دواء “سينتروم” مازال مفقودا والمرضى يهددون بالاعتصام
هددّ المصابون بأمراض القلب بالاعتصام أمام مقر وزارة الصحة لمطالبتها بالتحرك العاجل وتوفير كميات من دواء “سينتروم” المفقود في الأسواق المحلية منذ أشهر، وهو ما يزيد من مخاطر إصابتهم بالجلطات الدماغية خاصة أن الأدوية البديلة له، أسعارها مرتفعة وغير قابلة للتعويض، وبالرغم من طمأنة الوزير بتوفر الدواء وتوزيع 75 ألف علبة، غير أن الندرة بقيت على حالها ولا زال المرضى يتنقلون من صيدلية إلى أخرى في رحلة بحث على الدواء.
أكد العديد من المصابين بمرض القلب والذين يشقون رحلة البحث عن دواء “سينتروم” المستورد من قبل مخابر نوفارتيس فارما الإيطالية والغير موجود في السوق المحلية، في حديثهم لـ“الشروق” أن الأطباء المشرفين على علاجهم قد بدؤوا بوصف أدوية بديلة له مثل xarelto وهو متوفر في بعض الصيدليات تحت الطلب، غير أن سعره باهظ، 14 ألف دينار ولا يعوض، غير أن المرضى يستحيل عليهم اقتنائه لارتفاع ثمنه فالعلبة الواحدة لا تغطي احتياجات شهر، كما أن الدواء المعتادين عليه لا يتجاوز 180 دج.
كان رئيس جمعية الأيادي الخضراء للمصابين بمرض القلب عبد القادر بوراس قد دعا الدولة للتحرك فورا وتوفير جرعات من دواء “سينتروم” المفقود من الصيدليات، فالمخزون الخاص لدى المرضى من هذا الدواء نفذ وخطر الموت يزيد، مشيرا إلى أن جمعيته تستقبل من 20 إلى 30 مصاب بمرض القلب يوميا، يستفسرون عن الدواء وفقدانه تسبب في نشر حالة من الذعر والرعب والخوف من تعقد حالتهم الصحية، لكون الدواء يمنع تخثر الدم وعليه تناوله يوميا، وعن الأدوية البديلة له أوضح محدثنا أن البعض منها باهظة الثمن ولا يتم تعويضه، متسائلا لماذا الدولة تتوقف عن استيراد دواء هام مثل “سينتروم” وتستبدله بأدوية أخرى أغلى وغير قابلة للتعويض، وقال المتحدث بأنه عرض على المصابين بمرض القلب الاعتصام أمام مقر وزارة الصحة.
من جهته، ذكر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام” البروفيسور مصطفى خياطي، أهمية هذا الدواء والدور الذي يلعبه في تمييع الدم ومنعه من التخثر عند المقبلين على العمليات الجراحية والمصابين بارتفاع ضغط الدم، مستطردا أن غياب هذا الدواء يزيد من احتمالات إصابتهم بالجلطات الدماغية، واستغرب البروفيسور من نفي المسؤولين المتكرر للندرة بالرغم من غياب عديد الأدوية عن الصيدليات، مواصلا أن هناك أدوية تعطي نفس مفعول “سينتروم“، غير أن المرضى غير متعودين عليها.