-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منسوب ثاني أكبر سد بالجزائر تهاوى إلى 9 % من طاقته

6 ولايات مهددة بأزمة عطش في رمضان والصيف

أحسن حراش
  • 33059
  • 3
6 ولايات مهددة بأزمة عطش في رمضان والصيف
أرشيف

عرف منسوب مياه سد كدية أسردون، الواقع بدائرة الأخضرية بالبويرة، الذي يعتبر ثاني أكبر سد بالجزائر، المزود لست ولايات مجاورة بمياه الشرب، انخفاضا كبيرا يعتبر الأول من نوعه منذ سنوات، حيث وصل إلى حدود 9% فقط، وهو ما بات يهدد ساكنة تلك الولايات بصيف صعب وأزمة عطش لاسيما في حال استمرار شح الأمطار وغياب استراتيجية تسيير حقيقية وناجعة.

ورغم تساقط كميات هامة من الأمطار، طيلة شهري نوفمبر وديسمبر، خاصة بولايتي المدية والبويرة، باعتبار أن سد كدية أسردون تمتد مساحته عبر إقليم بلديات معالة والزبربر وقرومة بالبويرة، إضافة إلى أنه يتغذى بالخصوص من وادي يسر، القادم من الأعالي الجنوبية لولاية المدية، إلا أن ذلك لم يسمح بالاحتفاظ بنسبة امتلاء مريحة خاصة هذه الأيام، أين هوت تلك النسبة كأول مرة منذ مدة إلى 9% فقط، بكمية تعادل 58 مليون م3 من أصل 640 مليون م3 تمثل قدرة استيعاب السد حسب الإحصائيات الرسمية للمصالح الوصية.

وأرجع مراقبون هذا الانخفاض الكبير الذي لم يعهده السد إلى عدة أسباب على غرار شح الأمطار في هذه الفترة الأخيرة عكس سد تالزديت شرق البويرة الذي يتغذى بالأساس من ذوبان الثلوج المتساقطة من أعالي جبال تيكجدة وجرجرة، حيث وصلت نسبة امتلائه 74%، فيما أشار آخرون إلى الضغط الحاصل على السد باعتباره يزود 6 ولايات مجاورة بمياه الشرب وهي البويرة، تيزي وزو، المدية، المسيلة، بومرداس والجزائر العاصمة، ولعل أهم ما يعيبه هؤلاء هو تسريح كميات هامة من مياه السد باستمرار عبر وادي يسر إلى غاية محطة عمال ثم ضخها إلى سد قدارة ببومرداس قصد تغذية هذا الأخير الذي يكاد يعرف جفافا تاما لولا هذه العملية التي تتسبب حسب نفس المراقبين في ضياع كميات هامة من المياه عبر الوادي وقبل وصولها إلى محطة الضخ.

بالرغم من عدم تأثر عملية تزويد ساكنة الولايات الست بمياه الشرب بشكل كبير ومحسوس في هذه الفترة، ماعدا التذبذبات المعهودة باستمرار والتي ترجعها مصالح الجزائرية للمياه إلى مشاكل وأعطاب تقنية، إلا أن نسبة الاحتفاظ الحالية للسد من المياه واستمرار الظروف المناخية الشحيحة على المنطقة في الآونة الأخيرة، بدأت تثير المخاوف من أزمة عطش مقبلة ونحن على أبواب شهر رمضان وصيف 2021 بدرجة أكبر، خاصة في حالة استمرار شح الأمطار شهري مارس وأفريل المقبلين، وكذا التأخر في وضع إستراتيجية تسيير استشرافية قصد تجاوز الأزمة حال حدوثها بأقل الأضرار وبصورة عادلة على الجميع.

كما تمكن هذه الإستراتيجية إضافة إلى توزيع عادل للمياه، إلى تجنب مشاكل واحتجاجات مثلما حصل صائفة 2019 بالأخضرية بالبويرة، أين أقدم العشرات على غلق الطريق السيار بسبب تذبذب التزود بالمياه لأسابيع وغياب عن حنفيات المدينة طيلة أيام عيد الأضحى المبارك، الأمر الذي عصف بمسؤولين محليين آنذاك على غرار رئيس الدائرة ومسؤول الجزائرية للمياه، خاصة وأن الأخضرية التي يقع سد كدية أسردون بإقليم ترابها، لا تزال تعيش مشاكل في التزود بالمياه أرجع البعض أسبابها الحقيقية والأهم إلى تخفيض حصتها من المياه لتزويد بلديات مجاورة دون تدارك ذلك النقص وانعكاسه على العملية بالمدينة.

أما شركة الجزائرية للمياه، فقد أكدت عبر مديرها بالبويرة حكيم لحسن عن وضع مصالحه لإستراتيجية مسبقة ومنذ أسابيع قصد مواجهة أزمة شح أو جفاف محتملة، خاصة مع انخفاض منسوب مياه سد كدية أسردون مثلما أشرنا إليه سابقا عكس سد تالزديت، حيث ترتكز هذه الإستراتيجية حسبه على العودة إلى استغلال الآبار والثقوب الجوفية عبر إعادة تأهيلها من جديد ووضعها حيز الخدمة لتدارك النقص الحاصل، مشيرا في هذا السياق إلى تأهيل 7 أبار عبر بلديات مختلفة منها الأخضرية والقادرية، إضافة إلى العودة إلى استغلال مياه سد واد لكحل بعين بسام غرب الولاية، والذي كان مخصصا لسقي المساحات الزراعية فقط، مبرزا في ذات الصدد استغلال كمية تتراوح بين 1200 و5 آلاف م3، هذا بالتوازي مع إجراءات أخرى تهدف إلى ترشيد استهلاك المياه والحد من التبذير على غرار قطع التزود ليلا لمدة 4 ساعات وتكثيف عمليات التدخل وإصلاح التسربات التي تهدر كميات كبيرة من مياه الشرب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • ابو عمر

    يا فقراء الجنوب عطش الله من عطشكم

  • قناص قاتِل الشـــــــــــر

    ما فهمتش ، اللي يعطش يعطش غير في رمضان ؟

  • علالي لخضر

    وماذا عن بشار والماء المالح النتن الذي يتناوله المواطنون؟ أين مشروع الماء الشروب من بوسير ببني ونيف الذي بدأتم به ولم تكملوه ألسنا جزائريين؟ أم الكلام دائما عن الشمال والمشاريع تستكمل بالشمال أما الجنوب فله الله ونعم بالله ففرنسا فجرت به النووي وأنتم فجرتم به الحقرة والتهميش.