20 سنة سجنا لقاتل فتاة في عرس بتيزي وزو

تحول حفل زفاف أقيم، بتاريخ 29 أكتوبر 2021، بآيت مصباح ببني دوالة في تيزي وزو ، إلى عزاء ومأتم بعدما فقدت الضحية “ب،أ،ك” حياتها وأصيب عدد آخر من المدعوين الذين كانوا حاضرين لمراسيم الحنة والحفل الموسيقي الذي أقيم ليلة العرس، والذي تحول في لحظات إلى صراخ ودموع.

حيثيات هذه القضية التي عالجت وقائعها محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو، نهار أمس، كانت في أحد الأعراس الذي نظم أصحابه حفلا موسيقيا ودعوا إليه عدة أشخاص من أهل القرية وخارجها، ومن بينهم الضحية التي تنحدر من عين الحمام والتي تلقت دعوة لحضور الفرح من طرف صديقتها ببني دوالة، وأثناء تواجدها في قاعة الموسيقى، قام المتهم الرئيسي في القضية “ق،ك” المتابع بجنايتي القتل العمدي ومحاولة القتل العمدي في قضية الحال بإطلاق عدة عيارات من بندقيته وهو وسط المدعوين، والتي أصيبت على إثرها الضحية بطلق على مستوى ظهرها أسقطها أرضا وأرداها قتيلة، فضلا عن إصابة عدة مدعوين آخرين بشظايا تلك الخراطيش التي أطلقها المتهم من بندقيته غير المرخصة، ليتدخل أفراد من عائلته ويأخذوا منه البندقية في حين غادر هو الحفل رفقة عائلته، وفور إبلاغ مصالح الدرك شكلوا دورية وألقوا القبض عليه بالقرب من منزله، في الوقت الذي قام فيه أصحاب العرس بتنظيف المكان من الدماء، أما سلاح الجريمة فقد أخذه خال المتهم “ح،ح” وخبأه داخل منزله، ليقوم ابنه “ح،م” بأخذه من منزل والده و إخفائه مجددا في منزله الشخصي ليقحما في القضية رفقة المتم الرابع “ح،س” بجنحة طمس آثار الجريمة بغرض عرقلة سير العدالة.

المتهم الرئيسي في القضية صرح بأنه يوم الوقائع كان في حالة سكر وأنه قد استعمل البندقية لأول مرة في حياته ولا يعرف كيفية استعمالها، مضيفا أنه لم يوجه السلاح في جهة المدعوين وأنه أصاب الضحية دون قصد منه أثناء قيامه بتعبئتها مجددا، حيث خرج العيار منها وأصاب الضحية رفقة مدعوين آخرين، مؤكدا أن البندقية التي يحوزها دون رخصة وأنه اشترى الخراطيش من أحد باعة الأسلحة دون رخصة، كما أنه لم يسبق له أن استعمل السلاح، وهي المسألة التي اعتبرها رئيس الجلسة خطيرة كونه استعمل سلاحا دون رخصة ولا يجيد استعمال كما أنه استخدم خراطيش قوية تصلح لقتل الخنازير وليس لاصطياد العصافير.

المتهمون الآخرون في القضية صرحوا أنهم أخذوا السلاح من المتهم بعدما تسبب في إصابة المدعوين وأنه قبل الحادثة قاموا بمطالبته بالتوقف عن هذا الفعل أو يغادر العرس ولكنه لم يستمع لكلامهم، وعاود فعلته التي نتج عنها وفاة الضحية، ليقوموا بعدها بأخذ السلاح منه وإخفائه على مرتين دون قصد منهم أن يطمسوا آثار الجريمة، ولكن خوفا أن يستعملها شقيق المتهم الثالث في القضية كونه يعاني من اضطرابات عقلية، هذا الأخير الذي أضاف أنه لم يسمع بالجريمة إلا بعد أن اتصلت به أخته، وأنه بعدها أخبر مصالح الأمن عن مكان إخفاء سلاح الجريمة، عكس ما صرح به سابقا في التحقيق الابتدائي.

النائب العام اعتبر الواقع خطيرة خاصة أن المتهم يحوز سلاحا دون رخصة من السلطات المؤهلة، وكان في حالة سكر ما تسبب في مقتل شابة في العقد الثالث من عمرها بعدما صوب السلاح إلى المدعوين لإطلاق عدة عيارات نارية، ليطالب بتسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حقه مع إضافة إحدى العقوبات التكميلية، في حين طالب بـ3 سنوات حبسا نافذا و10 آلاف دج غرامة نافذة مع إصدار المحجوزات في حق المتهمين الثلاثة المتابعين بجنحة طمس آثار الجريمة بغرض عرقلة سير العدالة.