-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحذيرات من استمرار زحف الإسمنت

280 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية في “قبضة” رجال الأعمال

إيمان عويمر
  • 2107
  • 5
280 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية في “قبضة” رجال الأعمال
أرشيف

تكشف الإحصائيات الأخيرة، عن استحواذ رجال أعمال على أزيد من 280 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية منذ الاستقلال، رغم تجريم الدستور للانتهاكات الصناعية للمساحات الفلاحية الخصبة، وتلقت الحكومة في المدة الأخيرة شكاوى متكررة من الفلاحين الذين باتوا يتخوفون من محاولات “غير يائسة” من بعض المتعاملين الخواص، لتجريدهم من أرضيهم الفلاحية وتحويلها لصالح مشاريع استثمارية.
وتأسف الخبير والمستشار الفلاحي عيسى منصور في تصريحات لـ”الشروق”، من الانتهاكات المسجلة في نهب الأراضي الفلاحي، قائلا “كنا في السابق نهتم بحماية الأراضي الفلاحية من التصحر والانجراف وأصبحنا نخشى عليها الآن من غزو الإسمنت”. واعتبر أن “العقار الفلاحي هو الرأسمال الحقيقي للأمة والمحافظة عليه هو مسؤولية المجتمع ككل”.
وكرس قانون التوجيه الفلاحي الصادر سنة 2008 مبدأ حماية الأراضي الفلاحية ومنع تحويلها عن طابعها الأصلي، كما أن المادة 19 من دستور 2016 تقر بضمان الدولة للاستغلال الرشيد للموارد الطبيعية والحفاظ عليها للأجيال القادمة كما تحمي الدولة الأراضي الفلاحية. لكن كل هذه الأحكام القانونية لم تردع المتعاملين الخواص وتحثهم على وقف زحف الإسمنت الذي أكل الأخضر واليابس.
واتهم عيسى منصور، الخواص الذين استحوذوا على الأراضي الفلاحية وحولوها عن طابعها الأصلي بإقامة سكنات ومصانع، مشددا: “لكن الانتهاك يكون أيضا من طرف السلطات المحلية تحت ذريعة إقامة المشاريع التنموية والمشاريع ذات المنفعة العامة”.
وأعاب نفس المتحدث تقليص المساحة الفلاحية التي تمثل 8.5 ملايين هكتار فقط أي 3.5 بالمائة من المساحة الإجمالية، متسائلا، كيف لنا أن نقلص من هذه المساحة إذا أردنا أن تكون الفلاحة بديلا للمحروقات؟ كيف ننتهك الأراضي الفلاحية في الشمال ونقيم المشاريع الفلاحية في الجنوب؟ هذه مفارقة عجيبة وغير مفهومة، بحسب الخبير الفلاحي.
وبلغة الأرقام أحصى عيسى منصور، من 250 إلى 280 ألف هكتار تم تحويلها عن طابعها الأصلي منذ الاستقلال، مع مواصلة العملية من دون أن يكون القانون والدستور قادرا على إيقاف هذا النزيف ”العقاري” الذي ستكون له عواقب وخيمة على القطاع الفلاحي، والمساس بالأمن الغذائي.
ويقترح أهل القطاع ومختلف الفاعلين على الحكومة، وضع مرسوم وزاري مشترك لاقتطاع الأراضي الفلاحية بغرض إقامة مشاريع عقارية أو صناعية، من دون الإفراط في استعمالها من قبل السلطات المحلية إلا للضرورة القصوى لأن الأراضي الفلاحية لا يمكن تعويضها، بالإضافة إلى الضرب بيد من حديد لأولئك الخواص الذين نهبوا أراضي فلاحية دون الخوف من سلطان القانون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • samir algerie

    un jours j'ai vu a beni aoued -a larabaa des villa construite par des émigrés au milieu des arbres fruitier et depuit ce jour j'ai compris que l'algérie est un pays de con

  • benchikh

    اتسال ا مازلنا نعيش سياسة الارض المحروقة من قبل مافياالعقار افتعلها الاستعمار الفرنسي لتتمم مالم تتمه فرنسا الاستعمارية اعطيت الاراضي الفلاحية منذ الاستقلال لغير الفلاحين وزارة الفلاحة لاصلاحية لها في المجال الفلاحي وزارة كرتونية لا احد يبالي لها المستثمرات الفلاحية لا تنتج وليس هناك متابعة المحاصيل الفلاحية المزروعة لاتغطي احتياجات السوق الوطنية المحاصيل الزراعية التي يجب زراعتها (شمندر للسكر الشوفان الذرة colza فول الصويا الاعلاف الخرطال )منعدمة ربما لاناكلها فالسنا بحاجة لها او نعطي الاولوية للدولة الاستعمارية واصحابها المستورديين وعند القاضي عندما يعلم انك فلاح لايعطيك الاهمية اللازمة

  • العري

    نريد منع الملابس الفاضحة والشفافة الخروج بها والنزول بها الشارع.
    هده بتلك

  • عبد السلام

    حسبنا الله ونعم الوكيل إن الله يمهل ولا يهمل / هل دامت الدنيا لقارون . كل من عليها فان ويبقى وجه ربكة ذو الجلال والإكرام /ص . ع / يا إبن أدم لو دامت الدنيا لغيرك ماوصلت إليك /فعليك الإنتظار يوم الوقوف في مكان الحق وتسأل ماذا تقول للخالق عندما يقول لك أنت أكلت أموال الضعفاء بالباطل وأفسد أرض يخرج منها خيري لكي تستفد منه أمتي الضعيفة كيف ترد عليه / يا إبن أدم الدنيا ساعة تجعلها صاعة والنفس طماعة عودها على القناعة /

  • جلول الجزائر

    الارقام الحقيقية صادمة . و المسؤولين الجزائريين من أبرز أعداء الاراضي الزراعية الخصبة . لا الدستور و لا المراسيم ولا تعليمات الرئيس تفيد مع اللوبي الخطير المتخصص في الاستيلاء علي الاراضي الخصبة .
    ان قلع الاشجار المثمرة من البساتين و النخيل بحجة انشاء مناطق صناعية و مناطق عمرانية يعتبر جرائم اقتصادية من الدرجة الاولي .
    لكن المتورطون في انتهاك الاراضي الزراعية وتحويليها عن طبيعتها الي الصناعة و بناء العمارات .
    في الحين أن الجزائر وفي الهضاب العليا من الجلفة لغاية الاغواط الي النعامة تحتوي علي أراضي شاسعة لا تصلح للزراعة يمكن ان تكون مناطق صناعية وعمرانية