عبر الزواج مثلاً ويرتكب جريمة خطيرة في السنوات اللاحقة ضد شرطي أو دركي أو قاض أو محافظ… يجب سحب الجنسية منه”، معتبرا أنه “لا يوجد ما يدعو للصدمة في هذا على صعيد المبادئ الجمهورية، وعلينا إيجاد صيغة تحترم الدستور”، وفق تعبيره.
- أما وزير الداخلية الفرنسي، بريس هورتفو، فقد دعا من جانبه إلى سحب الجنسية الفرنسية من متعددي الزوجات ومن الذين يمارسون الختان على بناتهم، وهو الأمر الذي يشاطره فيه وزير الهجرة الذي دعا إلى محاربة تعدد الزوجات والختان بحزم على المستوى السياسي، ولكنه اعتبر أنه على الصعيد القانوني فإن نزع الجنسية أمر معقد تصوره ولاسيما بالنسبة لمتعددي الزوجات”، وذكر أن هذا الأمر سيحسم بموجب عمل وزاري وخاصة مع وزارة العدل.
- يذكر أن تحركات الحكومة الفرنسية لتشديد إجراءات الحصول على الجنسية الفرنسية تدخل في إطار السياسة التي يطبقها الرئيس نيكولا ساركوزي بخصوص قضية الهجرة، ويرى مراقبون أنها تستهدف بالتحديد المهاجرين المسلمين. ولكن هذه السياسية “الساركوزية” تنتقدها المعارضة الفرنسية بشدة وتقول إنها تتعارض مع المبادئ الجمهورية للدولة الفرنسية.
- وتعهدت أحزاب من المعارضة وجمعيات حقوقية واتحادات عمال بالنزول للشوارع في مظاهرة الشهر القادم، تنديدا باقتراح ساركوزي بنزع الجنسية من فرنسيين ذوي أصول أجنبية.
- وتثير سياسة ساركوزي على وجه الخصوص الوجوه المحافظة في فرنسا والتي ما تزال تدعو وتؤمن بالمساواة بين جميع الفرنسيين بغض النظر عن ديانتهم وأصولهم..