4 إقالات تبعثر أوراق الآفلان في عز التشريعيات

أقال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي، أربعة محافظين ولائيين بالحزب كان آخرهم رئيس اللجنة الانتقالية لمحافظة بوسعادة محمد رابحي، بسبب رفضهم الخضوع لتوصيات وتعليمات الأمين العام خلال الحملة الانتخابية لتشريعيات 12 جوان المقبل، والتي استنفدت أسبوعها الأول.

وتعتبر الأزمة التي يمر بها الأفلان بسبب القبضة الحديدية بين الأمين العام وقيادات الحزب الأشد حدة في تاريخ العتيد منذ سنوات، حيث يشهد الآفلان ولأول مرة تبعثر أوراقه عشية موعد استحقاقي مهم جراء الإقالات والمقاطعة ورفض القوائم المختارة.

ألقت الأزمة الداخلية التي يعيشها الآفلان بظلالها على حملته الانتخابية التي يقودها عبر 53 قائمة انتخابية، بعد أن سجل الحزب “تمردا” لمحافظين ولائيين على قرارات الأمين العام على خلفية رفضهم تنشيط الحملة لصالح مرشحيهم احتجاجا على خيارات بعجي، هذا الأخير الذي لم يتوان في فك الارتباط مع معارضيه أين قرر، أمس، إقالة رئيس اللجنة الانتقالية لمحافظة بوسعادة محمد رابحي وتكليف عضو المكتب السياسي المكلف بالتنظيم والهياكل بتنفيذ القرار بصفة نهائية دون تقديم أسباب واضحة.

وربطت مصادر “الشروق” بين الحادثة التي عرفتها محافظة بوسعادة أثناء تنشيط بعجي لتجمع شعبي هناك على هامش الحملة الانتخابية ومقاطعته من طرف مناضلة في الحزب ناقمة على قرار إقصائها من التشريعيات، وبين إنهاء مهام رئيس اللجنة الانتقالية هناك، الأمر الذي أثار جدلا واسعا، لاسيما وأن هذه الإقالات تأتي في عز الحملة الانتخابية، كما لا تعد الأولى، فقد سبق للأمين العام للحزب وأن أنهى مهام ثلاثة محافظين رفضوا تنشيط الحملة الانتخابية، على غرار محافظ ولاية الطارف عمار طلال الذي أنهيت مهامه من على رأس المحافظة الأسبوع الماضي، الأمر الذي رفضه مناضلو الولاية الذين هددوا بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الحزب، كما تمت إقالة محافظ ولاية سيدي بلعباس محمد لبيد على خلفية رفضه تنشيط الحملة كذلك، ومحافظة الآفلان في ولاية تيزي وزو التي أصدرت هي الأخرى بيان تنديد تعلن فيه رفضها الانصياع لأوامر قيادة الحزب.

وحسب العارفين بشؤون الحزب، فإن التحركات التي يعيشها الحزب عشية التشريعيات، اشتدت حدتها بعد الإفراج عن قوائم مرشحي الآفلان للانتخابات المقبلة، والتي لم تلق قبولا لدى مناضلي الحزب الطامحين للترشح، خاصة القيادات منها، ما من شأنه أن يؤثر مباشرة على نتائج الآفلان في التشريعيات، وهو الذي يطمح لتحقيق نتائج مرضية لاسيما وأنه تربع على عرش الأغلبية البرلمانية طيلة العهدات التشريعية الماضية.