اقتصاد
جزائريون يلجؤون إلى "الكريدي" لدعم أجرتهم الشهرية

10 ملايين “حدّ أدنى” لمواجهة مصاريف رمضان!

زهيرة مجراب
  • 5776
  • 10
الشروق
من حوّل رمضان إلى شهر الجشع والطمع والهلع؟!

تشهد الأسواق خلال الأيام الأولى من رمضان زيادات محسوسة في أسعار الخضر والفواكه والمواد الغذائية يقابلها طلب كبير على مختلف المواد، فالجزائريون تعوّدوا على تنويع المأكولات خلال الشهر الفضيل، وهو ما يرفع إنفاق العائلات المتوسطة ليتراوح مابين 76 ألف و10 ملايين سنتيم لمدة 30 يوما.
أكد نائب رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين محمد عبيدي، بأن معدل إنفاق العائلات الجزائرية يرتفع بشكل كبير خلال شهر رمضان، ففي الشهر العادي تنفق عائلة متوسطة عدد أفرادها خمسة، ضعفا الحد الأدنى للأجر الوطني المضمون “السميغ” أي حوالي 36 ألف دينار، وإذا كان في العائلة أكثر من معيل واحد فالإنفاق سيرتفع.
أما بالنسبة للشهر الفضيل فهو شهر المصاريف بالنسبة للكثيرين، حيث ترتفع فيه الأسعار، فعائلة من 5 أفراد بحاجة إلى 76 ألف دينار جزائري لتغطية مصاريف الشهر، والتي يتجاوز عدد أفرادها الستة، تصل نفقتهم إلى 10 ملايين سنتيم. واستطرد المتحدث بأن في الجزائر يوجد 8 ملايين و200 ألف أسرة وحوالي 30 مليون جزائري يصومون شهر رمضان.
وأوضح الأستاذ عبيدي بأن الموظف العادي لا يكفيه أجره خلال رمضان فهو ينفق 4 مرات ونصف ضعف الحد الأدنى من الأجر المضمون، خصوصا وأن جل العائلات الجزائرية لا يفوق المرتب الشهري لمعيلها 50 ألف دينار جزائري، لتكون مصاريف شهر رمضان، إضافية، وبالتالي فهو يحتاج إلى أجرة شهر آخر حتى يغطي نفقاتها (أي الشهر 13) وهو ما يدفع بغالبية العائلات للاستدانة والعودة للقرض “الكريدي” عند المحلات التجارية، حيث سجلت هذه الدفاتر عودة قوية خلال الآونة الأخيرة، وأضاف المتحدث بأن الإنفاق يرتفع في العائلات التي تمتلك أطفالا مقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية كشهادة التعليم الأساسي، حيث يجد أولياءهم أنفسهم ملزمون بشراء ملابس جديدة لهم مما يشكل ضغطا إضافيا على الميزانية.
وأكد المتحدث في اتصال بـ “الشروق”، بأن هناك زيادات في أسعار المواد واسعة الاستهلاك، والتي يكثر عليها الطلب في رمضان، فمثلا بالنسبة للمواد الغذائية لم يرتفع سعرها ولم تتأثر بشهر رمضان كالزيت، الحليب، السكر، الفرينة، السميد. أما اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء عرفت زيادات تتراوح مابين 5 و10 بالمائة، في حين شهدت بعض المواد المتعلقة برمضان كالزبيب والعينة زيادات بـ 40 و50 بالمائة، واعترف المتحدث بغلاء بعض أنواع الخضر كالطماطم على مدار السنة والفواكه أيضا التي لم يعد المستهلك قادرا على شراءها، حيث اختفت من موائد الجزائريين منذ سنوات عديدة.
وكشف الأستاذ عبيدي عن أرقام تتعلق بنسبة الاستهلاك التي ارتفعت في رمضان، حيث زادت نسبة استهلاك المواد الغذائية بـ 170 بالمائة، نسبة استهلاك الخضر بـ 180 بالمائة، اللحوم بـ 370 بالمائة، وهذا مقارنة بالأيام العادية.

مقالات ذات صلة