300 مسافر عاشوا ليلة رعب في عرض البحر بالباخرة الإسبانية “بلاريا”

تسبّبت الرياح القويّة التي شهدتها السواحل الغربية خلال اليومين الماضيين، في جنوح الباخرة الاسبانية لنقل المسافرين “بلاريا” إلى خليج أرزيو بوهران، بعد ما كان مقّررا دخولها إلى ميناء مستغانم، السبت على الساعة 11 نهارا، لتقضي ليلة كاملة في عرض البحر وعلى متنها حوالي 300 مسافر.
ليلة سوداء، عرفها المسافرون المتنقلون على متن الباخرة الاسبانية “بلاريا” القادمة من ميناء “فالنسيا” نحو مستغانم منذ يوم الجمعة، حيث تعذّر على طاقم الباخرة الدخول إلى الميناء بسبب الأمواج العاتية التي عرفتها السواحل الغربية والتي بلغت 80 كلم في الساعة منذ ليلة السبت إلى غاية صباح الأحد، واضطّرت الباخرة للجنوح إلى خليج أرزيو وقضاء أزيد من 24 ساعة في عرض البحر إلى غاية استقرار الأحوال الجوية، وسط اتصالات مكثّفة مع مختلف الجهات الأمنية على مستوى الواجهة الغربية واستنفار أمني، ولحسن الحظّ تمكن طاقم الباخرة الذي فضّل عدم المخاطرة، من قيادتها بسلام بسرعة بطيئة نحو ميناء مستغانم صباح أمس في حدود منتصف النهار، بعد ما انخفضت سرعة الرياح قليلا، أين كان في الانتظار بالميناء تشكيل أمني ومصالح الحماية المدنية بفرق طبية وسيارات الإسعاف لإسعاف مختلف الحالات، وحسب ما علمته “الشروق” فإنّ باخرة “بلاريا” العملاقة كان على متنها حوالي 300 مسافر أغلبهم مغتربون إضافة إلى 220 مركبة، وقد عانى هؤلاء من ظروف صعبة من بينهم حالة إصابة بجروح طفيفة تلقت الإسعافات الأوليّة على ظهر الباخرة، فضلا عن العشرات من حالات الإغماء والغثيان والتأزّم النفسي نتيجة الخوف من ارتطام الباخرة بأمواج البحر العالية وقوّة الرياح طيلة ليلة كاملة، ودوام الرحلة كاملة أكثر من يومين، خصوصا لدى الأطفال والمتقدّمين في السنّ والمصابين بأمراض مزمنة كمرض السكّري، وخلال وصولهم بسلام إلى ميناء مستغانم، صرّح الركّاب أنّهم عاشوا ليلة صعبة وسط البحر بسبب الخوف من الغرق، مؤكّدين أنّهم تلقّوا مختلف المساعدات والعناية من طاقم الباخرة بتوزيع الماء والوجبات الغذائية إضافة إلى استغلال الغرف الشاغرة، وتطمينات متواصلة بخصوص ظروف السلامة بناء على اتصالات مع الجهات المكلّفة بالمراقبة.