فرنسا تركّز على اغتيال 19 راهبا.. وتتناسى فقدان 200 ألف جزائري
قال أسقف مدينة وهران، جون بول فيسكو، إنه تلقى رسائل تضامن ومواساة وتعازي من طرف الجزائريين بعد هجمات 13 نوفمبر الماضي بباريس، موضحا أن تلك الرسائل الموجهة من الجزائريين وصلت بشكل شخصي وكذلك كانت موجهة للمسيحيين في الجزائر عموما، وأشار إلى أن هناك تركيزا فرنسيا زائدا على اغتيال رهبان تيبحيرين ورجال الدين المسيحيين في الجزائر بينما البلاد فقدت أكثر من 200 ألف جزائري خلال العشرية السوداء.
وقال الأسقف جوان بول فيسكو، في حوار مطول مع موقع “لوبروغري” الفرنسي إن رسائل التعازي والمواساة والتضامن التي وصلته من طرف الجزائريين كانت جد واضحة ومفادها أن ما حدث بباريس همجية بربرية ولا صلة لها بالإسلام ولا يقبلها أي دين.
وذكر الأسقف فيسكو أن هناك حوارا بين الكنيسة في الجزائر لكنه حوار غير مؤسساتي يبقى بطرق غير رسمية، حيث يتم الحوار مباشرة مع الأشخاص من خلال انخراط الكنيسة في المجتمع الجزائري، موضحا أن الحوار ما بين الأديان هنا في الجزائر نادر وليس هو الشأن في فرنسا عندما تتحاور سلطة دينية مع أخرى دينية، حيث إنه وخلال قداس الأحد لا يتعدى عدد المصلين في كنيسة وهران 250 شخص، أغلبهم من الطلبة والمهاجرين الأفارقة وبعض الأوربيين الذين ولدوا في الجزائر والعاملين في الشركات وبعض الجزائريين المسيحيين.
وأكد المتحدث أن الكنيسة كانت دوما متقبلة من طرف الجزائريين، ففي سنة 62 وبعد استقلال الجزائر طلب أسقف الجزائر الكاردينال ديفال من الرهبان التابعين له البقاء في الجزائر من أجل الوقوف على المدارس وقاعات العلاج وجعلها في متناول الجزائريين، في وقت غادر فيه كافة الأوربيين، وهو ما جعل الجزائريين يعترفون بهذا الجميل للكنيسة حسبه، وأعاب الأسقف الفرنسي لمدينة وهران تركيز الإعلام على اغتيال رهبان تيبحيرين وحدهم دون الآخرين.
ويعتقد أسقف وهران أن هناك تركيزا فرنسيا متزايدا بخصوص الـ19 رجل دين مسيحيا الذين اغتيلوا في الجزائر لكن وجب التذكير بأن هناك أكثر من 200 ألف ضحية في الجزائر خلال العشرية السوداء، موضحا أن عدد الأئمة الذين قتلوا في تلك الفترة كان أكبر بكثير من رجال الدين المسيحيين.