36 حالة تسمم منذ بداية الصيف في وهران

استقبلت مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب بوهران 36 شخصا كانوا يعانون من أعراض التسمم قصد التكفل بهم، منهم حالات إصابة كان سببها استهلاك مواد غذائية فاسدة وملوثة على مدار الصيف الجاري، حسب مسؤول خلية الإعلام والاتصال لدى ذات المؤسسة الاستشفائية الجامعية.

ويفيد المصدر نفسه، بأن عدد حالات التسمم الغذائي المسجل تحديدا من بداية شهر جوان 2022 إلى غاية تاريخ 26 جويلية الأخير كان الغالب، وبنسبة فاقت ال 58 بالمائة من مجموع الإصابات التي تعود أسبابها أيضا إلى فرط في تناول الجرعة الدوائية أو التحسس منها، أو أيضا عدم توافقها مع مواد دوائية أخرى استهلكت مع بعض وفي نفس الوقت أو خلال فترات متقاربة جدا من طرف الحالة المرضية، وفي عينة أخرى قد يكون ذلك ناتجا كذلك عن تعاطي أدوية عقلية أو منشطات ومواد مخدرة بنسبة تفوق عن قصد أو عن غير قصد طاقة الجسم على المقاومة والتحمل، لكنه يشير إلى أن جل هذه الحالات عادة ما يتم توجيهها إلى مصلحة الطوارئ بمستشفى الأمراض العقلية لتلقي العلاج.

وبخصوص الأرقام التي تحصيها مصلحة الاستعجالات بمستشفى بلاطو في هذا السياق، وفي ظرف الشهرين الأخيرين، فإن هذه الأخيرة كانت قد تكفلت بعلاج 21 حالة تسمم غذائي و15 حالة أخرى كانت تعاني من تسممات دوائية مختلفة، ويتعلق الأمر بضحايا تتراوح أعمارهم ما بين 16 سنة و63 سنة، فيما يشير محدثنا إلى أن معدل الإصابات الأخيرة يبقى في عمومه مستقرا وفي حدود المعتاد، مقارنة بحجم الوافدين إلى ذات المصلحة خلال السنوات الماضية وفي نفس هذه الفترة التي تشتد فيها الحرارة، وتكثر معها التسممات الغذائية بسبب سرعة تلف المواد الحساسة لأدنى اختلالات في حلقات النقل والحفظ ونظام التبريد على وجه الخصوص.

كما سبق للمصالح البيطرية، الأمنية والتجارية، أن سجلت في المقابل وعلى مدار العام الجاري، تناميا واضحا في أعداد الفضائح الاستهلاكية والمخالفات، سواء في مجال النوعية وأحجام الحجوزات المتعلقة بالمواد الغذائية منتهية الصلاحية، أو أيضا بسبب غياب النظافة وعدم المطابقة في معايير الإنتاج والغش في الوسم وغيرهما، حيث رصد ذلك خاصة خلال التدخلات المكثفة التي باشرتها مختلف المفتشيات والمكاتب المختصة بالنظافة والمراقبة والردع على مستوى عديد المطاعم والفنادق والمحلات التجارية في كبرى بلديات وهران قبل انطلاق ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ومن ذلك ضبط أطنان من المواد الغذائية تحمل تواريخ صلاحية منتهية، ولحوما ومشتقاتها في حالة تعفن، وأخرى معالجة بمحلول – لافال – لحفظ الجثث، والذي ثبت علميا وطبيا أن له تأثير مسرطن على مستهلكيه في المدى المتوسط والبعيد، إلى غير ذلك من الممارسات التدليسية وعمليات الغش والتمويه التي بات يلجأ إليها بقوة وبكل أريحية تجار السحت والجشع من أجل تحقيق ما أمكن لهم من الكسب السريع على أنقاض صحة وحياة آخرين.