-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الاندماج مع التكتّل لن يستغرق الكثير من الوقت

7 مكاسب للجزائريين بعد الانضمام إلى “بريكس”

إيمان كيموش
  • 58105
  • 2
7 مكاسب للجزائريين بعد الانضمام إلى “بريكس”
ح.م

يحصي خبراء الاقتصاد 7 مكاسب يمكن أن تستفيد منها الجزائر مباشرة، بمجرد استكمال محادثات انضمامها إلى مجموعة “بريكس”، وهذا بعد توجيه طلب رسمي لدول التكتّل، وإعلان روسيا والصين موافقتهما.
ويتعلّق الأمر بتعزيز الشراكة الاقتصادية، وتوقيع مشاريع جديدة في قطاعات الفلاحة والمناجم والثروات الباطنية، ونقل الخبرة والتكنولوجيا، واستحداث اتفاقيات تفاضلية والاستفادة من تمويلات جديدة، والنهل من تجارب هذه الدول في التنمية، مع إحداث نقلة صناعية سريعة، وتعزيز مبدأ عدم الانحياز الذي تنتهجه الجزائر في ظل تغيّر المعطيات الدولية بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
ويؤكد الخبير الاقتصادي عبد الرحمن هادف في تصريح لـ”الشروق” أن الخطوة الموالية لموافقة الدول العضوة في مجموعة “بريكس” على طلب الجزائر، ستكون الانضمام الرسمي الذي لن يستغرق الكثير من الوقت، خاصة وأن “بريكس” تكتّل اقتصادي لا يأخذ طابع المنظمة الرسمية، وبالتالي فإن عملية الانضمام لا تحتاج إلى محاورات ومفاوضات ثنائية طويلة المدى، ولقاءات وشروط أو معايير معيّنة يجب الالتزام بها، كتلك المتعلقة بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية على سبيل المثال، حيث تكتفي الدولة الراغبة في الانضمام باقتراح ذلك لتردّ الأطراف العضوة، وقد حظيت الجزائر اليوم بموافقة كل من الصين وروسيا.
ويعدّد الخبير 7 فوائد لانضمام الجزائر إلى مجموعة “بريكس”، منها تحقيق التكامل الاقتصادي مع الدول العضوة في هذه المجموعة، حيث ستكون هذه العضوية في خدمة المصالح الاقتصادية البحتة لبلادنا، كما أن هذا الانضمام سيؤهّل الجزائر إلى التوقيع على مشاريع اقتصادية جديدة، حسب خصوصيات هذه الدول، وتطوير البنى التحتية، وتسهيل إنجاز المشاريع الكبرى، ويتعلّق الأمر باستغلال الثروات المنجمية مع الصين على سبيل المثال، والتي تم أمس توقيع اتفاق التعاون الاستراتيجي وفق الخطّة الخماسية الثانية معها.
كما أن دول “بريكس” وقعت سنة 2014 إنشاء بنك التنمية الجديد، والذي يتكفّل بتمويل استثمارات كبرى، إذ أن الصيغة التي يعمل بها هذا البنك تنافس صندوق النقد الدولي، فـ”الأفامي” يفرض شروطا تعجيزية صارمة لإقراض الدول، في حين يكتفي بنك “بريكس” بالإقراض مقابل فوائد معيّنة، وهي الآليات المالية التي سيتسنى للجزائر الاستفادة منها في حال انضمامها للمجموعة، كما قد يؤهّلها هذا الخيار إلى التوقيع على اتفاقيات تفاضلية تتعلّق برفع القيود الجمركية والعراقيل غير الجمركية، وأيضا الاستفادة من تجارب هذه الدول الرائدة في قطاعات معينة كالصناعة والزراعة والمناجم واستغلال الثروات الباطنية.
ويقول هادف إن هذه الدول تمكّنت في ظرف 20 سنة من التحوّل إلى دول نامية، حيث يفوق دخلها الخام الفردي 15 ألف دولار، مقارنة مع معدّل 4 آلاف دولار، وهو ما سيمكّن الجزائر كعضوة جديدة في المجموعة من اقتباس نفس التجربة، في مجال التجارة والنموّ، وتأسيس نموذج تنموي جديد يقوم على التطور التكنولوجي، بتحويل فعلي للخبرة والتكنولوجيا، وليس مجرّد حبر على ورق، وتوقيع مشاريع استثمارية جديدة.
كما أن هذه الخطوة ستتيح نسبيا للجزائر الدخول في مرحلة إعادة التوازن في ظل المنظومة المالية العالمية الجديدة، وتخفّف من التبعية لجهة معيّنة وضمان التوازن في علاقاتها الاقتصادية والتجارية، القائمة على اتفاق مع الاتحاد الأوروبي من جهة وآخر مع الدول العربية واتفاقيات ثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة، وانخراط في تكتّل “البريكس”.
وفي ذات السياق، يقول الخبير الاقتصادي، سليمان ناصر، في تصريح لـ”الشروق” إن مساعي الجزائر للانضمام إلى مجموعة “بريكس”، وقبول الدول الأعضاء هذا الطلب، وترحيبهم بهذه الخطوة منطلقه أن الجزائر تمثّل بالنسبة لهم بوابة القارة الإفريقية، وتحتل منطقة استراتيجية، وتلعب دورا هاما ورئيسيا بالبحر الأبيض المتوسط والوطن العربي، وبالتالي فإن اندماجها اقتصاديا معهم سيفتح لهم أبواب القارة السمراء، لاسيما في ظل المنطقة الإفريقية الحرة التي ستفتح أسواقها قريبا أمام الدول الأعضاء، هذه الأسواق التي يؤكد المتحدّث أنها باتت “كعكة كبيرة تتسابق عليها الدول الكبرى”.
ويرى المتحدّث أن السياق العالمي الجديد في ظل تجاذبات المصالح، بعد الحرب الروسية الأوكرانية تجعل الدول الأعضاء بـ”بريكس” ترحّب بانضمام الجزائر وتتفاءل بذلك، فليست الجزائر فقط من تبحث عن هذه العضوية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • لحسن

    وماذا بعد ؟

  • كمال

    وفقكم الله في مسعاكم التنويري ان شاء الله