-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد إشراكها في معركة الرمادي

أمريكا تخشى أن تؤجج الميليشيات الشيعية نيران الطائفية في العراق

الشروق أونلاين
  • 2408
  • 0
أمريكا تخشى أن تؤجج الميليشيات الشيعية نيران الطائفية في العراق
ح م
عائلات عراقية سُّنية تفر من الرمادي - 15 ماي 2015

بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على مدينة الرمادي مركز محافظ الأنبار غربي العراق، الأحد، وانهيار قوات الجيش العراقي هناك، استدعت الحكومة العراقية ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية في محاولة لاستعادة المدينة ذات الغالبية السُّنية.

وقال مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون، إن إشراك ميليشيات شيعية في محاولة استعادة الرمادي من تنظيم “داعش” يمثل مخاطرة بإطلاق سيل جديد من الدماء في الصراع الطائفي، لكنهم أضافوا أنه لا توجد خيارات أخرى تذكر فيما يبدو أمام واشنطن وبغداد.

ويؤكد احتمال قيادة الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران الجهود الرامية لاسترداد الرمادي تضاؤل الخيارات المتاحة أمام واشنطن لإلحاق الهزيمة بـ”داعش” في العراق، في ضوء ضعف قبضة رئيس الوزراء حيدر العبادي على السلطة، ولأن الجيش الوطني مازال ناشئاً وتزايد تأكيد إيران لدورها.

ومثل استيلاء مقاتلي التنظيم على الرمادي رغم شهور متواصلة من الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة وما تقدمه من مشورة عسكرية، تدهوراً جديداً للجيش العراقي المنكسر الذي تقهقر وخرج من المدينة في حالة من الفوضى في مطلع الأسبوع.

واتجه العبادي على الفور إلى وحدات الحشد الشعبي المكونة من ميليشيات شيعية تدعمها إيران والتي أصبحت أعتى قوة عسكرية في العراق، منذ بدأ انهيار الجيش الوطني في جوان الماضي في مواجهة المكاسب الكاسحة التي حققها تنظيم “داعش”.

ووصل طابور من ثلاثة آلاف مقاتل من الميليشيات الشيعية يوم أمس (الاثنين)، إلى قاعدة عسكرية بالقرب من الرمادي عاصمة محافظة الأنبار ذات الغالبية السُّنية والتي تعتبر منذ مدة طويلة مركز المعارضة للحكومة العراقية التي يقودها الشيعة.

ووصف مسؤول أمريكي اشترط عدم نشر اسمه الرمادي بأنها “برميل من البارود”. وقال إن أي استخدام للفصائل المقاتلة “يجب التعامل معه بحساسية شديدة جداً”.

وقال المسؤول، دون محاولة التنبؤ بنتيجة إشراك الفصائل: “الاحتمال قائم أن تسوء الأمور جداً جداً”.

وقال المسؤولون الأمريكيون، إن واشنطن منقسمة انقساماً عميقاً بشأن مشاركة الميليشيات الشيعية التي تربطها صلات بإيران خصم الولايات المتحدة والتي تعمل على توسيع نطاق نفوذها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

وبعد أن قادت هذه الميليشيات الحملة التي أدت إلى استعادة مدينة تكريت، عمد بعض المقاتلين الشيعة الشهر الماضي إلى حرق ممتلكات وارتكاب أعمال سلب وعنف في المدينة حسب روايات السكان المحليين.

وقال مسؤول أمريكي ثان اشترط أيضاً عدم نشر اسمه، “هناك في حكومتنا من يرون أن أي دور لإيران يمثل لعنة.. وهناك آخرون يقولون إن المشاركة الشيعية ستنشر العنف الطائفي. وثمة آخرون يقولون أن هذا غير صحيح”.

وقال مسؤول في المخابرات الأمريكية، إن أحد المخاوف يتمثل في أن تنظيم “داعش” قد يستغل مشاركة الميليشيات الشيعية في إذكاء المشاعر الطائفية.

 

* المخاطرة باستبعاد السُّنة

غير أن محللين قالوا إن الواقع هو أن الحكومة العراقية ليس لديها فيما يبدو ما يكفي من القوات السُّنية تحت تصرفها لاستخدامها في شن هجوم على الرمادي.

وبدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مضض قصف أهداف للتنظيم في العام الماضي بعد أن استولى مقاتلوه على مساحات شاسعة من العراق، لكنه أوضح رغبته في عدم جر القوات الأمريكية مرة أخرى إلى صراع كان أوباما نفسه قد تعهد بإنهائه عندما أصبح رئيساً.

ويأتي سقوط الرمادي بعد شهر من استقبال أوباما للعبادي استقبالاً حاراً في واشنطن وإعلان دعمه له من أجل رأب الصدع الطائفي وتكوين جيش وطني قوي يتولى مهمة التصدي لتنظيم “داعش”.

وقال المسؤول الثاني عن لجوء العبادي لاستخدام الميليشيات الشيعية: “لم نحاول قط وقف ذلك.. يجب أن تحارب بالجيش المتاح لك. وهذا هو الجيش المتاح لهم”.

وقال مسؤول آخر، إن الولايات المتحدة قد تدعم “كل عناصر” القوات التي تقاتل تنظيم “داعش” بما فيها الميليشيات الشيعية التي تعتبر من الناحية الاسمية تحت سيطرة حكومة بغداد.

وأضاف المسؤول: “لكن يجب كما قلنا أن توجد قيادة واضحة وسيطرة (لقوات الأمن العراقية) وتخطيط سليم وتنسيق كلما أمكن مع القادة المحليين”.

ومن المحتمل أن تجبر الفظائع التي ترتكبها ميليشيات شيعية الولايات المتحدة على إعادة النظر في تأييدها.

ووصف عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان جون مكين ولينزي غراهام، وهما من أشد منتقدي السياسة الخارجية لأوباما سقوط الرمادي بأنه “تذكرة حزينة بالحملة الجوية غير الحاسمة التي تشنها هذه الإدارة” وبالغياب الأوسع للإستراتيجية.

وأبدى الاثنان قلقهما من أن تشن الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران هجوماً.

وأضافا “أياً كان ما قد تحققه الميليشيات (الشيعية) من نجاح في العمليات في الأنبار فسيكون أكبر منه بكثير الضرر الإستراتيجي الناتج عن الطائفية العنيفة التي تتبعها والخوف والريبة اللذين سيولدهما ذلك بين السُّنة العراقيين”.

وقال بروس ريدل وهو من كبار خبراء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في شؤون المنطقة سابقاً ويعمل الآن في مركز بروكينغز في واشنطن: “في ضوء عدم رغبة الولايات المتحدة أو دول الخليج العربي في نشر قواتها البرية وحالة الفوضى التي تسود القوات المسلحة العراقية فليس أمام العراق من خيار سوى اللجوء إلى الميليشيات”.

وأضاف ريدل “الخطأ في إستراتيجية التحالف على مدار العام الأخير هو ضعف القوات البرية. في ضوء القيود على الولايات المتحدة وحلفائها العرب فإن الخيار الوحيد لقوة برية هو العراقيون الشيعة تحت قيادة إيرانية”.

وتابع “بالطبع سينفر هذا السُّنة سواء في العراق أو في السعودية، لكن بغداد لا تملك خياراً جاداً آخر”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • الشّرف

    أعوذ باللّه من شرِّ ما خلق

  • أحمد/الجزائر

    أمريكا دولة نشأت و تربت و كبرت على الدماء و ستهرم في النهاية، فكما بدأت تزول..سنة الله في خلقه.
    مشكلة حكام العرب مع أمريكا المستكبرة هي استسلامهم لها بالخيانة و العمالة و التذلل .
    لم يطلب أحد من حكام العرب أن يحاربوا أمريكا. المطلوب منهم على مر العصور أن لا ينبطحوا أذلاء لأمريكا.
    الحاكم العربي الذي تخطط له أمريكا خائن و عميل جزاؤه حبل المشنقة.
    الحاكم العربي الذي يغدر بجاره و أخيه إرضاء لأمريكا جزاؤه النفي من بلاد العرب.
    أول العملاء العرب لأمريكا هم آل سعود و أخرهم هم آل سعود.

  • AZIZ

    ياسلام كيف هي الحبيبة امريكا خائفة من اشتعال نار الفتن بين المسلمين وكيف هي اليوم تعمل على استقرار العراق ؟؟انه الاستغباء والاستهتار بعقولنا ..فوزير خارجيتها الاسبق المدعو كيسنجر سنشعلها حربا بين الشيعة والسنة لن تنتهي قبل 100عام وتكون الدولة اليهودية قد حققت حلمها..ياعربان ياجهلة تذكروا كيف كان العراق ايام صدام ولتنظروا الى حاله اليوم ولنعد للاسباب ..اليس حكام الخليج هم من تحالفوا مع التحالف الصهيوصليبي لضربه وتدميره وبمشاركة بعض المرتزقة العراقيين ؟الم تتكرر التجربة في اكثر من بلد عربي ؟يتبع

  • سليم

    وكأن الميلسشيات الشيعية لا تفعل شيء في العراق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ما قتلته و شردته الميليشيات الشيعية في العراق من السنة لا يعد ولا يحصى
    هذه الميليشيات ترى في قتل اهل السنة عقيدة كي يخرج مهديهم من سردابه وهو امر يدخلهم الجنة من غير حساب

  • بدون اسم

    وهل امريكا قلبها على العراق فالشيعة هم من اتوا بامريكا الى العراق فكل زعماؤهم دخلوا العراق على مثن دبابة الامريكان فالصراع معروف للخاص و العام سنة و شيعة و ايران تريد ابتلاع العراق و تدفع ثمن حرب 8 سنوات لسنة