-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

3 مُدرّبين سابقين لـ “الخضر” في تشريح للإخفاق الإفريقي

علي بهلولي
  • 8209
  • 4
3 مُدرّبين سابقين لـ “الخضر” في تشريح للإخفاق الإفريقي
ح.م

قدّم ثلاثة تقنيين سبق لهم تدريب المنتخب الوطني الجزائري لِكرة القدم تشريحًا، لِإخفاق “الخضر” في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2024 بِكوت ديفوار.

ويتعلّق الأمر بِكلّ من التقني المحلّي علي فرقاني، وزميلَيه الفرنسي كريستيان غوركوف، والبلجيكي جورج ليكنس. عِلما أن فرقاني درّب المنتخب الوطني في “كان” 1996 (كما شارك لاعبا في عدّة استحقاقات)، نظير نسخة 2015 لِغوركوف، وطبعة 2017 لِليكنس.

وجاءت التحليلات الفنّية فوق منبر “سو فوت” الفرنسي، الجمعة، وفقا لِما يلي:

1- علي فرقاني:

لاعبونا كانوا يخوضون المقابلات لِتفادي الخسارة وليس لِحصد الفوز، والمدرب لم يُزوّدهم بِالطاقة الإيجابية التي تُبدّد هذه الأفكار السلبية وتُحرّرهم.

عطال لم يلعب منذ شهرَين وأتساءل لِماذا مُنح المنصب الأساسي، كما أن المنتخب الوطني خاض كلّ مباراة بِخط وسط جديد وهي تغييرات كثيرة ومُحبطة، ناهيك عن غياب صانع ألعاب حقيقي، رغم وجود حسام عوّار وفارس شعيبي اللّذَين كان يُمكن تجريبهما في هذا المركز. نقطة أخرى مفادها أن الجهاز الفني خشي من المغامرة بِالعناصر جديدة في بطولة قارّية كبيرة، ولكن المخاطرة لا مفرّ منها عندما تكون في مُفترق الطرق.

في اعتقادي، كان من الأفضل لو ذهب بلماضي بعد الفشل في تأهّيل “الخضر” لِكأس العالم 2022. لكن ربّ ضارّة نافعة.

من القُبح الهرولة لِجلد بلماضي، فقد منحنا فرحة استثنائية عام 2019. هو تقني له أفكار جيّدة، لكن العيب في عدم وجود زملاء له في الجهاز الفني يُقدّمون الإضافة الفنية اللازمة (غرفة تسجيل)، لِأن المدرب المساعد مُسعف ومُفيد في اللّحظات الحرجة.

الإخفاق لن يُعيقنا لاحقا من النّهوض. الآن علينا بِفتح عدّة ورشات، على غرار التكوين، ومراكز التدريب، وتطوير اللاعب المحلّي، واحترافية الأندية. أمّا مسألة جلب العناصر المُغتربة فهي ليست مُشكل، لِأنها أمر قديم وليست وليدة اليوم (نور الدين قريشي، فوزي منصوري، عبد الله مجادي، شريف وجاني…).

2- كريستيان غوركوف:

ودّعت الجزائر البطولة الإفريقية مُبكّرا، ليس بِسبب ضعفها أو قوّة المنافسين، بل لِأن اللاعبين مازالوا لم يهضموا بعد إخفاقات الأمس (ورطة كان 2022 والإقصاء من المونديال). أعتقد أن حُسن إدارة الجانب النّفسي تكون أحيانا أهمّ من البراعة التكتيكية والفنية. ثم ما الفائدة من امتلاك منتخب مُدجّج بِاللاعبين المهرة والعالميين، وهم محبطون نفسيا.

اللاعبون راحوا ضحية برمجيات ضارّة، مثل الإصرار على الفوز، وعدم وجود حلول للنّهوض على أشلاء الخسارة. أمر آخر معاكس تماما ولا يُمكن القفز فوقه، وهو أن المدرب أجاد تمتين اللّحمة بين العناصر المُغتربة والمحلّية.

بلماضي نجح في “كان” 2019، لكنه أخفق بعدها في محطّات حاسمة كان يجب أن لا يسقط في فخّها. فضلا عن ذلك، ومع مرور السنوات، وجد صعوبة في بناء منتخب يعتمد على لاعبين قدماء وزملاء لهم جدد.

كان بلماضي يُؤمن بِاستطاعة تشكيل منتخب جديد بعد خيبة البطولة الإفريقية ومونديال 2022. وفعلا حقّق بعدها نتائج إيجابية، قبل السقوط مُجدّدا والعودة إلى نقطة الصفر. يبدو لي، كان على بلماضي الاستقالة في أفريل 2022.

الجزائر أمّة كروية كبيرة في إفريقيا، ويُمكنها النهوض مُجدّدا، ومن الخطوات التي أراها ضرورية، تشريح اتحاد الكرة للإخفاق وتقديم الحلول، والاستثمار في مراكز التكوين، والاعتناء بِاللاعبين الشباب. وألحّ هنا على أمر آخر وهو انتقاء الكفاءات بعيدا عن مقاييس أخرى سلبية وبالية، وأيضا التريّث وعدم استعجال الحصاد.

3- جورج ليكنس:

اللاعبون اقتحموا الغمار الإيفواري بِصدمة نفسية قديمة، لم تنفع معها موهبة البعض.

رأيت كثيرا من اللاعبين القدماء، وضرب مثلا بِمبولحي وسليماني ومحرز وماندي وبونجاح. في اعتقادي كان من الأجدر التقليل من جلب هذه العناصر، مُقابل ضخّ دماء جديدة. أمّا بلماضي فبدا لي أنه كان يُفكّر بِمنطق فلسفة اللّعب الجماعية وليس الاعتماد على النّزعة الفردية، وهو سبب تعويله على “أسلحة” التتويج القارّي لِعام 2019.

يجب أن لا نُحمّل المدرب وحده مسؤولية الإخفاق، بلماضي كان لاعبي، بل قائدي لمّا درّبت الجزائر (عام 2003). صدّقوني هو لا يُؤمن إلّا بِالخيارات الجيّدة. كان من الصعب عليه أن يُقدّم عملا آخر إيجابيا مع توالي السنوات وقدوم لاعبين جدد، بِذهنيات تختلف عن تلك التي يمتلكها زملاؤهم المخضرمون.

أنا أُفضّل أن يعمل المدرب لِفترة طويلة، على إقالته بعد فترة وجيزة، وعقب رضوخ اتحاد الكرة لِضغوط خارجية (الجمهور، الإعلام…). ليس عيبا أن يُدرب بلماضي الجزائر لِخمس سنوات ونصف السنة، لكن المكوث طوال هذه الفترة يُعدّ مغامرة كبيرة بِالنسبة لِسجّل وسيرة أي ناخب وطني. لِأن ترك الوظيفة بعد عمل طويل ومباشرة عقب إخفاق يُعتبر نهاية يمقتها أيّ مدرب.

كرة القدم الجزائرية لم تمت، صدّقوني تتأهّل الجزائر لِمونديال 2026 وسينسى الكلّ هذه الخيبة. المستقبل في اعتقادي هو هذه الكوكبة من المواهب الشابّة، وعدّد أسماء آدم الوناس وإسماعيل بن ناصر ويوسف عطال ومحمد الأمين عمورة وأحمد توبة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • كمال

    بوقرة هو الخيار الملائم و الافضل،كفانا اختبار اسماء معروفة فقط

  • حفيد بن باديس

    ارواح انت يا فرقاني زودهم بالطاقة، كيطح الشاة يكثروا خدامها. بلماضي تعرض لمؤامرة. هاو خلاكم اربحوا بيها.

  • محمد

    أظن أنه يجب وضع كل الأمور في مكانها و تعتبر كرة القدم مجرد لعبة فيها المتفوق و الخاسر مع تبديل الأدوار. كما أظن أنه لا يعقل سرف الملايين من العملة الصعبة لجلب مدربين دوليين بل الإكتفاء بالمدربين المحليين و منحهم أجر شهري لا يتجاوز أجر إطار سامي في الدولة شهريا. فالتجربة أثبتت أن ما يسرف على كرة القدم يساوي أضعاف ما تدخله من أرباح. هذا راي و الله أعلم.

  • abdelouahab

    belmadi reste meilleur que ces personnes