محمد عيسى يأمر بـ”تحرير” المساجد من الأئمة المفتشين!
وجّه وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، تعليمة لمديري الشؤون الدينية والأوقاف عبر الولايات، يطلب فيها تخلّي المفتشين عن مهمة إمامة المصلين وإلقاء دروس وخطب الجمعة عبر المساجد، مع إسناد الأمر لأئمة مُتفرّغين، بسبب إهمال بعض المفتشين لواجب متابعة الشؤون الدينية في المقاطعات الواقعة تحت مسؤولياتهم.
وهي التعليمة التي استنكرها المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، واعتبرها “مُسيئة ومُهينة لهيئة التفتيش”، والتي تعتبر أعلى هيئة على المستوى الولائي بعد المدير. خاصة أن التعليمة الصادرة بتاريخ 3 مارس 2016 والتي تحوز ” الشروق” نسخة منها، طالبت مديري الشؤون الدينية بتعويض المفتشين بـ”أئمة أكفاء مُتفرغين” في أجل لا يفوق يوم الخميس 10 مارس 2016، وهو ما اعتبره مستنكرو التعليمة “.. ينم عن عدم الإدراك الحقيقي للواقع”، خاصة في ظل العجز الكبير في تأطير المساجد، والاختلالات في وظيفة مفتش التوجيه الديني والتعليم القرآني.
وراسل المجلس المستقل لنقابة الأئمة، الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي في رسالة – تحوز “الشروق” نسخة منها، يؤكد فيها معارضته للتعليمة، كون المفتشين مارسوا الإمامة لأكثر من 10 سنوات، كما أنهم يسُدون بعض العجز في تأطير المساجد، وأكد البيان “إن جمعهم بين التفتيش والإمامة يزيد من هيبتهم عند الأئمة ولا يعرقل أبدا عملية التفتيش، والحصيلة السنوية للمفتشين الممارسين للإمامة شاهدة على ذلك”، وممّا ورد في تعليمة الوزير “أطلب منكم تحرير المساجد التي يؤمها مفتشون وإسنادها إلى أئمة أكفاء متفرغين…”، حيث تأسّف المستنكرون من إدراج كلمة ” تحرير” مطالبين الوزير بتقديم توضيحات حول هذه العبارة.
ودعت النقابة المستقلة للأئمة وزارة الشؤون الدينية، إلى إعادة النظر في هذه التعليمة، التي اعتبرتها “تصرفا انتقاميا تنجرّ عنه ردود فعل سلبية”، مع معالجة الوضعية المهنية لمنصب مفتش التوجيه الديني والتعليم القرآني، “الذي يعرف عزوفا عنه في جميع المسابقات الوطنية”، وذلك من خلال تنفيذ تعديل القانون الأساسي والنظام التعويضي الذي بقي حبيس الأدراج، وإلا “قد يدفع المفتشين الحالييّن لتقديم استقالة جماعية من وظيفة التفتيش…”.
إلى ذلك، ربط مُلاحظون بين تعليمة الوزير والضجة المُثارة مؤخرا حول العلاّمة الطاهر ايت علجت، والتي وضعت وزارة الشؤون الدينية في حرج، ما جعلها تسارع لاحتواء الوضع، ومعاتبة المفتشين على تسريب الأخبار، وهذا بدليل وصف المنسق الوطني للأئمة التعليمة “بالانتقامية”.