-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحذيرات للحكومة من عواقب عدم ضبط السوق والتحكم في التضخم

20 بالمائة من الجزائريين يسيطرون على 60 بالمائة من الثروة

الشروق أونلاين
  • 8784
  • 9
20 بالمائة من الجزائريين يسيطرون على 60 بالمائة من الثروة

قال خبراء اقتصاديون إن أرقام التضخم الحقيقية تفوق بأزيد من ثلاث مرات الرقم الرسمي الذي أعلنته الحكومة والبالغ 5.7 بالمائة خلال الأشهر الـ11 الأولى من السنة الجارية، مؤكدين على أن الأرقام الحكومية تهدف إلى التهدئة وتغطية بعض الجوانب السلبية في الأداء الحكومي .

  • وكشف الخبير الاقتصادي عبد المجيد بوزيدي، في تصريحات لـ”الشروق” أن النموذج المطبق من طرف الديوان الوطني للإحصاء في حساب معدل التضخم العام في الجزائر، غير سليم 100 بالمائة، لأنه يعطي نسبة عامة لا تعكس الوضعية الحقيقة للقدرة الشرائية للأسر المحدودة الدخل التي تستعمل أزيد من 80 بالمائة من مداخيلها للغذاء فقط، وفي هذه الحالة تكون نسبة التضخم التي تمس هذه الشريحة من الفئات الهشة والمحرومة قرب 20 بالمائة وليس كما تعلنه الحكومة عند 5.7 بالمائة، لأن هذه النسبة تعني التضخم العام الذي يدخل في حسابه مؤشر الذهاب إلى السينما وزيارة طبيب الأسنان وركوب سيارة الأجرة وشراء الفاكهة واللحم والبيض ومختلف السلع حتى تلك التي يراها الفقير من باب الكماليات، وعند هذه الحالة لا يمكن الحديث عن تضخم في حدود 5.7 بالمائة إلا عند الفئات الميسورة من المجتمع، والفئات التي لا تذهب إلى الأسواق  الشعبية . 
  • وقال بوزيدي، إنه كلما كانت مداخيل الأسر ضعيفة، فإنها توجه لسد الحاجات الغذائية الأساسية، وفي هذه الحالة يرتفع التضخم آليا كلما ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية من خضر وفواكه وبقوليات ولحوم بأنواعها وحليب ومشتقاته وقمح ومشتقاته. وتابع بوزيدي، قائلا إن مكافحة  التضخم  تعني  في  الاقتصاد  المزيد  من  العدالة  الاجتماعية .
  • وحذر بوزيدي من زيادة مرتقبة في نسب التضخم المستورد في الجزائر سنة 2010 نتيجة ارتفاع أسعار المواد الفلاحية والمواد الغذائية في السوق العالمية بسبب مشاكل الجفاف والفيضانات التي ضربت الكثير من مواطن الإنتاج في العالم.
  • ومن جهته وجه الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، أصابع الاتهام في ارتفاع نسب التضخم إلى حجم الإنفاق العمومي خلال العشرية الفارطة، مشيرا إلى أن الحكومة وجهت أزيد 180 مليار دولار أمريكي إلى قطاع البنية التحتية بدون تحسين القدرات الإنتاجية للشركات التي استفادت من عمليات إعادة هيكلة وتطهير مالي بقيمة 35 مليار دولار، مما تسبب في هدر مبالغ كبيرة كان يمكن استعمالها في رفع القدرات الإنتاجية للجزائر وتحسين أجهزة الرقابة وضبط الاقتصاد الوطني، وبالتالي التحكم في حلقات المضاربة التي تساهم بشكل أساسي في ارتفاع الأسعار والتضخم في الجزائر التي تعرف تمركزا خطيرا للثروة، حيث يسيطر حوالي 20 بالمائة من الأغنياء على أزيد من 60 بالمائة من الثروة حسب البنك العالمي، في حين تذهب مداخيل 80 بالمائة من الجزائريين الذين لا تتعدى مداخيلهم 30 ألف دج شهريا إلى شراء المواد الغذائية الأساسية. وتمثل نسبة الأسر التي لا يتعدى دخلها 30 ألف دج 80 بالمائة من مجموع القوة العاملة في الجزائر، وفي هذه الحالة لا يمكن الحديث عن نسبة تضخم أقل من 20 بالمائة في الجزائر وليس 5.7 بالمائة كما تحاول الحكومة الإشارة إليه، وإلا توجب على الحكومة القيام بدراسة ميدانية  لتبيان  عدد  الجزائريين  الذين  لا تكفيهم  أجورهم  سوى  لشراء  المواد  الغذائية  الأساسية .
  • وكشف الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي في تصريحات لـ”الشروق”، إن الحكومة ساهمت في تغذية الارتفاع غير العقلاني لأسعار المواد الأساسية بلجوئها إلى رفع الأجر الوطني الأدنى بقيمة 3000 دج مرة واحدة غير آبهة بالركود الخطير الذي تعانيه المؤسسة الجزائرية من الجوانب  المتعلقة  بالإنتاجية  والمردودية،  وهو  ما  يحول  هذه  الزيادة  إلى  مشكلة  عندما  تكون  الدولة  عاجزة  عن تحسين  الإنتاج  الصناعي .   
  • وتابع سراي أن السبب الثاني لزيادة معدلات التضخم إلى مستويات تفوق 12 بالمائة في الواقع يعود في الأساس إلى عدم تحكم الحكومة في القطاعات الخدمية الأساسية وخاصة الماد الغذائية والمنتجات الفلاحية وأسعار الأدوية والخدمات الصحية الملحقة وأسعار المواد المستوردة وأسعار بعض السلع المعمرة المنتجة محليا أو المستوردة، مشددا على أن التضخم في الجزائر أصبح ناتجا أيضا عن ضعف الدولة في مراقبة وضبط السوق، موضحا أن استمرار التضخم في الارتفاع ستنجر عنه مشاكل اجتماعية في القريب العاجل في حال عدم اتخاذ الحكومة لإجراءات تصحيحية سليمة وعلى رأسها تعزيز أجهزة الضبط والتحكم في الخدمات الأساسية بطريقة فعالة وعدم تهديد المجتمع في كل مناسبة بإعلان زيادات في أسعار المواد والخدمات الأساسية مثل الوقود والكهرباء لأن لذاك انعكاسات خطيرة على أسعار جميع المنتجات والسلع، فضلا عن ضرورة تعامل الحكومة  مع  ملف  الاستيراد  بطريقة  مشددة  والإبقاء على  الاستيراد  المفيد  فقط . 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • amine

    123 viva algerie

  • mohamed.dido

    vive el khadra

  • frid

    حسبنا الله ونعمة الوكيل فيما يفعلون بالشعب الجزائري هذا لي قالو ناس عايشة وناس مطايشة. بصراحة الدولة تريد تفقير شعبها....وكفى

  • frid

    حسبنا الله ونعمة الوكيل فيما يفعلون بالشعب الجزائري هذا لي قالو ناس عايشة وناس مطايشة. بصراحة الدولة تريد تفقير شعبها....وكفى

  • محمد -الجزائر

    بصراحة الدولة تريد تفقير شعبها....وكفى.
    فمن غير المعقول ان يكون الاجر الادنى المضمون 15000 دج ؟؟؟؟ فيما الوزير يتلقى 50 مليون سنتيم.

  • عبد الله بوحفصي

    ...ومن جهته وجه الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، أصابع الاتهام في ارتفاع نسب التضخم إلى حجم الإنفاق العمومي خلال العشرية الفارطة ، مشيرا إلى أن الحكومة وجهت أزيد من 180 مليار دولار أمريكي إلى قطاع البنية التحتية بدون تحسين القدرات الإنتاجية... مما تسبب في هدر مبالغ كبيرة كان يمكن استعمالها في رفع القدرات الإنتاجية للجزائر وتحسين أجهزة الرقابة وضبط الاقتصاد الوطني،
    السؤال الذي يطرح نفسه هو هل توجد إرادة حقيقية لرفع القدرات الإنتاجية للجزائر وتحسين أجهزة الرقابة وضبط الاقتصاد الوطني؟ لا أظن ذلك ببساطة لأن فئة ال20%التي تحكم البلاد بشكل أو بآخر لا يفيدها ذلك, الله المستعان.

  • toufik

    je suis vraiment impressionné de votre journal modèle

  • مواطن جزائري

    كلام صحيح 100/100 ارجو منك يا شروق ان تفيدينا اكثر فاكثر عن اقتصاد الجزائر فنحن طلبة نحتاج مثل هذه المعلومات
    شكرا

  • abderrahmane

    80 في المئة من العمال لا يتجاوز راتبهم 3000 دج في حين أن كيلو بطاطا وصل ثمنه 70 دينار، كيلو فلفل 120 كيلو لحم 900
    و الله إن هذا منكر. يا لطيف الطف بالشعب الجزائري. الجنيرالات فالحين غير في تشتيت الدراهم على السلاح و البوليزاريو. و الله يلا مليحة هذي.