-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد إشادة "أورو نيوز" و"واشنطن بوست" و"الأندبندنت"

10 آلاف سائح من 5 قارات زاروا قسنطينة سنة 2023

عبد العالي. ل
  • 858
  • 0
10 آلاف سائح من 5 قارات زاروا قسنطينة سنة 2023

من أستراليا والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وهولندا وليبيا، جمعت قسنطينة خلال سنة 2023 السياح، من قارات العالم الخمس، إضافة إلى وافدين آخرين من بلدان أخرى مثل بريطانيا وروسيا وسويسرا وبولونيا وجنوب إفريقيا، زاروا معالم قسنطينة، وقضى كل منهم ما لا يقل عن ثلاثة أيام بين مناطقها السياحية، بحسب إحصاءات اطلعت عليها “الشروق اليومي” من مديرية السياحة.

وفاق عدد السياح العشرة آلاف، بينما لم يزد في سنة 2022 عن 7200 سائح أجنبي، وقد قضى هؤلاء ما لا يقل عن ثلاث ليال في فنادق المدينة، مما يبشر بتحول المدينة إلى وجهة سياحية عالمية، موازاة مع الاسترجاع التدريجي للكثير من معالمها، ومنها حظيرة “باردو” التي استقطبت في الصائفة الماضية لبنانيين وأمريكيين ومتحف “سيرتا” الذي زاره سياح من أكثر من 15 جنسية، وتبقى جسور المدينة السبعة هي الوجهة المفتوحة للآلاف من السياح الأجانب، الذين صار وجودهم عادي جدا، في المدينة القديمة وبعض المناطق الأثرية مثل مدينة “تيديس” الرومانية وقصر “الحاج أحمد باي” و”نصب الأموات”، وخاصة جامع “الأمير عبد القادر”، الذي مازال يثير الاهتمام والفضول، ولم يخطف منه “جامع الجزائر” بالعاصمة مكانته، بسبب هندسته المعمارية الفريدة، وزخرفته التي تصنفه ضمن الروائع الزخرفية في العالم.

الدليل على أن مدينة قسنطينة صارت تثير الشغف في الخارج، وهو أن ربع الوافدين إليها، يأتون عبر رحلات سياحية منظمة، خاصة من ليبيا وفرنسا وبلجيكا وتونس، مما يعني أنها معنية بالزيارة، وليست معبرا نحو بلدان أخرى، وأفادت المعلومات المحصل عليها، بأن الكثير من السياح الذين يقصدون تونس ويحطون بمدينة طبرقة على وجه الخصوص، إضافة إلى سوسة ونابل والحمامات، من روس وإيطاليين يتواصلون مع وكالات سياحية تونسية، لنقلهم لمدة يومين أو ثلاثة إلى مدينة قسنطينة بعد أن يكونوا قد حصلوا على التأشيرة في بلدانهم أو من السفارة الجزائرية في تونس، كما تلعب قرابة الـ200 وكالة سياحية في المدينة، دورا في برمجة بعض الرحلات السياحية، وهذا بعد الشلل الذي ضربها خلال فترة جائحة “كورونا”.

صحف وقنوات عالمية روّجت للمدينة

إنضمت صحيفة “الأندبندت” البريطانية، إلى كبريات الصحف والقنوات التي شهّرت للوجهة القسنطينية، ففي آخر توصية لها لقراء موقعها الإلكتروني ونسختها الورقية، نصحت بزيارة مدينة وهران رفقة ثماني مدن عالمية كبيرة، ومع ذلك، ذكر محرّر المقال ويسماير، بأنه خلال زيارته للجزائر، وجد بها الكثير من الآثار الكلاسيكية التي لا يوجد بها سياح كُثر، ومنها مدينة قسنطينة، التي قال بأن “جمالها فريد ويعطيك متعة، تنسيك في مدن عالمية أخرى شهيرة”، للإشارة، فإن “الأندبندنت” ذكرت مع وهران، مدن باريس وبراغ وشلالات “نياغارا” ومدن في المكسيك والنرويج وبريطانيا وكندا.

وقال محرر المقال المدعو ويسماير، بأنه برفقة دليله السياحي السيد عمر زحافي، بمجرد حلوله بمدينة قسنطينة، وجد نفسه في محطة فريدة من نوعها، بقيت في ذاكرته، وكانت جولته في الجسور وإطلالته من شرفاتها أشبه بالسفرية التاريخية والجغرافية السريعة، في كل أنحاء العالم والتاريخ.

وجاء مقال “الأندبندنت” الترويجي إيجابيا لأجل زيارة وهران وقسنطينة، تكملة لمقالات سابقة في “واشنطن بوست”، التي أفردت لقسنطينة حيزا مهما، كما أن الروبورتاج المبهر الذي قدّمته “أورو نيوز” في صائفة 2022، كان له أثر في جذب السياح من القارتين الأمريكية والأوروبية، ناهيك عن قنوات عربية مثل “العربية” و”الجزيرة الثقافية”، إضافة إلى فيديوهات “يوتوبير” عالميين وثّقوا مغامراتهم في قسنطينة.

السلطات الولائية في عاصمة الشرق الجزائري، حاولت التحرك مؤخرا، حيث أعادت بعض المناطق للحياة، التي كانت في حالة متدهورة، مثل “نصب الأموات” وحديقة “سوسة” النائمة تحت جسري “باب القنطرة” و”سيدي مسيد”، ومصعد “جسر الملاح” وساحة “لابريش”، في انتظار إعادة الحياة لتليفيريك قسنطينة وحظيرة “جبل الوحش” قبل حلول الصيف، وفي المدى البعيد “درب السياح”.

الأطباق .. طبق طائر من ألمانيا إلى قسنطينة

قال الطاهي القسنطيني، الشاف حميد قرايري، المغترب في ألمانيا لـ”الشروق اليومي”، بأن الفيديوهات التي يقدّمها على صفحته حول الأطباق القسنطينية الأصيلة، لم تجلب الجزائريين والعرب فقط، وإنما الألمان أيضا، حيث يتصلون به من كل المدن الألمانية، ويتذوقون، بكثير من اللذة، هذه الأطباق الجامعة للحضارات والضاربة في أعماق التاريخ، وهناك مجموعة من الألمان سافرت في السنة الماضية 2023 عبر رحلة سياحية، مع وكالة سياحية فرنسية عبر باريس إلى مدينة الجسور المعلقة قسنطينة، من أجل زيارة المدينة وتذوق أطباقها، وعادت إلى ألمانيا وهي محمّلة بالإنبهار، ومحمّلة بكيلوغرامات من القطايف والرفيس والتريدة والبسيسة، كما توجه أفرادها المكونين من خمسة سياح، من نساء ورجال إلى رحبة الجمال وتذوقوا الحمص المتميز المطهو على الجمر، واستهوتهم كل أنواع الحلوى من جوزية وصامصة ومقرقشات، وحتى الرغيف، ووصفوا الأمر بالمثير الذي يبصم على أن القصة تتعلق بمدينة في منتهى العراقة والأصالة.

وتحتل الجزائر في السنوات الأخيرة مراتب متقدمة على المستوى العالمي، بأطباقها الدسمة والخفيفة والحلويات، ولمدينة قسنطينة يد في هذا التقدم، حيث احتل المطبخ الجزائري مؤخرا المركز الريادي على المستوى الإفريقي برتبة أولى من دون منازع، والثانية على المستوى العربي بعد لبنان، والأربعين في العالم، وهذا بحسب تصنيف قدّمه موقع “تاست أطلس”، المتخصص في الطبخ التقليدي العالمي، حيث كانت اللمسة القسنطينية ونكهتها واضحة، وهذا بقليل من الإشهار، وربما من دون أي إشهار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!