-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

21 أفريل قنبلة موقوتة

ياسين معلومي
  • 3465
  • 0
21 أفريل قنبلة موقوتة

لا تزال قضية لقاء المنتخبين الجزائري والكاميروني التي لُعبت يوم 29 مارس المنصرم تسيل الكثير من الحبر، خاصة وأن الأخطاء المتتالية للحكم الغامبي غاساما أثّرت على نتيجة المباراة، وحرمت “الخضر” من المشاركة في نهائيات كأس العالم بقطر. ويعتبر كل المحللين والنقاد أن إقصاء “الخضر” يدخل في إطار مؤامرة حيكت من طرف أعداء الجزائر الذين عملوا كل ما في وسعهم من أجل إزاحة المحاربين من كل الاستحقاقات القادمة.. يحدث كل هذا والكرة الجزائرية تعيش أزمة كبيرة، خاصة بعد استقالة رئيس “الفاف”، وعقوبة عضوين من مكتبه، ولامبالاة الأعضاء الآخرين، وصمت وزارة الشباب والرياضة، وأمور أخرى لا تبشّر بالخير ولا تخدم الكرة الجزائرية.

الجزائريون ينتظرون بفارغ الصبر يوم 21 أفريل، التاريخ الذي حددته الفيفا لدراسة ملف لقاء الجزائر والكاميرون، والدلائل التي قدّمتها اتحاديتنا لإقناع مشرّعي الهيئة الدولية بأن الإقصاء لم يكن فوق الميدان، بل تسببت فيه قوى خارجية، وفي مقدّمة ذلك الأخطاء المتعمَّدة للحكم الغامبي غاساما الذي عمل كل ما بوسعه لتغيير نتيجة المباراة، وبطريقته الخاصة، من دون مراعاة أدنى أخلاقيات الكرة.. وداس على كل القوانين، والجميع في إفريقيا يعرف الماضي الأسود لهذا الحكم، ورغم ذلك فقد بقي في الميدان طيلة هذه السنوات، إذ يملك مدافعين عنه في الهيئة الإفريقية، وغالبا ما يشارك في مخططاتٍ جهنمية لخدمة مصالح أندية ومنتخبات على حساب أخرى.

يعدّ لقاء الجزائر – الكاميرون قنبلة موقوتة، سيتم دراستها الأسبوع القادم، غير أن نتيجتها تبدو محسومة، خاصة وأن لجنة الانضباط التي ستدرس الملف لا يحق لها قانونا النظر في نتيجة اللقاء، بل مهمتها تسليط عقوبات على من دوَّنهم الحكم في ورقة اللقاء، من لاعبين ومسيِّرين وحتى جموع الأنصار، وهناك لجنة أخرى قد يحال إليها الملف وهي لجنة الأخلاقيات، غير أنه حسب العارفين بهذه القضايا، فإن قضية المنتخب الجزائري سيتم البتّ فيها في المحكمة الرياضية (التاس)، التي تملك كل الصلاحيات وبعيدة عن كل الضغوط باعتبارها مستقلة عن “الفيفا” ودواليبها.

المتصفح لمواقع التواصل الاجتماعي يكون قد لاحظ أن كل رواده يطالبون بإعادة مباراة الجزائر – الكاميرون، خاصة وأنهم أحسوا بظلم تحكيميّ كبير، غير أنهم نسوا أن منتخبنا ارتكب أخطاء بدائية خاصة في الثواني الأخيرة من اللقاء التي غاب فيها التركيزُ تماما لدى اللاعبين والطاقم الفني معا، إضافة إلى أن مردود اللاعبين تراجع بشكل كبير، وحتى المدرِّب الوطني يتحمل جزءا من المسؤولية، لاسيما في اختيار اللاعبين، وحتى الخطة المعتمَدة في عديد اللقاءات التي لعبها “الخضر”، سواء في كأس إفريقيا الأخيرة أو في المباراة الفاصلة التي لعبت في البليدة، وهو مطالَبٌ بالتدارك إذا جدّد عقده.

لا نريد البكاء على الأطلال على عدم التأهل إلى مونديال قطر، ولا التفكير في النتائج السلبية التي سُجّلت بعد الكأس العربية، علينا اليوم أن نلتفت إلى المستقبل تحسُّبا للاستحقاقات القادمة، والتحدث مع كل اللاعبين لمعرفة من يريدون إكمال المشوار، وإقناع بعض مزدوجي الجنسية باللعب لـ”الخضر”، وتغيير السياسة المنتهَجة في السنوات الأخيرة تجاههم، والتي أبعدت العديد منهم لأسباب ضيِّقة، وراءها من يريدون مصلحتهم الخاصة على حساب المنتخب.

ومهما يكن من أمر، فإن منتخب جبهة التحرير الوطني الذي احتفل في 13 أفريل الجاري بالذكرى الـ64 لتأسيسه قد رسم للجميع المخطط الذي يسير عليه المنتخبُ الجزائري، فلا نريد من الدخلاء على كرتنا تغيير المسار، لأن “الخضر” سيعودون بقوة مستقبلا، لكن بشرط تصحيح الأخطاء وتغيير الذهنيات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!