5 لاعبين جزائريين فقط احترفوا في دوري الفراعنة طيلة ربع قرن

بعث لاعب الوفاق والمنتخب الوطني للمحليين قندوسي صادرات البطولة الوطنية نحو الدوري المصري من جديد، وهذا بعد تعاقده مع نادي الأهلي الذي سيكون ثاني لاعب جزائري يحمل ألوانه بعد سعيود الذي مر على فئاته الشبانية وصولا إلى الأكابر..

فيما مر على البطولة الفرنسية عدة لاعبين جزائريين، والبداية مع الدولي السابق كمال قاسي السعيد، إضافة إلى بوفرمة وعودية، وهي أعداد قليلة قياسا بتنقلات اللاعبين الجزائريين نحو بطولات عربية بما في ذلك الدوري التونسي والمغربي.

تعرف التنقلات بين الدوري الجزائري والمصري حركية ضعيفة جدا قياسا بعلاقة البطولة الوطنية ببقية البطولات العربية، سواء المجاورة (تونس والمغرب) أو الخليجية (قطر والسعودية وغيرها)، وهذا بناء على الأعداد القليلة المسجلة على مر السنوات الماضية، بدليل أن اللاعب قندوسي سيكون اللاعب الجزائر رقم 5 الذي يخوض تجربة احترافية في البطولة المصرية، وذلك من بوابة فريق القرن نادي الأهلي، وفق صفقة وصفها الكثير بالمهمة، ما يجعل الكثير يعول عليه لخطف الأضواء ومنح الإضافة، بناء على الأداء المتميز الذي أبان عنه بألوان وفاق سطيف، وكذلك بروزه مع المنتخب الوطني للمحليين، ما جعله من بين الأوراق الهامة التي يعتمد عليها المدرب مجيد بوقرة، وهي العوامل التي تجعل الكثير من المتتبعين يعتبرون تنقل قندوسي إلى نادي الأهلي بمثابة محطة لمواصلة التألق أملا في خوض تجربة احترافية في بطولات أوروبية، خاصة وأن عمره 23 سنة، وينتظره مستقبل زاهر، بالنظر إلى التحديات والصعاب الكثيرة التي تجاوزها بسلام، وهو الذي تنقل من الغرب الجزائري، وحرم من خوض تجارب مع شباب بلوزداد، قبل أن يستغل فرصة الاحتفاظ به في مولودية العلمة، ما جعله يعمل في صمت، مبرهنا على صحة إمكاناته، ما جعل وفاق سطيف يظفر بخدماته ويتعلق به أنصار نسور الهضاب، ناهيك عن الثقة التي حظي بها من طرف مدرب المنتخب الوطني مجيد بوقرة، ليحقق في أقل من سنوات طموحات لم يكن يتوقعها قياسا بالمتاعب والصعوبات التي واجهها في مسيرته مع كرة القدم.

وإذا كان الكثير يعول على قدرة قندوسي في صنع الحدث في الدوري المصري، بألوان فريق القرن نادي الأهلي المعروف بثراء ألقابه وتنوعها، وكذلك حضوره المتميز في مختلف المنافسات، ناهيك عن الأسماء التي حملا ألوانه، وفي مقدمة ذلك أبو تريكة، إلا أن الكثير يتساءل عن أسباب تواضع بورصة التنقلات بين الدوري الجزائري والمصري، بحكم أن أول صفقة تمت منتصف التسعينيات، حين التحق الدولي السابق كمال قاسي السعيد بنادي الزمالك وذلك تزامنا مع تألقه بألوان المنتخب الوطني ضد منتخب الفراعنة، حيث ترك انطباعا طيبا وساهم في بعض التتويجات، من ذلك لقب رابطة أبطال إفريقيا، ليتنقل فيما بعد إلى نادي “كان” الفرنسي.

كما خاض المهاجم محمد أمين عودية تجربة احترافية مع ذات النادي، في الوقت الذي حمل اللاعب بوفرمة ألوان نادي الترسانة مع جيل حسام حسن، ولعب حينها مع النجم الكروي أبو تريكة قبل أن ينتقل هذا الأخير إلى نادي الأهلي، وهو النادي الذي حمل ألوانه اللاعب الجزائري أمير سعيود منذ صنف الأواسط، ليلعب معه بداية النصف الثاني من هذا الموسم اللاعب قندوسي.

وفي الوقت الذي لم يفهم الكثير غياب ديناميكية واضحة في بورصة التنقلات بين الدوري الجزائري والمصري (حوالي 5 لاعبين خلال ربع قرن)، مقارنة بتنقل أعداد كبيرة من اللاعبين الجزائرين نحو دوريات عربية أخرى مثل تونس والمغرب وبطولات الخليج على غرار قطر والسعودية، فإننا نسجل تنقل لاعب مصري وحيد إلى الدوري المصري نحو الجزائر، ويتعلق الأمر باللاعب أحمد فتحي المدعو بوغي الذي حمل ألوان شباب بلوزداد في النصف الثاني من موسم 2013-2014.

ويتوقع أن تساهم صفقة قندوسي في إحياء التبادلات الكروية بين الجزائر ومصر، خاصة إذا عرف كيف يخطف الأضواء، وتفادي سيناريو المرور جانبا، مثلما حدث على صعيد المدربين، آخرهم حسام البدري الذي لم يصمد طويلا مع وفاق سطيف، شأنه في ذلك شان تجربة خير الدين ماضوي الذي درب نادي الإسماعيلي لوقت قصير جدا، في حين صنع المدرب المصري سعد البقري الاستثناء بإشرافه على عدة أندية الجزائرية مطلع الألفية الحالية، على غرار شباب بني ثور وشبيبة سكيكدة واتحاد الشاوية واتحاد تبسة ومولودية بجاية ونادي تقرت ووداد مستغانم وغيرها من الأندية الجزائرية التي كانت تنشط في الدرجة الثانية على الخصوص. وقد عاد مؤخرا من بوابة اتحاد الشاوية لكن الظروف أرغمته على المغادرة بعد أشهر قليلة من مباشرة مهامه.