حميد عاشوري للشروق: ودّعت العطلة من زمان.. وأجمل أيام عمري في أوزباكستان
-
-
5812
-
0
أجبر العمل الدائم والشهرة، الفنان حميد عاشوري على إلغاء كلمة اصطياف من قاموسه الحياتي، إذا عنى الأمر شخصه، ولكنه حافظ على برمجة أيام العطلة لأفراد عائلته، معتمدا على أيام عطلة لا ينساها بين البحر وسحر مدينة بوسعادة رسمت معالم حياته في سبعينيات القرن الماضي.
هل تذكر أول مرة توجهت فيها إلى البحر؟
كان والدي يأخذنا معه.. كنا 11 فردا نستقل الحافلة وننتقل إلى شاطئ لامادراغ، كانت الوالدة تجهز لنا الساندويتشات.. أيام بريئة فعلا لا يمكن نسيانها.
والمدينة الذي سكنتك؟
إنها بوسعادة، كانت رحلاتي الطفولية إليها ذات أبعاد عائلية للقاء أخوالي وأهلي، وثقافية حيث كنت أتمتع بحضور قوي لفنانين كانوا يقدمون أغاني فريد الأطرش وعبد الحليم ووديع الصافي للأجانب قرب فندقي المدينة، حيث كان المئات من السياح الأجانب يؤمون المكان، وذات بعد تجاري إذ كان لخالي متجر يبيع فيه كل الكنوز التقليدية الجزائرية، فأنقلها إلى جوار الفنادق، فيشترون من عندي فآخذ فارق الربح وأعطي خالي ثمن السلعة الحقيقي، وعندما أعود إلى البيت أكون قد وفرت نقود الأدوات المدرسية وأيضا هدايا لأصدقائي. بوسعادة كانت حكاية نادرة لبلاد الفنان نصر الدين ديني، للأسف أتذكر تلك الأيام بكثير من المرارة.
هل تذكر أول بلد أجنبي زرته؟
هو مصر.. للسياحة.
وأجمل بلد؟
طبعا مكة المكرمة، لكن حياتيا هو أوزباكستان، زرت موسكو ومونتريال وجنيف وروما وباريس، لكن في أوزباسكتان كانت زيارتي جغرافية وتاريخية كنت رفقة بن قطاف، شاركنا في فيلم هناك وتمتعنا بروعة المكان وتاريخه الإسلامي، في هذا البلد عندما يعرفون أنك مسلم يحتفلون بك وكأنهم في عيد، يطلبون منك أن تصلي بهم وتقرأ القرآن بلغة الضاد على مسامعهم، دعني أخبرك عن قصة تاريخية يرددها أهل هذا البلد المسلم باعتزاز، كان الفاتح قتيبة وهو يدخل البلاد فاتحا قد سمع أحد الكهنة يزجره قائلا: بأي حق تدخلون بلدنا؟ فراسل الفاتح قتيبة أمير المؤمنين بما سمع، فرد عليه بمغادرة المدينة فورا، فذهل الكاهن وأهل أوزباكستان وهم يرون الجيش المسلم يغادر المكان وكان بإمكانه ألا يفعل وأن يستعمر البلاد في لحظات، وهنا ذهل رئيس الكهنة وأعلن إسلامه وساعد المسلمين في فتوحاتهم.
ما هي أجمل الشواطئ التي شاهدتها في الجزائر؟
لا يمكن نسيان جيجل وبجاية ومستغانم وبني صاف.. يبقى هذا الحكم عمره قرابة أربعين سنة، فمنذ التسعينيات انتهت حكايتي نهائيا مع الاصطياف.
ما زلت مدمنا على القراءة؟
أروع إدمان، في الوقت الحالي، أقرأ كتابين دفعة واحدة، أحدهما بالعربية بعنوان قصص القرآن والثاني باللغة الفرنسية بعنوان نجومنا في الاتجاه المعاكس، هي قصة أمريكية سبق أن تابعتها عبر فيلم يروي كيف يجب على الإنسان التمسك بالأمل إلى آخر العمر.
